مع اقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية عبرت جمعيات حماية المستهلك بالمغرب عن قلقها بشأن التجاوزات الصحية المرتبطة بصناعة وبيع الحلويات في الأسواق المغربية، محذرة من ممارسات قد تشكل خطرا على صحة المستهلكين نتيجة غياب الرقابة الكافية، وتهافت العديد من المحلات على تحقيق أرباح سريعة خلال هذه المناسبة التي تعرف إقبالا المغاربة على الحلويات، دون الالتزام بالمعايير الصحية المطلوبة.
في هذا الإطار قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إن “المخابز ومحلات بيع الحلويات تتهيأ مع اقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية، نظرًا لإقبال المغاربة على الحلويات خلال هذه المناسبة، غير أن المستهلك يجد نفسه أمام منتجات تُصنع وتُسوّق في ظروف غير صحية”، مضيفًا أن “بعض أرباب هذه المحلات يضيفون مواد سكرية ومضافات غذائية إلى الحلوى من أجل تزيينها، دون احترام ما تسمى الجرعة اليومية المسموح بها، التي يؤدي تجاوزها إلى الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى”.
وتابع الخراطي، في تصريح لهسبريس، أن “قطاع المخابز ووحدات صناعة الحلويات في المغرب لا يخضع لمراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إذ إن أي شخص يمكنه افتتاح محل دون توفره على دبلوم يُخوّل له مزاولة هذا النشاط؛ فيتم صنع الحلويات من طرف أشخاص غير متخصصين، ما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة المستهلكين”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “المجالس الجماعية تمنح رخصًا لفتح المخابز ومحلات بيع الحلويات بشكل عشوائي، على عكس بعض المهن الأخرى التي يرتبط الحصول على ترخيص لمزاولتها بالحصول على دبلوم، كالحلاقة مثلًا”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “المستهلكين يجب أن يعتدلوا في استهلاك هذه المنتجات إلى حين إصدار قوانين تنظم مراقبة هذا القطاع”، وتابع: “نحن في الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك مستعدون للتعاون مع المهنيين في هذا القطاع من أجل تكوين الأشخاص الذين يعملون في المخابز والمحلات بما يحمي صحة المستهلكين”.
من جهته قال عبد الكريم الشافعي، رئيس الفيدرالية الجهوية لحقوق المستهلك بجهة سوس-ماسة، إن “المواطنين المغاربة يتهافتون على محلات بيع الحلويات بمناسبة احتفالات رأس السنة، إلا أن الإشكال هنا هو عدم اكتراث أرباب هذه المحلات بالمعايير الصحية المعمول بها، وبحثهم فقط عن استغلال هذه المناسبة لجني الأرباح، ولو على حساب صحة المستهلك”.
وأكد الشافعي، متحدثًا لجريدة هسبريس الإلكترونية، على “ضرورة تشديد المراقبة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وكذلك المكاتب الصحية في الجماعات والمكاتب الاقتصادية في العمالات، على هذه المحلات خلال هذه الأيام”، مشيرًا إلى أن “بعض أصحاب هذه المحلات يستعملون مواد مغشوشة ومركبات كيميائية وملونات تضر بصحة المستهلك”.
وزاد المتحدث ذاته شارحًا: “بالنظر إلى الإقبال الذي تعرفه محلات بيع الحلويات والمخابز خلال هذه الفترة يتم صنع كميات كبيرة من الحلويات وتخزينها في ظروف غير صحية، دون أن ننسى ظهور محلات موسمية غير مرخصة في الأحياء، تختص في بيع وصنع مختلف أشكال الحلويات خلال هذه الفترة، وتشتغل هي الأخرى في ظروف لا تحترم أبسط شروط النظافة، وتختفي مباشرة بعد انتهاء هذه المناسبة”.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق