في لقاء جمعهما بمكتب اللواء رؤوف المناوي عام 94، كان الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، والموسيقار جمال سلامة، يجهزان لأوبريت الشرطة "حراس الوطن".
داعب عبد الرحيم الخال حينما رآه وقال له: زمان كان الوطن من غير زنازينهم خيانة، دلوقتي يا خال الوطن من غير "كابتشينهم" خيانة.
غضب الأبنودي من عبد الرحيم لفترة، حتى تواصل معه وشرح له أنها كانت مجرد دعابة، وأنه مدرك لطبيعة المرحلة، وكانت فيها التيارات السياسية مصطدمة مع الدولة.
وللخال في قلب "علي" مكانة كبيرة ويحفظ الكثير من أشعاره ولعل الأقرب إلى قلبه "الخواجة لامبو مات" والتي يحفظها عن ظهر قلب حتى أن أولاده حفظوها منه.
عمو لامبو قضى عمره في الحارات والخمارات..
كان يغني للعيال المقروضين..
كان يغني للأرامل..
والغلابة…
والسكارى..
السكارى اللي يعودوا من جحيم الحر.. في المنجم
السكارى اللي المحاجر حولتهم زيها
أزمة وحجارة..
الجيتار يعشق زحام الاسطوات..
والأغاني بتتولد في الغلبانين والغلبانات..
وصف "علي" الخال في إحدى مقالاته بـ"مسيح الشعر والثورة"، وقال: "يعدون على أصابع اليد الواحدة هؤلاء الذين ورطونا في هذا العالم، عالم عشق الشعر والوطن والحياة، الخال كان واحداً منهم".
محبة الخال في قلب عبد الرحيم علي لم تقف عند هذا الحد بل اختار أن يفتتح حلقات برنامجه الأشهر "الصندوق الأسود" بأبيات من قصائد الأبنودي.
تعرضت العلاقة بينهما لشد وجذب حينما غلبت عاطفة الشاعر للخال على تقديره للموقف.
فى العتمة عاتِب مصَر وِدَاديها
إنت اللى روحك من زمان فيها
توأم.. فى لحظةْ عِشق مولودين
"على" أخبر الأبنودي"، أن هناك في الكواليس ما لا يعرفه وأن الحقائق ستتكشف، وسرعان ما تأكد للخال الحقيقة من أن الإخوان وراء ما حدث فكتب:
يا زارع الغل
مصر بتزرع الغلة
وإنت كداب
خلطت البلطجة بملة
اللي رشاك بالتمن
وقالك اقتلني
أنا وأنت وسط اللهيب
وهو في الضلة
ويا مصر لا رجعة من تاني
ولا تفريط.
المتخدع مرتين..
سامحيني يبقى عبيط
يا اللي فتحتي البيبان للنور يخش الدور
ما ترجعيش للضلام
ومعاشرة الوطاويط
دامت العلاقة بين "الخال" وعبد الرحيم علي حتى قبل رحيل الأبنودي، حيث أوصى "علي" بأن يظل كما عهده يطارد الخونة حتى قبورهم..
الراجل أبولحية بيندد وبيهدد
حسيت كإن السما راح تنطبق ع الأرض
عمَّال يكفَّر فى أطهر ناس.. ويتشدد
مش مستفزه فقير جعان نايم فى البرد!!!
كتب الأبنودي آخر الكلمات كإهداء على نسخة ديوانه الأخير "مربعات الأبنودي": "إلى عبد الرحيم علي.. الرجل الشجاع، الذي كشف كذب البتاع والبتاعة، والذي يستمد شجاعته من حلم يحاول أن يقبض عليه ويجلبه لشعبه وثورته، إلى أخي عبد الرحيم علي، أمده الله بشجاعة المواصلة نحو النور".
الفيل عَطَس فى المدن طفَّى مصابيحها
لا يعرف الفرق بين الذوق وبين الشم
بيبيع لنا جنة.. ما يملكش مفاتيحها
لون الأدان اتصبغ فيها بلون الدم!!
0 تعليق