أصبحنا على موعد في نهايات كل عام مع استضافة الإعلامي عمرو أديب لـ "سيدة الكوتشينة" بسنت يوسف، عالمة التاروه، لتتحفنا بأظافرها الطويلة المصبوغة وبتقليبها لأوراق لعب مرسوم عليها أشكال تشبه أعمال السحر والشعوذة ثم تفيض علينا من بحر نبوءاتها لتحدد لنا ملامح العام الجديد.. ولا يخفى على أحد مشاهد الاندهاش التي تظهر على وجه "أديب" وهو يستمع لكلمات "بسنت".
وفي واقع الحال فإنه لا يمكن أخذ ما تقوله "ست بسنت" إلا على سبيل المزاح.. فهي تذكرنا بالمشهد الكوميدي الرائع الذي جمع الكوميديان الكبير اسماعيل ياسين والفنان القدير استيفان روستي في فيلم "المليونير" وهم يلعبون "القمار" بالرهان على أوراق الكوتشينة، حيث نجح "أبوضحكة جنان" في تكبيد "زكي بشكها" خسارة كل ما يملك بما فيها ملابسه.. وهو يقول عبارته الشهيرة: “خد لك سيف، وكمان سيف، اديني التسعة”.
والحقيقة أنه مع الاعتراف بأن مسألة الترفيه هي أحد أهداف الإعلام.. إلا أننا يجب أن نعيد النظر في عملية الإغراق غير المعقول فيه، فكان من الأولى استضافة خبراء اقتصاد وسياسة مثلًا خصوصًا في ظل ما تموج به المنطقة العربية من حولنا من حروب مشتعلة وتغييرات دراماتيكية لم يحدث أن تتجمع خلال عشرات السنين على هذا النحو.. وهنا فقط قد يكون من المقبول استضافة "عالمة التاروه" كفقرة مكملة للحوارات الجادة، لا أن تكون هي الوحيدة وبمفردها التي تنبأنا بما قد يحمله المستقبل لنا.. مش كدة ولا إيه؟
0 تعليق