تعتبر احتياطيات الذهب بمثابة الأساس للاستقرار المالي لأي دولة، حيث توفر أصلًا ملموسًا يمكن استخدامه لدعم عملتها وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي، يمكن أن تساعد احتياطيات الذهب في تعزيز الثقة في النظام النقدي للدولة والحفاظ على قيمتها.
ووفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي لعام 2024، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى كدولة تمتلك أكبر احتياطيات من الذهب في العالم، حيث تمتلك ما يقرب من 8133.5 طنًا من الذهب.
وبعد الولايات المتحدة، تعد ألمانيا وإيطاليا وفرنسا من بين الدول التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الذهب، مما يعزز مكانتها الاقتصادية على نطاق عالمي.
وتحتفظ البنوك المركزية بحوالي 20% من إجمالي الذهب المستخرج، مما يعكس أهميته في الحفاظ على الأمن المالي والسيولة وتتكون هذه الاحتياطيات عادةً من سبائك الذهب والعملات المعدنية المملوكة رسميًا للدولة ويشمل ذلك الذهب المادي وحسابات الذهب غير المخصصة المحتفظ بها لدى كيانات أجنبية.
وعلى مر التاريخ، كانت احتياطيات الذهب تُعتبر أصولًا وطنية بالغة الأهمية، وغالبًا ما تؤثر على السياسات الاقتصادية واستراتيجيات الحرب.
وتلعب احتياطيات الذهب دورًا حاسمًا في الاستقرار الاقتصادي لأي دولة، حيث تعمل كحماية ضد تقلبات العملة والأزمات المالية وتحتفظ بها البنوك المركزية وتعمل كمخزن للقيمة، مما يعكس التزام الدولة بالسياسات النقدية السليمة.
وتحتفظ العديد من الدول باحتياطيات من الذهب لأسباب متنوعة وتشير احتياطيات الذهب إلى كمية الذهب التي يحتفظ بها البنك المركزي أو الحكومة كأصل مالي. يمكن أن تعمل هذه الاحتياطيات كشكل من أشكال استقرار العملة ويمكن أن توفر الأمن خلال أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
ربط هذا النظام قيمة عملة الدولة بكمية ثابتة من الذهب، مما يتطلب من الدول الاحتفاظ باحتياطيات كبيرة من الذهب لدعم المعروض النقدي لديها.
على سبيل المثال، بدأت الولايات المتحدة في تجميع احتياطيات كبيرة من الذهب في أواخر القرن التاسع عشر ومع قانون احتياطي الذهب لعام 1934، تم نقل ملكية الذهب من الأفراد إلى وزارة الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى زيادة احتياطيات الدولة بشكل كبير.
ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أكبر احتياطيات من الذهب، والتي تعادل تقريبًا احتياطيات فرنسا وإيطاليا وألمانيا مجتمعة.
وينشر "بانكير" قائمة بأكبر 10 دول تمتلك أكبر احتياطيات من الذهب في العالم:
1. الولايات المتحدة
تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في العالم بحوالي 8133.46 طنًا من احتياطيات الذهب، وهو ما يمثل حوالي 72.41٪ من إجمالي احتياطياتها الأجنبية.
يتم تخزين هذه الحيازة الكبيرة في المقام الأول في مواقع آمنة مثل فورت نوكس، ودار سك النقود في دنفر، ومستودع السبائك في ويست بوينت.
حافظت الولايات المتحدة على مكانتها الرائدة بسبب التراكم التاريخي خلال عصر معيار الذهب والمشتريات المستمرة من قبل البنك المركزي.
الذهب هو أحد الأصول المهمة بالنسبة للولايات المتحدة، فهو يوفر الاستقرار المالي ويعمل كتحوط ضد التضخم وتقلبات العملة.
إن الحجم الهائل من احتياطيات الذهب لا يعزز فقط من الجدارة الائتمانية للبلاد بل ويعزز أيضًا مكانتها كقائد اقتصادي عالمي.
إن هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة الدولية مدعومة أيضًا بهذا الاحتياطي الضخم، مما يجعله حجر الزاوية في السياسة النقدية الأمريكية والاستراتيجية الاقتصادية.
2. ألمانيا
تحتل ألمانيا المرتبة الثانية، حيث تمتلك 3352.65 طنًا من احتياطيات الذهب، وهو ما يمثل حوالي 71.46٪ من إجمالي احتياطياتها الأجنبية.
يتم تخزين الذهب الألماني في المقام الأول في مواقع آمنة مختلفة، بما في ذلك خزائن البنك المركزي الألماني في فرانكفورت والذهب المستعاد من مرافق التخزين الأجنبية في نيويورك ولندن.
تتمتع البلاد بتقليد طويل الأمد في تقييم الذهب باعتباره أصلًا آمنًا، وخاصة بعد الاضطرابات الاقتصادية في القرن العشرين.
تعكس احتياطيات ألمانيا الكبيرة التزامها بالاستقرار المالي والسياسات الاقتصادية السليمة، مما يوفر حاجزًا ضد الأزمات المحتملة.
بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه الاحتياطيات مصداقية ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي وعلى مستوى العالم، مما يسمح لها بلعب دور محوري في التمويل والتجارة الدولية.
3. إيطاليا
باحتياطياتها من الذهب التي تبلغ 2451.84 طن، تحتل إيطاليا المرتبة الثالثة عالميًا، وتشكل حوالي 68.33٪ من احتياطياتها الأجنبية.
يدير البنك المركزي الإيطالي هذه الاحتياطيات، والتي يتم تخزينها بشكل أساسي في روما وغيرها من المواقع الآمنة في جميع أنحاء البلاد.
إن حيازات إيطاليا من الذهب مهمة ليس فقط لقيمتها ولكن أيضًا لأهميتها التاريخية؛ فهي ترمز إلى مرونة الأمة الاقتصادية في مواجهة التحديات المالية المختلفة على مر السنين.
تنظر الحكومة الإيطالية إلى الذهب باعتباره أصلًا أساسيًا يوفر الأمن ضد عدم الاستقرار الاقتصادي والضغوط التضخمية.
علاوة على ذلك، تعزز احتياطيات إيطاليا القوية من الذهب مكانتها داخل منطقة اليورو، مما يعزز استقرارها المالي ومكانتها الدولية.
4. فرنسا
تحتل فرنسا المرتبة الرابعة باحتياطياتها من الذهب التي تبلغ 2,436.88 طن، أي ما يعادل 69.99% من إجمالي احتياطياتها الأجنبية.
يدير بنك فرنسا هذه الاحتياطيات، والتي يتم تخزينها بشكل آمن في باريس وأماكن أخرى.
احتفظت فرنسا باحتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجية أوسع لضمان الاستقرار المالي والحماية من الركود الاقتصادي.
تاريخيًا، أدرك صناع السياسات الفرنسيون دور الذهب كملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين.
إن الكمية الكبيرة من الذهب لا تدعم السياسة النقدية الفرنسية فحسب، بل إنها تعزز أيضًا نفوذها داخل الاتحاد الأوروبي وعلى الساحة العالمية.
5. الاتحاد الروسي
يحتل الاتحاد الروسي المرتبة الخامسة باحتياطياته من الذهب التي تبلغ 2,332.74 طن، أي ما يعادل حوالي 29.47% من إجمالي احتياطياته الأجنبية.
زادت روسيا من احتياطياتها من الذهب بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة كجزء من استراتيجية لتنويع أصولها بعيدًا عن الاعتماد على الدولار الأمريكي وسط التوترات الجيوسياسية والعقوبات من الدول الغربية.
كان البنك المركزي الروسي أحد أكبر المشترين للذهب على مستوى العالم منذ عام 2015، حيث اعتبره أصلًا بالغ الأهمية للأمن القومي والاستقرار الاقتصادي.
يعكس هذا التراكم التزام روسيا بتعزيز استقلالها المالي وقدرتها على الصمود في مواجهة الصدمات الاقتصادية الخارجية.
6. الصين
في المركز السادس تأتي الصين، حيث تمتلك 2191.53 طنًا من احتياطيات الذهب، والتي تشكل حوالي 4.91٪ من إجمالي احتياطياتها الأجنبية.
