في ظل مرور أكثر من 100 يوم على تولي الدكتور محمود عصمت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، شهد القطاع الكهربائي في مصر تحولات ملموسة وجهودًا كبيرة لتحسين البنية التحتية وتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة. 

وتميزت هذه الفترة بأنشطة مكثفة، تهدف إلى مواكبة التحديات المتزايدة وتلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء، خاصة في ظل التوسع العمراني والطلب المتزايد على الطاقة.

تحسين استقرار الشبكة الكهربائية والتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة

في إطار التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، قام الوزير بمتابعة تنفيذ مشاريع كبرى للطاقة المتجددة، ومن أبرز هذه المشاريع كانت التوسع في محطة "بنبان" للطاقة الشمسية في أسوان، وهي واحدة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم.

وخلال الفترة الماضية، تم تشغيل وحدات جديدة ضمن هذا المشروع، مما ساعد على تعزيز قدرة مصر على توليد الطاقة من المصادر النظيفة.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الدكتور محمود عصمت عدة زيارات ميدانية لمشاريع طاقة الرياح في خليج السويس، حيث أكد على أهمية زيادة الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، وأشار إلى خطط مستقبلية للتوسع في إنشاء المزيد من محطات طاقة الرياح، التي ستسهم في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء مع تقليل انبعاثات الكربون.

تطوير العدادات الذكية وتيسير طرق الدفع

في إطار حرص الوزارة على تحسين تجربة المواطنين مع استهلاك الكهرباء، أطلق الوزير عصمت خلال الـ100 يوم الماضية مبادرة لتطوير العدادات الذكية، وتم تركيب آلاف العدادات الذكية في المنازل والمؤسسات، مما يمكن المستخدمين من مراقبة استهلاكهم بشكل فوري، ويساهم في تحسين كفاءة استخدام الطاقة.

كما قامت الوزارة بتوسيع خدمات الدفع الإلكتروني لتشمل جميع المحافظات، مما يتيح للمواطنين دفع فواتيرهم بسهولة عبر الإنترنت أو من خلال التطبيقات الذكية. هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الوزارة لتسهيل التعامل مع خدمات الكهرباء وتخفيف الضغط على مكاتب التحصيل.

التعاون الدولي وتعزيز الاستثمارات

ضمن الجهود المستمرة لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الكهرباء، قاد الدكتور محمود عصمت عدة اجتماعات مع شركات دولية لبحث سبل التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة والبنية التحتية الكهربائية. 

في أغسطس 2024، تم توقيع اتفاقية تعاون مع شركة "سيمنز" الألمانية لتوسيع استخدام التكنولوجيا الحديثة في محطات توليد الكهرباء، مما سيسهم في تحسين كفاءة هذه المحطات وتقليل الفاقد من الطاقة.

كما استقبل الوزير وفدًا من الصندوق السيادي السعودي في سبتمبر 2024 لبحث فرص الاستثمار في قطاع الطاقة بمصر، وخاصة في مجال الطاقة المتجددة، وتأتي هذه المحادثات ضمن رؤية الوزارة لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، سواء المحلي أو الدولي، لتطوير البنية التحتية وتوسيع قدرات التوليد.

وزير الكهرباء يلتقي مسئولى "روسآتوم" و"آتوم ستروى" لبحث التعاون المشترك مع روسيا ومحطة الضبعة

الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجدة، زارة محطة ليننجراد المرجعية للطاقة النووية ومركز التدريب الخاص بها والتقي بقيادات الطاقة النووية فى روسيا وشركة روسآتوم، وأجرى مشاورات ومباحثات مع قيادات المحطات النووية لتوليد الكهرباء للاطمئنان على مجريات ومعدلات التنفيذ الخاصة بمحطة الضبعة.

الاستعداد لفصل الصيف والتصدي للأحمال الزائدة

مع اقتراب فصل الصيف وزيادة استهلاك الكهرباء، أطلق الوزير خططًا استباقية لضمان استمرارية الخدمة خلال فترات الذروة، وتم تكثيف جهود الصيانة لمحطات التوليد الرئيسية ورفع كفاءتها استعدادًا لتحمل الأحمال الزائدة، كما قامت الوزارة بتطوير نظم التحكم عن بُعد في الشبكات الكهربائية، مما يتيح التعامل الفوري مع أي مشكلات قد تنشأ بسبب زيادة الطلب.

وشهدت هذه الفترة أيضًا إطلاق حملة توعية واسعة النطاق بين المواطنين لترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة خلال أوقات الذروة، وتم تنظيم العديد من الندوات والبرامج التلفزيونية التي تركز على كيفية استخدام الأجهزة الكهربائية بكفاءة لتقليل الفاقد والحد من فواتير الكهرباء.

في الختام، تعكس الـ100 يوم الأولى من عمل الدكتور محمود عصمت التزامه بتطوير قطاع الكهرباء وتحسين خدماته للمواطنين، والتحديات المستقبلية تتطلب مواصلة الجهود لتعزيز استقرار الطاقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.