في أجواء ثقافية مميزة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2024، أبحر الروائي الكويتي سعود السنعوسي في تفاصيل تجربته الإبداعية، كاشفاً عن جوانب مثيرة في عالمه الروائي. تحدَّث السنعوسي عن حرصه على استلهام شخصيات رواياته من أديان وخلفيات متنوعة، مع تجنب تكرار الأسماء، ما يدفعه دائماً إلى البحث عن أسماء فريدة تناسب أعماله الأدبية.
وفي حديثه عن روايته "شيوخ البحر الستة"، أوضح أن الرواية اتخذت منحىً أسطورياً، مما جعل بعض القراء يعتقدون بوجود مثل هذه الشخصيات في التراث الكويتي، رغم أن الرواية تحمل رمزية مجازية تتشابه مع صخرة الساحل.
وكشف عن توجهه المتعمد إلى الانقطاع عن الكتابة أحياناً، مفضِّلاً الاستسلام لما يُعرف بـ"حبسة الكاتب" للبحث عن إلهام جديد وتجديد نشاطه الفكري، خصوصًا عندما يشعر بالتعب من تكرار الموضوعات حتى وإن كانت بصيغ مختلفة. وأكَّد أنه لا يمانع أن تكون بعض أعماله أقصر حجماً إذا كانت تحمل أفكاراً جديدة ومتجددة.
وفيما يتعلق بروايته "أسفار مدينة الطين"، والتي وصلت مؤخرًا للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب أشار السنعوسي إلى أن التساؤلات حول الشخصيات في الرواية ستبقى مفتوحة، ملمحاً إلى أن إحدى الشخصيات قد تعكس شخصيته، رغم خوضه لأول مرة في عالم الفانتازيا بتردد وحذر.
وأضاف أن الكتابة تأخذ مسارات مختلفة أثناء العمل، حيث تظهر شخصيات تتطلَّب منه التوقف للتعمق معرفيًاً في مجالات تتصل بها، وأوضح أنه لم يكتب "أسفار مدينة الطين" إلا بعد أن شعر بامتلاك المعرفة الكافية حول موضوعها. كما أكَّد أن التجربة الشخصية تبدأ بالتلاشي بعد إنجاز العمل الأول، ليحل محلها اهتمام أكبر بالآخرين واستكشاف عوالمهم لتغذية إبداعه الروائي.
جدير بالذكر أن معرض جدة للكتاب 2024 يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري، حيث يقدم فعاليات متنوعة تهدف إلى استقطاب مختلف فئات المجتمع بمختلف اهتماماتهم. ويفتح المعرض أبوابه يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة الذي يبدأ فيه من الساعة 2 ظهراً.
0 تعليق