زاد البنك المركزي الصيني تدريجيًا من احتياطياته من الذهب على مدى العقد الماضي كجزء من استراتيجية أوسع لتنويع أصوله والحد من الاعتماد على العملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي.
يُنظر إلى الذهب على أنه عنصر أساسي في تعزيز مرونة السياسة النقدية في الصين ودعم اقتصادها المتنامي وسط حالة عدم اليقين العالمية.
تعمل الحكومة الصينية بنشاط على تعزيز استهلاك الذهب المحلي في حين تعمل على تجميع الاحتياطيات الدولية بشكل استراتيجي لدعم الأمن القومي والمرونة الاقتصادية.
7. اليابان
تحتل اليابان المرتبة السابعة بين الدول التي تمتلك أعلى احتياطيات من الذهب بواقع 845.97 طن، حيث تشكل حوالي 5% من إجمالي احتياطياتها الأجنبية.
يحتفظ البنك المركزي الياباني بهذه الاحتياطيات في المقام الأول كتحوط ضد التضخم وتقلبات العملة وسط سياسات نقدية عدوانية مثل التيسير الكمي التي تم تنفيذها على مدى السنوات الأخيرة.
على الرغم من أن اليابان لا تعتمد بشكل كبير على الذهب مقارنة بالدول الأخرى، إلا أنها تدرك أهمية الحفاظ على مستوى معين من احتياطيات المعادن النفيسة لتعزيز ثقة المستثمرين خلال فترات التقلب الاقتصادي.
8. الهند
تحتل الهند المرتبة الثامنة بواقع 800.78 طن من احتياطيات الذهب، والتي تشكل حوالي 9% من احتياطياتها من النقد الأجنبي.
يتمتع الذهب بأهمية ثقافية هائلة في الهند؛ فهو يعتبر رمزًا للثروة والمكانة بينما يشكل جزءًا لا يتجزأ من الطقوس والاحتفالات المختلفة على مدار العام.
يدير بنك الاحتياطي الهندي هذه الحيازات بنشاط ويزيدها بانتظام لتعزيز الاستقرار المالي وسط تزايد حالة عدم اليقين العالمية والضغوط التضخمية.
يعمل الثراء المتزايد في الهند على تغذية الطلب على الذهب محليًا، مما يجعلها واحدة من أكبر المستهلكين على مستوى العالم مع تعزيز أهمية هذه الاحتياطيات في دعم المصالح الاقتصادية الوطنية.
9. هولندا
أخيرًا، تحتل هولندا المرتبة التاسعة باحتياطيات من الذهب تبلغ 612.45 طنًا (حوالي 61٪ من إجمالي حيازاتها من النقد الأجنبي)، وتحتفظ بأصول كبيرة مخزنة في المقام الأول داخل خزائن وطنية لأغراض أمنية.
لقد قيم البنك المركزي الهولندي تاريخيًا هذه الحيازات باعتبارها ضرورية لضمان الاستقرار المالي مع توفير الثقة في حالة عدم اليقين الاقتصادي أو الأزمات على مستوى العالم أو داخل أوروبا نفسها.
تعكس الإدارة الاستراتيجية لهولندا لاحتياطياتها من الذهب التزامًا بالسياسات النقدية السليمة التي تعزز المصداقية الوطنية على المنصات الدولية.
10. تركيا
تحتل تركيا المرتبة العاشرة في العالم باحتياطيات من الذهب تبلغ 584.93 طنًا اعتبارًا من عام 2024، مما يمثل زيادة كبيرة عن السنوات السابقة.
برز البنك المركزي التركي كواحد من أكبر مشتري الذهب بين البنوك المركزية على مستوى العالم، بعد أن زاد احتياطياته بشكل كبير من 114 طنًا فقط في عام 2017 إلى مستوياتها الحالية.
يُحتفظ الآن بحوالي 34٪ من احتياطيات النقد الأجنبي في تركيا بالذهب، مما يؤكد أهميته في الاقتصاد الوطني.
كما تمتلك البلاد إمكانات كبيرة غير مستغلة لتعدين الذهب، تقدر بنحو 6500 طن، مما قد يعزز احتياطياتها واستقرارها الاقتصادي.
0 تعليق