في قلب ديروط، وعلى ضفاف ترعة الإبراهيمية، حدث لن ينساه أحد صرخة استغاثة مدوية اخترقت صمت الإهمال الذي طالما خيّم على المواقف القريبة من الخطر ، ميكروباص مكتظ بالركاب، في موقفٍ يُفترض أنه آمن، تحول في لحظات إلى تابوت يغرق في المياه، بينما تكافح أصوات الركاب للنجاة من مصير مظلم.
وسط الخطر ، برزت لحظة إنسانية عصية على النسيان، أم، في لحظة من الشجاعة المطلقة، ألقت بطفلتيها خارج السيارة قبل أن تبتلعها المياه، تلك الصرخة الأخيرة حملت أملاً صغيرًا، نجاة الطفلتين، بينما الأم، ومن معها من الركاب، سقطوا في براثن القدر.
في مشهد آخر من المأساة، تمكن أحد الركاب من القفز خارج السيارة قبل أن تغمرها المياه بالكامل، نجا بحياته، لكنه حمل معه قصة تُضاف إلى قائمة طويلة من الإهمال والتجاهل ،قصة تُلقي الضوء على غياب الحواجز في مواقف يُفترض أنها أماكن آمنة للركاب.
هذا الحادث ليس مجرد حادث عابر؛ بل هو شهادة على الإهمال الذي يحصد الأرواح بلا رحمة ،المواقف القريبة من الترع والمجاري المائية لا تزال بلا حواجز تقي الركاب والسائقين من السقوط في الموت .
إلى السيد اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، وإدارة المواقف ،آن الأوان لاتخاذ خطوات جادة لتأمين المواقف ووضع الحواجز اللازمة ،يجب أن تتحول هذه الصرخة، التي اخترقت صمت الإهمال، إلى صرخة يقظة وتغيير جذري يمنع تكرار المأساة.
في كل يومٍ يمر دون حلول، تبقى أرواح الناس عرضة للخطر ،حادثة ديروط ليست الأولى، لكن يجب أن تكون الأخيرة ،لا يجب أن تصبح حياة الركاب مجرد أرقام تُضاف إلى قوائم الضحايا، بل مسؤولية تستوجب التحرك العاجل.
فى الختام.."صرخة تخترق صمت الإهمال" ليست مجرد عنوان، بل دعوة للحياة، وأمل في مستقبل أكثر أمانًا للجميع.
0 تعليق