يبحث مشروع هيدروجين أخضر في مصر تقوده شركة نفط عالمية باستثمارات تصل إلى 14 مليار دولار إلى جذب المشترين المحليين من أجل المضي قدمًا في تطوير المشروع من خلال إبرام تعاقدات بيع وشراء مع المشترين المحتملين.

وتتطلع مجموعة من مطوري الهيدروجين الأخضر في مصر، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) بقيادة شركة النفط البريطانية "بي بي"، إلى الاستفادة من الطلب المحلي، بعد أن واجهت صعوبات في جذب المشترين من الخارج.

وفي وقت سابق من هذا العام، دخلت شركات؛ بما في ذلك شركة بي بي، وشركة مصدر التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها، وشركة إنفينيتي باور المصرية، في شراكة لتطوير مشروع هيدروجين أخضر في مصر، لكن المنافسة الأرخص في الخارج أضعفت المبيعات المتوقعة.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة إنفينيتي باور محمد إسماعيل منصور: "نحن نكافح من أجل العثور على مشترين لمشروعنا؛ لذا فإننا نتطلع إلى الطلب المحلي؛ فنحن بحاجة إلى تلبية الطلب المحلي حتى نجد ميزة تنافسية بطريقة ما للبلاد لتكون قادرة على المنافسة على المستوى الدولي".

الهيدروجين الأخضر

يُشكِّل الهيدروجين الأخضر -المنتج من الماء والطاقة المتجددة- أحد أكثر القطاعات التي تحظى بالاهتمام في مجال الطاقة الخضراء، ولكن الطلب المحدود والتكاليف المرتفعة عاقا تطوره.

ويحتاج المشترون إلى دفع علاوة على الوقود، وهناك حاجة إلى بنية أساسية خاصة لاستقباله واستعماله، وهو ما يُشكِّل تحديًا رئيسًا للتوسع في استعماله وقودًا في الصناعات المختلفة.

وقال منصور إن إنتاج الهيدروجين الأخضر يمكن أن يكون أرخص في الصين ودول آسيوية أخرى مقارنة بمصر، في حين تستفيد المشروعات في الولايات المتحدة من الدعم عبر قانون خفض التضخم.

ومع وجود عدد كبير للغاية من مشروعات الإنتاج التي تطارد عددًا قليلًا جدًا من المشترين الدوليين، يبحث المطورون عن مصادر بديلة للطلب.

وكشفت دراسة لمنظمة أوابك، مؤخرًا، أعدها خبير الصناعات الغازية المهندس وائل عبدالمعطي، حول تطورات الغاز المسال وسوق الهيدروجين في الربعين الثاني والثالث 2024، عن أن خطط تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر لم تصل بعد إلى تحقيق طموح الحياد الكربوني.

وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من الأهداف الطموحة للعديد من الدول الطامحة لتنفيذ مشروعات هيدروجين أخضر؛ فإن المشروعات المعلنة لا تواكب الأهداف، خاصة في ظل تأخر تنفيذ المشروعات أو إلغاء عدد منها لدعم تحقيق الجدوى الاقتصادية، أو فشل إبرام تعاقدات بيع وشراء مع المشترين المحتملين تؤمّن وجود طلب مستقبلي للهيدروجين.

مصانع الأسمدة في مصر

قال منصور إن مصانع الأسمدة في مصر تُشكِّل مصدرًا محتملًا للمشترين، وكذلك شركات الطيران التي تتطلع إلى شراء وقود الطيران المستدام.

وبدأ العديد من مصانع الأسمدة في مصر في التحول إلى الهيدروجين الأخضر لاستعماله بديلًا عن الغاز الطبيعي؛ إذ شهد وزير البترول كريم بدوي مؤخرًا توقيع 3 اتفاقيات إستراتيجية لتطوير مصانع أبوقير للأسمدة وتعزيز كفاءة الطاقة والاستدامة فيها.

وتستهدف الاتفاقيات الجديدة تطوير مصانع شركة أبوقير للأسمدة، بالتحول إلى الهيدروجين الأخضر بدلًا من الغاز الطبيعي، وذلك ضمن جهود مصر لتعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة، وتحقيق الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة في البلاد.

ووافقت شركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية على مشروع الإحلال الجزئي للغاز الطبيعي بالهيدروجين الأخضر، لرفع الطاقة الإنتاجية لمصنع الأمونيا أبوقير (1) من 1100 طن يوميًا إلى 1200 طن يوميًا.

كما كشفت شركة مصر للأسمدة "موبكو" عن خطط تنفيذ مشروع هيدروجين أخضر في مصر من أجل رفع الطاقة الإنتاجية من أسمدة اليوريا، من أجل تلبية قرابة 30% من احتياجات السوق المصرية من أسمدة اليوريا و60% من الأمونيا، بالإضافة للتصدير للأسواق الخارجية وفي مقدمتها السوق الأوروبية لمنتج اليوريا، تليها الأميركتان ثم آسيا.

وفي يوليو/تموز انضمت شركة "بي بي" لتحالف شركات مصدر، وحسن علام للمرافق، و"إنفينيتي باور" لبحث سبل تنمية مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، عبر انضمامها لقائمة الموقعين على اتفاقية التنمية المشتركة بين أطراف التحالف.

وستؤدي "بي بي"، بموجب الاتفاقية، دور المطور والمشغل الرئيس للمشروع نيابة عن التحالف، وسيعمل الشركاء على دمج مشروعات الهيدروجين الأخضر الخاصة بهم في مصر في مشروع واحد واسع النطاق ومتعدد المراحل لتنمية الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مع التركيز على الصادرات.

ووقَع التحالف اتفاقًا إطاريًا على هامش مؤتمر "مصر-الاتحاد الأوروبي للاستثمار" مع الحكومة المصرية لبدء تنفيذ مجموعة من الدراسات والأنشطة لتقييم الجدوى الفنية والمالية للمشروع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..