انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لعدد قليل من المدرسين وهم يستخدمون الغناء والطبل خلال تقديم الدروس، خاصة في المراكز التعليمية، هذا الأسلوب لا يتناسب مع الطلاب المتفوقين، خصوصًا في المرحلة الثانوية، حيث يعتمد نظام التعليم الثانوي على الفهم والتحليل بدلًا من التلقين.
استخدام الغناء والطبل قد يحقق نجاحًا محدودًا مع طلاب المرحلة الإعدادية، حيث تكون طبيعة الدراسة أكثر انفتاحًا على الأساليب التفاعلية. لكنه يعتبر أن اللجوء لمثل هذه الأساليب في الثانوية العامة يعد محاولة سطحية لجذب الطلاب وزيادة أعدادهم في المجموعات الدراسية، دون تقديم قيمة تعليمية حقيقية.
الآثار السلبية
بعض المدرسين الذين يلجؤون إلى هذه الأساليب الرخيصة يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك، مثل اصطحاب الطلاب إلى المقاهي أو دعوتهم لتناول الطعام في مطاعم شعبية، هذه التصرفات، تكسر حاجز الاحترام والوقار بين المعلم والطالب، مما يؤدي إلى فقدان الهيبة المطلوبة لنجاح العملية التعليمية.
الاعتماد على أساليب مثل الغناء والطبل يغطي على ضعف في تقديم المعلومة بالشكل المطلوب والنجاح التعليمي الحقيقي، يأتي من خلال الشرح الجيد، التدريبات الفعّالة، وإيصال المعلومة بشكل واضح ودقيق.
الطلاب المتفوقين عادةً ما يقيسون كفاءة المدرس بناءً على قدرته على توصيل المعلومة وعمق تدريباته. وبالتالي، فإن هذه الأساليب قد تنفر هؤلاء الطلاب، ما يؤدي إلى نتائج عكسية.
غياب المهنية
ترجع انتشار هذه الظاهرة إلى دخول أشخاص غير متخصصين في مهنة التدريس. يقول: "للأسف، كثير ممن يتبعون هذه الأساليب ليسوا مدرسين مؤهلين بل أشخاص لجأوا إلى التدريس بعد فشلهم في إيجاد وظائف أخرى"، هؤلاء الأفراد لا يدركون أصول المهنة ولا قواعدها، مما يؤثر سلبًا على صورة التعليم.
دعوة للعودة إلى الوقار
لذا يجب العودة إلى وقار وهيبة التعليم، فهذا هو السبيل الوحيد للارتقاء بالمستوى التعليمي. النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا من خلال التركيز على تقديم المعلومة الكافية بأسلوب محترم يحافظ على العلاقة المهنية بين المدرس والطالب، ويجب على المعلمين الابتعاد عن الأساليب التي قد تحقق نجاحًا مؤقتًا على حساب جودة التعليم.
إن استخدام الغناء والطبل في مراكز الدروس يعكس انحدارًا في القيم التعليمية لدى بعض المدرسين، وبينما قد تكون لهذه الأساليب آثار إيجابية محدودة، إلا أن سلبياتها تفوق إيجابياتها بمراحل، من الضروري أن نعيد النظر في هذه الظاهرة ونعمل على تعزيز مهنية التعليم للحفاظ على مستقبله ورقيه.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق