تتميز العلاقات المصرية الفرنسية بعراقتها وعمقها، حيث يجسد التعاون الثنائي بين البلدين تجسيدًا حقيقيًا للروابط الاستراتيجية التي تمتد عبر التاريخ،ويمثل قطاع السياحة والآثار أحد أبرز مجالات هذا التعاون، حيث شهد اهتمامًا متزايدًا من كلا الطرفين،وفي سياق تعزيز هذه العلاقات، التقى شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري، بالسفير الفرنسي في القاهرة، إريك شفاليه، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات السياحة والآثار، بالإضافة إلى الترتيبات لاستقطاب مزيد من السياح الفرنسيين إلى مصر، وخاصة في ضوء المشاريع الأثرية القائمة.
اجتماع لتعزيز التعاون السياحي بين مصر وفرنسا
استهل شريف فتحي اللقاء بالتعبير عن ترحيبه بالسفير الفرنسي والوفد المرافق له، مشددًا على أهمية العلاقات التاريخية التي تربط مصر بفرنسا،وأشار الوزير إلى تطور هذه العلاقات على جميع الأصعدة سواء الحكومية أو الشعبية، ما أسهم في ازدهار أوجه التعاون في مجالات متنوعة بما في ذلك السياحة والآثار،وأكد على تقدير الدولة المصرية للروابط مع الجانب الفرنسي، مع التركيز على أهمية الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين.
تحليل مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر
تحدث الوزير خلال الاجتماع عن مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر في العام الجاري، حيث تم تسجيل ملحوظة في أعداد السائحين الوافدين والليالي السياحية،ووُجد أنه من المتوقع أن تصل أعداد السائحين إلى نحو 15.3 مليون سائح بنهاية العام،وأشار إلى أهمية السوق الفرنسي كأحد الأسواق السياحية الرئيسيّة المستهدفة، وأنه نظرا للتحسن المستمر في السياحة، يتم اتخاذ إجراءات لتحسين البنية التحتية في مصر، مما يسهم في تسهيل الوصول إلى المدن والمقاصد السياحية.
تطوير البنية التحتية لتسهيل الحركة السياحية
علاوة على ذلك، تناول الوزير التطورات في البنية التحتية لمصر، حيث تشمل مشاريع الطرق والكباري والمطارات،وأبرز أن الساحل الشمالي يُعتبر من المقاصد السياحية الواعدة، حيث شهدت المنطقة توافدًا سياحيًا كبيرًا هذا العام،وأكد على تطوير المنطقة من خلال مشروعات جديدة مثل إنشاء مطار رأس الحكمة، مما يُسهم في دعم الحركة السياحية و أعداد الزائرين.
استراتيجية العمل الحالية لوزارة السياحة والآثار
أوضح وزير السياحة والآثار رؤيته الاستراتيجية، مشددًا على أنّ مصر تتمتع بتنوع سياحي فريد يجعلها مقصداً سياحياً مفضلًا عالميًا،وبيّن أنه يُجرى تطوير منتجات سياحية جديدة وموجودة بالفعل لتلبية احتياجات السياح، ويأتي ذلك ضمن خطة للعمل على ترويج السياحة الثقافية، ولا سيما تلبية اهتمامات السياح الفرنسيين.
توسع الشراكة الفرنسية في مجال الآثار
من جهة أخرى، ذكر السفير الفرنسي في القاهرة أن هناك 48 بعثة آثار فرنسية تعمل في مصر، مما يعكس روح التعاون بين البلدين في مجالات الترميم، الحفائر وخدمة السياحة،وأشار إلى الاستثمارات الفرنسية الناجحة في مجال الفنادق، معربًا عن تفاؤله ب هذه الاستثمارات في المستقبل، وهو ما يُقال أيضًا عن دور مصر كمقصد سياحي رئيسي يجذب السائحين الفرنسيين.
ختامًا، تُمثل الاجتماعات واللقاءات بين المسئولين في مصر وفرنسا نموذجًا حيًا للتعاون المثمر الذي يعود بالفائدة على كلا البلدين،مع التوجهات الاستراتيجية التي تستهدف إنعاش الحركة السياحية وتعزيز الثقافة، يبقى التعاون السياحي والآثاري بين مصر وفرنسا في أفضل حالاته،إن تعزيز هذا التعاون ليس فقط عاملاً اقتصاديًا، بل أيضًا يُبرز التراث الثقافي والتاريخي للبلدين، مما يُعزز من مكانة مصر كمقصد سياحي عالمي.
0 تعليق