تشهد المنطقة العربية تحولات كبيرة منذ مطلع العقد الماضي، ومع كل أزمة تتعاظم التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن القومي للدول العربية، ومصر في قلب هذه المعادلة. وواحدة من أبرز هذه التحولات هو الوضع السوري الذي بات نموذجًا للصراعات الممتدة، والوضع فى سوريا الان يثير مخاوف حول مستقبل المنطقة، خاصة بالنسبة لمصر التي تتأثر بطبيعتها بمحيطها الجيوسياسي.
ويمثل انهيار الدولة السورية تهديدًا مباشرًا لأمن مصر. فقد كانت سوريا كدولة موحدة هو حاجز أمام الجماعات الإرهابية والتي تجد في تفتيتها بيئة خصبة للتوسع والانتشار. ومصر كافحت و تكافح الإرهاب وتحمى حدودها ، وتواجه الفوضى الإقليمية.
ولكن إسقاط سوريا يعني فتح الباب أمام قوى إقليمية ودولية لفرض هيمنتها على المنطقة. هذا الأمر قد يؤدي إلى اختلال ميزان القوى بشكل قد يُضر بمصالح مصر.
ومع استمرار الوضع الان في سوريا وتطوره للاسوأ ، يزداد ضغط اللاجئين على الدول المجاورة، مما قد ينعكس على دول شمال إفريقيا . والتدفق المستمر للاجئين يؤدي إلى أعباء اقتصادية واجتماعية، خاصة مع الوضع الاقتصادي فى مصر.
إن إسقاط سوريا يعني ضربة جديدة للمنطقة العربية، ويُضعف من قدرة الدول العربية على مواجهة التحديات المشتركة. وهذا التفكك يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية.
وما حدث لسوريا قد يؤثر على التوازن الجغرافي والسياسي لدول الجوار، و هذا قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية التي يمكن أن تمتد تأثيراتها على قضية الأمن المائي ورؤية دولة بحجم سوريا تتعرض للتفتيت وتغيير ايدلوجيتها يخلق حالة من الإحباط والخوف في نفوس الشعوب العربية. هذا قد يؤدي إلى اهتزاز الثقة في قدرة الدول العربية على مواجهة المؤامرات والتحديات، وهو أمر يؤثر على النسيج الاجتماعي والروح الوطنية للشعوب.
إن قضية سوريا ليس مجرد قضية تخص الشعب السوري، بل هو تهديد شامل للأمن القومي العربي، وبما ان مصر تُعد ركيزة الاستقرار في المنطقة. لذلك تعمل و تواصل مصر على تعزيز التعاون العربي والإقليمي لمواجهة هذه الأخطار المتصاعدة.
و تلعب مصر دورًا بارزًا في إيجاد حلول سياسية للصراعات الإقليمية. فقد كانت دائمًا وسيطًا فعالًا في القضايا العربية، مثل القضية الفلسطينية و رفض التهجير القسرى ، وجهود إنهاء النزاع الليبي،وغيرها من القضايا
بل تبنت مصر استراتيجيات شاملة لمكافحة الإرهاب، ليس فقط من خلال الحلول الأمنية ولكن أيضًا عبر تعزيز التنمية الاقتصادية.وسعت مصر كثيرا لتوحيد الصف العربي من خلال مؤسسات مثل جامعة الدول العربية. كما تدعو دائمًا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة.
وايضا اتخذت مصر خطوات كبيرة لتأمين حدودها الغربية مع ليبيا، وتحصين حدودها الجنوبية مع السودان، لمنع تسلل الجماعات الإرهابية والأسلحة.
و تركز مصر على تحقيق الاستقرار الداخلي من خلال مشروعات التنمية الكبرى، والمبادرات التى تساهم فى تحقيق حياة كريمة.
فمصر تدرك أن استقرارها مرتبط باستقرار المنطقة العربية. لهذا السبب، تسعى جاهدة إلى تعزيز العمل المشترك ومواجهة التحديات بإرادة قوية واستراتيجيات شاملة. ويبقى دور مصر محوريًا في حماية أمن المنطقة وبناء مستقبل أكثر استقرارًا وعلى المستوى الداخلي يجب تكاتف كل المؤسسات والكيانات والقوى الوطنية الحقيقة بعيدا عن المصلحة الذاتية وبعين القلب الذى يضع امن مصر له الالوية الكبرى لمواجهة ما هو ات وللحفاظ دائما على وطنا الحبيب بتأصيل وتجديد وعى الشعب المصرى الذى هو رمانة الميزان فى الماضى والحاضر والمستقبل.
0 تعليق