شهدت واردات الهند من الفحم زيادة في النصف الأول من العام المالي الحالي (2024-2025)، ولكنها عكست اتجاهها في شهر أكتوبر/تشرين الأول، لتنخفض بنسبة 14.4% على مستوى سنوي.
وسجّلت الواردات في أكتوبر/تشرين الأول 2024 نحو 21.84 مليون طن متري، مقارنة بـ25.54 مليون طن متري في المدة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات منصة "مجنكشن- بي تو بي إي-كوميرس"، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويبدأ العام المالي في الهند في أول شهر أبريل/نيسان، حتى نهاية مارس/آذار.
والفحم هو المصدر الرئيس للطاقة في الدولة الآسيوية العملاقة صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم، ورغم زيادة مشروعات الطاقة المتجددة فإن نيودلهي تكرر ترديد استمرار الحاجة إلى محطات الفحم في الآونة الأخيرة، في ضوء تمدد الطلب المحلي الناجم عن النشاط الاقتصادي والنمو السكاني.
وعلى سبيل المثال، قال الرئيس التنفيذي لشركة "رينيو إنرجي" سومانت سينها، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن الحكومة الفيدرالية تحتاج إلى ضمان توليد 12-15 غيغاواط من محطات الفحم سنويًا؛ لأن مشروعات الطاقة المتجددة لا تسير بسرعة كافية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
وينمو الطلب على الكهرباء بنسبة 7- 8% سنويًا، ما يعني الحاجة إلى إضافة 60-70 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنويًا، لتغطية الزيادة فقط، وفق سينها.
تراجع واردات الهند من الفحم في أكتوبر
رغم تراجعها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي فإن واردات الهند من الفحم ارتفعت خلال أول 7 أشهر من العام المالي الجاري (من أبريل/نيسان حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024) بنسبة 4.2%، ووصلت إلى 162.45 مليون طن متري، مقابل 155.87 مليون طن متري.
وفي المقابل، تراجعت واردات الهند من الفحم في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمفرده بنسبة تقارب 15%، وسجلت 21.84 مليون طن متري، مقابل 25.54 مليون طن متري في الشهر ذاته من العام المالي الماضي (2023-2024).
وكان معظم واردات الهند من الفحم في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أنواع غير فحم الكوك، وبلغت 13.49 مليون طن متري، وهي تقل عن واردات الشهر ذاته من العام الماضي؛ إذ بلغت 18.82 مليون طن متري.
بينما ارتفعت واردات الهند من فحم الكوك بنسبة طفيفة في مدة المقارنة نفسها، وبلغت 4.45 مليون طن متري، مقارنة بـ4.31 مليون طن متري. وفي سبتمبر/أيلول 2024، بلغت واردات الفحم غير بعيد عن صنف فحم الكوك 12.24 مليون طن متري، والكوك 3.39 مليون طن.
وقال الرئيس التنفيذي لمنصة "مجنكشن" فينايا فارما: "نسب الواردات في أكتوبر/تشرين الأول وسبتمبر/أيلول، بالنسبة للفحم بصورة عامة والكوك خاصة، تعكس النشاط في أكتوبر/تشرين الأول كونه موسم الأعياد، بالإضافة إلى أنه من الأشهر القريبة من فصل الشتاء".
انتعاش الربع الأخير
توقّع الرئيس التنفيذي لمنصة "مجنكشن" فينايا فارما، انتعاشًا أكبر في واردات الهند من الفحم خلال الربع الأخير من العام المالي الجاري (أول 3 أشهر في 2025)؛ بسبب زيادة الطلب الفصلي في الشتاء.
ودفع الاستهلاك الزائد للفحم في الهند، مؤخرًا، إلى مطالبة وزير الفحم والتعدين جي كيشان ردي مصنّعي الصلب في البلاد بخفض الاعتماد على الفحم عبر تنفيذ متطلبات التطوير التقني في المصانع.
وتعتمد مصانع الصلب على فحم الكوك في تسخين الأفران، وطلب الوزير من هذه المصانع خفض الاستهلاك، قائلًا: "إن واردات الهند من الفحم يجب أن تهبط تدريجيًا".
كما أعرب الوزير، في تصريحاته الأخيرة، عن أمله في تحقيق هدف الإنتاج المحلي من الفحم في العام المالي الجاري عند 1.08 مليار طن متري.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت شركة كول إنديا التابعة للدولة استثمار 670 مليار روبية، بما يعادل 8 مليارات دولار أميركي؛ لبناء محطات كهرباء تعمل بحرق الفحم، وهو ما يتوافق مع خطة كشفت عنها الحكومة قبل نهاية العام الماضي (2023) لإضافة محطات فحم جديدة بقدرة 88 غيغاواط حتى عام 2032.
ويأتي ذلك رغم توسع مشروعات الطاقة المتجددة وهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، في ضوء رؤية الحكومة التي ترى أنها لا تستطيع التخلص من الفحم، لكونه مصدرًا رخيصًا ومتوافرًا يُسهم في تحقيق أمن الطاقة وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، لحين توافر المصادر المتجددة بتكلفة ميسورة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
ارتفاع واردات الفحم إلى الهند 4% في المدة من أبريل إلى أكتوبر من صحيفة ذا إيكونوميك تايمز- إنرجي وورلد.
0 تعليق