كشفت الأجهزة الأمنية بمحافظة مطروح، تفاصيل مثيرة في قضية السائق الذي زعم العثور على شيكارة بداخلها مبلغ ضخم قدره 8 ملايين جنيه، مدعيًا تسليمها لصاحبها، وقد أحدثت القصة، التي سرعان ما تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صدى كبيرًا ووصفه البعض بـ"السائق الأمين"، لكن التحريات جاءت بمفاجآت صادمة، حيث تبين أن الواقعة ملفقة.

سوابق جنائية وتاريخ مشبوه
بحسب تحريات مديرية أمن مطروح، فإن السائق "سامح. ر" كان له سجل جنائي حافل، حيث سبق اتهامه في 13 قضية متنوعة شملت السرقة، الضرب، والتبديد، بالإضافة إلى قضية نفقة بقيمة 21 ألف جنيه. هذه التفاصيل أثارت تساؤلات حول دافعه وراء هذه الادعاءات وكيف استطاع خداع الجمهور.

القصة المزعومة وكيف افتعل الواقعة
ادعى "سامح" أنه أثناء قيادته التاكسي بين محافظتي مطروح والإسكندرية، عثر على مغلف كبير أشبه بـ"شيكارة دقيق" على جانب الطريق، وعند فتحها، وجد مبلغًا ماليًا مقسمًا إلى رزم من فئات 200 و100 جنيه. نشر السائق خبر الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي بدعوى البحث عن صاحب المال.

الاعتراف بالحقيقة أمام التحريات
بمراجعة كاميرات المراقبة المحيطة وزمن الواقعة المزعومة، نفت الأجهزة الأمنية صحة ادعاءاته، مؤكدة عدم وجود بلاغات عن فقدان أي مبالغ مالية في تلك الفترة، وعند مواجهته بالأدلة، اعترف السائق بأنه اختلق القصة بمساعدة أحد الأشخاص بهدف تحقيق شهرة وجمع تبرعات من الجمهور بدعوى الأمانة.

"الأمانة كنز لا يفنى" والرفض المزيف للمكافأة
أفاد السائق المزعوم أنه رفض مكافأة قدرها مليون جنيه عرضها عليه صاحب المال كجزء من روايته الملفقة، مبررًا ذلك بتعاليم دينية وأخلاقية، وهو ما أثار إعجاب المتابعين قبل انكشاف الحقيقة.

الإجراءات القانونية والحقيقة أمام الجمهور
تمكنت وزارة الداخلية من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق السائق ومن تعاون معه في فبركة القصة، لتصبح الواقعة بمثابة درس عن مخاطر تداول الأخبار المفبركة عبر وسائل التواصل دون تحرّي الحقيقة.