الاربعاء 18 ديسمبر 2024 | 01:48 مساءً
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث إلى جنود في جبل الشيخ على الجانب السوري من الحدود.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن القوات الإسرائيلية ستظل متمركزة في منطقة عزل تم الاستيلاء عليها حديثًا في سوريا لفترة طويلة، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
جاءت تصريحات نتنياهو، التي تحدى بها الدعوات الدولية للانسحاب من الأراضي السورية التي تم احتلالها مؤخرًا، أثناء زيارته لجبل حرمون (الذي يُعرف في سوريا بجبل الشيخ) مساء الثلاثاء.
وكانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت على المواقع في المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، بعد انهيار حكومة بشار الأسد في سوريا هذا الشهر. على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين وصفوا هذه الخطوة بأنها إجراء مؤقت ومحدود لضمان أمن الحدود الإسرائيلية، لم يتم تحديد موعد واضح لسحب القوات.
وقد أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأسبوع الماضي أوامر للقوات بالاستعداد للبقاء في جبل حرمون طوال فصل الشتاء.
وفي بيان أصدره مكتبه، قال نتنياهو: "نقوم بإجراء هذا التقييم من أجل اتخاذ قرار بشأن نشر جيش الدفاع الإسرائيلي في هذا الموقع الحيوي حتى يتم التوصل إلى ترتيبات أخرى تضمن أمن إسرائيل." وأضاف: "يأخذني هذا إلى الذكريات. كنت هنا قبل 53 عامًا مع جنودي في دورية لجيش الدفاع الإسرائيلي. المكان لم يتغير، إلا أن أهميته لأمن إسرائيل قد زادت، خصوصًا في الأسابيع الأخيرة مع التطورات الدراماتيكية في سوريا."
الجدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد استولت على جزء كبير من هضبة الجولان خلال حرب الأيام الستة في 1967، وتعتبر معظم الدول تلك الأراضي محتلة. المنطقة الجديدة التي سيطرت عليها إسرائيل تضم منطقة عازلة منزوعة السلاح تم إنشاؤها بعد حرب يوم كيبور عام 1973.
ويستند نتنياهو في موقفه إلى تاريخ طويل من تبرير الاحتلال الطويل الأمد في إطار حماية الأمن الإسرائيلي، إضافة إلى معارضته لفكرة إقامة دولة فلسطينية.
وتأتي تصريحاته بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطة لتوسيع المستوطنات في الجزء من هضبة الجولان الذي تسيطر عليه، وهو ما قد يؤدي إلى تضاعف عدد السكان في المنطقة.
إسرائيل تسعى إلى تعزيز وجودها في منطقة العزل السورية في وقت تشهد فيه مفاوضات مكثفة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس في غزة. ويقال إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، كان في الدوحة مؤخرًا للقاء رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كجزء من هذه المفاوضات التي تسارعت في الأيام الأخيرة.
وتزامنًا مع هذه الاتصالات المتزايدة، تباينت التصريحات حول مدى قرب التوصل إلى اتفاق، حيث تحدث بعض المسؤولين عن تقدم في المفاوضات، بينما أشار آخرون إلى تحديات جديدة قد تعيق الاتفاقات بشأن الإفراج عن الرهائن الفلسطينيين في مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ووفقًا لمسؤولين فلسطينيين قريبين من المفاوضات، فقد تم تقليص الفجوات حول معظم بنود الاتفاق، لكن إسرائيل طرحت شروطًا رفضتها حماس، في حين أن الأخيرة أبدت مخاوف من أن أي اتفاق يتم تحت إشراف إدارة بايدن قد لا يصمد بعد تنصيب دونالد ترامب في يناير المقبل، مما قد يؤدي إلى استئناف الهجمات الإسرائيلية في غزة بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.
من جهتها، أكدت حماس في بيان لها أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بات ممكنًا إذا توقفت إسرائيل عن فرض شروط جديدة، في ضوء التقدم الذي تحقق في المفاوضات الجارية في الدوحة.
يُذكر أن عدة جولات من المفاوضات فشلت في تحقيق نفس نتائج الاتفاق الذي تم في نوفمبر 2023، والذي أسفر عن إطلاق سراح 105 رهائن في إطار هدنة استمرت أسبوعًا. وتعتقد إسرائيل أن 96 من أصل 251 رهينة تم اختطافهم من قبل حماس في 7 أكتوبر 2023 ما زالوا في قطاع غزة، بما في ذلك جثث 34 منهم على الأقل.
0 تعليق