اقرأ في هذا المقال
- يشارك بنك التنمية الأفريقي في تمويل مشروع طاقة شمسية في الكونغو
- نمو الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية يتسارع
- الكهرباء ليست متاحة سوى لـ19% من سكان الكونغو الديمقراطية
- يبرز المشروع أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص
- يمكن تكرار مشروعات مشابهة في بلدان مجاورة
تشهد الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية تسارعًا ملحوظًا بدعمٍ من إعلان مشروع ضخم يُعوّل عليه في إتاحة الكهرباء النظيفة إلى مليون شخص في البلد الواقع وسط أفريقيا، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويستهدف المشروع الذي يشارك في تمويله بنك التنمية الأفريقي بالشراكة مع تحالف من 3 شركات محلية خاصة، وضع الكونغو الديمقراطية على مسار تحول الطاقة عبر إتاحة الكهرباء النظيفة للمنازل والشركات في شمال البلاد.
ووفق تقديرات البنك الدولي، لا يتمكن سوى 19% من سكان الكونغو -البالغ عددهم 108 ملايين نسمة- من الوصول إلى الكهرباء، مقسمين بين نحو 41% في المناطق الحضرية، و1% في المناطق الريفية.
ويتوافق مشروع الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية مع رؤية طويلة الأمد تتبناها الحكومة لتحقيق وصول عالمي إلى الكهرباء، كما يدعم المشروع الأهداف البيئية الأوسع في البلاد والممثلة في تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وخفض بصمتها الكربونية.
ثورة وشيكة
يُتوقع أن يشهد قطاع الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية ثورةً وشيكةً يُشعلها مشروع ضخم يستهدف إتاحة الكهرباء لمليون شخص، وفق ما أورده موقع إي إس آي أفريكا (ESI-Africa).
وتمثّل تلك المبادرة الطموحة خُطوةً مهمةً نحو تحسين سبل الوصول إلى الطاقة في بلد يفتقر غالبية سكانه إلى إمدادات طاقة مستقرة.
ويجري تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية ضمن جهود أوسع تستهدف التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، مع مواجهة شُح الكهرباء الذي تعانيه الدولة الأفريقية منذ مدة طويلة.
ويُعد الوصول إلى الكهرباء في الكونغو الديمقراطية من بين الأسوأ في العالم، في ظل وجود قطاعات عريضة من السكان ما تزال تعتمد على مصادر طاقة بديلة وغالبًا غير مستدامة.
ويستهدف مشروع الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية سد تلك الفجوة عبر إتاحة إمدادات طاقة نظيفة أكثر موثوقية وبأسعار معقولة، مع الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلاد.
بنك التنمية الآسيوي
عُيِّن بنك التنمية الأفريقي منسقًا رئيسًا مفوضًا من قِبل تحالف شركات مويي باور (Moyi Power) لمشروع شبكات مترو مويي باور، وهي مبادرة للكهرباء يقودها القطاع الخاص، وتبلغ قيمتها 340 مليون دولار في الكونغو الديمقراطية التي أصبحت جاهزة لدخول مرحلة التمويل.
ويستهدف المشروع الذي يقوده تحالف من شركات غريدووركس (Gridworks)، وإيرانوفي (Eranove) وإيه إي إي باور (AEE Power) إتاحة الكهرباء النظيفة والموثوقة ومنخفضة التكلفة إلى مليون شخص في 3 مدن منعزلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي يفتقر فيها أكثر من 80% من السكان إلى الكهرباء.
ويرتكز المشروع على نهج إبداعي يستعمل الطاقة الشمسية لإتاحة الكهرباء النظيفة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وإنارة الشوارع في مدن بومبا وإيسيرو وغيمينا.
وقال نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي لشؤون الطاقة والمناخ والنمو الأخضر كيفين كاريوكي: "يفخر بنك التنمية الأفريقي بكونه المنظم الرئيس المفوّض لمشروع مويي باور".
وأضاف كاريوكي: "تتّسق تلك المبادرة مع أولوياتنا الـ5 الرئيسة، لا سيما إنارة أفريقيا وتزويدها بالكهرباء، كما أنها تُسهم في تحقيق أهداف (المهمة 300) والهدف الـ7 للتنمية المستدامة (طاقة نظيفة وبأسعار معقولة)".
وتابع: "مشروع مويي (كلمة تعني الشمس في لغة اللينغالا Lingala المُستعمَلة بقوة في الكونغو) يُظهر القدرات التحولية للتمويل والشراكات مع القطاع الخاص، من أجل إتاحة الكهرباء النظيفة الموثوقة إلى المجتمعات التي تعاني تهميشًا في الخدمات، ونحن على ثقةٍ بأنه سيكون نموذجًا لمشروعات مستقبلية".
فوائد كثيرة
يُتوقع أن يحقّق مشروع الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية فوائدَ كثيرةً للمجتمعات المنتشرة في عموم البلاد، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن شأن إتاحة إمدادات طاقة مستقرّة أن يسهل الحصول على فرص رعاية صحية وتعليم أفضل، إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي في المناطق التي ظلت تعاني تهميشًا واضحًا في الخدمات.
فمع الوصول الأفضل إلى الكهرباء ستتمكن المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية من تقديم خدمات طبية أفضل، لا سيما في حالات الطوارئ، كما ستكون المدارس قادرةً على العمل لساعات أطول؛ ما يوفّر فرصًا تعليمية جديدة للطلاب.
إلى جانب ذلك ستكون لدى الشركات الصغيرة ورواد الأعمال فرصة لتوسيع عملياتهم؛ ما يُسهم بدوره في توفير فرص عمل وتعزيز النمو الاقتصادي.
ويعني استعمال الطاقة الشمسية النظيفة أن المجتمعات لن تحتاج بعد الآن إلى الاعتماد على البدائل الملوثة والمكلفة مثل مولدات الديزل، وهو التحول الذي يُراهَن عليه في خفض انبعاثات غازات الدفيئة مع تقديم حلول طاقة أكثر استدامة للمستقبل.
مشروعات مماثلة
يعتقد الخبراء أن هناك مشروعات طاقة شمسية مشابهة يمكن تكرارها في بلدان مجاورة؛ مما سيقود الجهود الإقليمية المبذولة في سياق الطاقة النظيفة.
ومع تحول التركيز العالمي نحو الاستدامة والطاقة الخضراء، تشكّل مبادرة الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية مثالاً رئيسًا لكيفية تمكن الدول النامية من متابعة التحولات نحو الطاقة النظيفة.
ولا يستهدف المشروع سد الاحتياجات الحالية للسكان فحسب، وإنما يمهد الطريق -أيضًا- إلى مستقبل أكثر اخضرارًا وأكثر أمانًا من حيث الطاقة.
وفي حال نجاحه، من الممكن أن تمثّل جمهورية الكونغو نموذجًا يُحتذى به من قِبل دول أخرى تواجه تحديات طاقة مماثلة؛ ما يسلط الضوء على حقيقة مفادها بأن الحلول المستدامة يمكن تحقيقها والاستفادة منها على المدى الطويل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.يُراهن على مشروع الطاقة الشمسية في الكونغو الديمقراطية في تزويد مليون شخص بالكهرباء من موقع إي إس آي أفريكا.
0 تعليق