تشهد أسواق النفط العالمية تغيرات كبيرة في الفترة الأخيرة، مع وجود توقعات بفرض عقوبات أشد على صادرات النفط الروسية،جاء هذا التطور في وقت شهدت فيه الأسعار ارتفاعًا ملحوظًا بفضل نشاط شراء متداولي الخوارزميات، رغم البيانات الأمريكية التي تشير إلى المخزونات،يتزايد الحديث عن تأثير هذه العوامل على الأسعار العالمية للنفط، مما يعكس أهمية متابعة المؤشرات الاقتصادية والسياسية بشكل مستمر.
ارتفاع أسعار النفط العالمي
شهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا بنسبة 2.2% متجاوزة 70 دولارًا للبرميل، متجاهلة المخاوف من مخزونات البنزين والمشتقات الأمريكية،وفي الوقت نفسه، ارتفع خام برنت إلى مستويات تتجاوز 73 دولارًا، وفقًا لمؤشرات بلومبرج،رغم هذه الارتفاعات، فإن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” خفضت توقعاتها للنمو في الطلب العالمي على النفط للشهر الخامس على التوالي، بمقدار 210 آلاف برميل يوميًا، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي.
بيانات مختلطة للحكومة الأمريكية
أصدرت الحكومة الأمريكية بيانات مختلطة بشأن مخزونات النفط، حيث شهدت منشأة التخزين الرئيسية في كوشينغ بولاية أوكلاهوما سحبًا متزايدًا، بينما سجلت تراكمًا بلغ 5.09 مليون برميل،ورغم التراجع المؤقت في الأسعار بسبب إشارات ضعف الطلب، دعم نشاط الشراء من قبل المتداولين الخوارزميين الأسعار، مما ساعد خام غرب تكساس الوسيط على البقاء أعلى من مستوى فني مهم،وفقًا لتقرير “فيتش”، يُتوقع أن تتجاوز أسعار النفط مستويات التعادل لموازنات معظم دول الخليج العربي خلال العام المقبل.
أشار دانييل غالي، استراتيجي السلع الأساسية في “تي دي سيكيوريتيز”، إلى أن المتداولين الخوارزميين من المحتمل أن يقوموا بشراء النفط طالما بقيت الأسعار فوق 68.45 دولار،وأضاف أن التعزيز في نشاط الشراء يرجع إلى اعتماد مجموعة من برامج الشراء التي تعمل ضمن نطاق سعري يتراوح بين 69.35 و69.70 دولار،وأكد غالي أن التوقعات بفرض عقوبات صارمة من قبل إدارة الرئيس المنتخب، تعزز من نشاط المتداولين وتضيف ضغطًا على السوق، ما يؤثر بالتالي على تحركات الأسعار قبل تولي الإدارة الجديدة مهامها.
تُعتبر الأوضاع الحالية في أسواق النفط معقدة للغاية، حيث تتداخل العوامل الاقتصادية مع السياسية، مما يؤدي إلى تقلبات في الأسعار والتوقعات،من المهم متابعة هذه التطورات بشكل دقيق لفهم تأثيرها على الأسواق العالمية وعلى الدول المنتجة للنفط،بالنظر إلى الأبعاد المستقبلية والتغيرات المحتملة، يبقى سوق النفط تحت المراقبة للعديد من المعنيين.
0 تعليق