‬"العزوزية" تستعجل سلطات مراكش في تحسين الوضعية البيئية والصحية - ترند نيوز

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشكو حوالي 70 ألف نسمة من سكان منطقة العزوزية في مقاطعة المنارة بمراكش من تدهور بيئي مستمر، بسبب وجود محطة معالجة للمياه العادمة ومكب نفايات قريب منها، ما يعرض السكان لمخاطر التلوث البيئي الشامل. هذا التلوث يشمل تلوث الهواء والمياه والتربة، وينتج عنه انتشار روائح كريهة تؤثر بشكل خاص خلال الليل.

عبد الحي الغرمالي، رئيس ودادية العزوزية منطقة الفيلات شطر 3 بمراكش، أوضح للجريدة الإلكترونية هسبريس أن دراسة ميدانية قامت بها “جمعية التنمية البشرية العزوزية” “كشفت أن محطة معالجة المياه العادمة التي تقع على بُعد 600 متر من المنطقة السكنية تستخدم تقنيات معالجة محدودة، ما يؤدي إلى تصريف مياه غير معالجة بالشكل الكافي نحو الأراضي الزراعية والمناطق المفتوحة، ويزيد من انتشار التلوث البيولوجي والكيميائي”، وزاد: “كما أن مكب النفايات الواقع على بعد 1000 متر يساهم في إطلاق غازات سامة بسبب الحرق العشوائي للنفايات، مما يؤثر على جودة الهواء ويسهم في تلوث التربة والمياه الجوفية عبر ‘الراشح’ المحمل بالملوثات”.

وتابع الغرمالي: “أظهرت التحليلات البيئية وجود كائنات طفيلية ضارة في المياه والتربة والنباتات، ما يزيد من احتمالات انتشار الأمراض المعدية، بالإضافة إلى مستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة، مثل الكروم والكادميوم والزنك، التي يمكن أن تتسرب للسلسلة الغذائية وتعرض صحة السكان للخطر”.

وما يزيد الطين بلة، بحسب المتحدث ذاته، أن “مكب النفايات المنزلية يقع على بُعد 1000 متر من منطقة السكن، فيما يؤدي الحرق العشوائي للنفايات فيه إلى إطلاق غازات سامة وروائح كريهة بشكل مستمر، ما يؤثر سلبًا على جودة الهواء”، مردفا: “يتسبب المكب في تكوين ‘راشح’ (leachate) محمّل بالملوثات الكيميائية والبيولوجية التي تلوث التربة والمياه الجوفية”.

وعن نتائج التحليلات البيئية أشار العربي اجرايب، نائب رئيس ودادية العزوزية منطقة الفيلات شطر 3 بمراكش، إلى أن “عينات المياه والتربة والنباتات في المنطقة تحتوي على كائنات طفيلية ضارة مثل بويضات الديدان والطفيليات، إضافة إلى تركيزات عالية من البكتيريا المؤشرة على التلوث البرازي”، مضيفا: “أظهرت الفحوصات وجود مستويات خطيرة من الكائنات الدقيقة في البيئة، ما يزيد من احتمالات انتشار أمراض معدية مثل التهابات الجهاز الهضمي، خاصة عبر المياه المستخدمة في الري”.

وأردف المتحدث نفسه: “أظهرت التحليلات إلى جانب التلوث البيولوجي وجود تلوث كيميائي، يتمثل في أن عينات المياه والتربة المحيطة توجد بها مستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة (الكروم، الكادميوم، والزنك)، وهي مواد سامة تسبب تسمماً طويل الأمد يصل تسربه إلى السلسلة الغذائية، فالتربة والنباتات المزروعة في الأراضي التي تستقبل المياه العادمة مصادر محتملة للتلوث الغذائي، ما يعرض الصحة العامة لخطر كبير، بحسب هذه الدراسة الميدانية”.

وأكد نجيب الكنداني، كاتب عام ودادية العزوزية منطقة الفيلات شطر 3 بمراكش، أن “كبريتيد الهيدروجين (H2S) يعد من أبرز الملوثات الغازية الناتجة عن المحطة والمكب، فيما تتجاوز مستويات هذا الغاز في العزوزية الحدود الآمنة، ما يؤدي إلى مشاكل صحية لدى السكان تشمل الصداع، والتهاب العينين والجهاز التنفسي، والتعب”، مشيرا إلى أن “التحليلات أظهرت أن الروائح الكريهة تزداد بشكل ملحوظ خلال فترات الليل، ما يزيد من معاناة السكان ويعيق قدرتهم على العيش”.

وتتجلى المخاطر الصحية، وفق الكنداني، أولا في “الأمراض الطفيلية والبكتيرية، من قبيل الأميبا، والجيارديا، وأنواع متعددة من الديدان الطفيلية؛ ومنها التسمم الكيميائي، فالمعادن الثقيلة الموجودة في المياه والتربة يمكن أن تؤدي إلى حالات تسمم مزمن عند التعرض لها بشكل مستمر، خاصة عند تسربها إلى المنتجات الزراعية؛ إلى جانب الأمراض التنفسية، إذ تعرض السكان لغازات سامة مثل كبريتيد الهيدروجين، الذي يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والتهاب العيون، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة”.

وتتضمن توصيات دراسة الجمعية المذكورة “ضرورة تخفيف تأثيرات التلوث بتطوير تقنيات معالجة فعالة في محطة المياه العادمة، وتطوير خطة شاملة لإدارة مكب النفايات للحد من التلوث الغازي والبيئي الناتج عنه”؛ كما شددت على “ضرورة إجراء فحوصات دورية لمراقبة جودة الهواء والمياه والتربة وزيادة الوعي البيئي لدى السكان”.

ويطالب السكان السلطات المحلية باتخاذ إجراءات فورية لتحسين الوضع البيئي والصحي في المنطقة، من خلال تنظيم عمليات المعالجة والتخلص من النفايات، وضمان بيئة صحية وآمنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق