انتهت أزمة انقطاع الكهرباء في إثيوبيا بعودة التيار، إذ أعلنت شركة الكهرباء في البلاد أن مصدر هذا الانقطاع كان عدم استقرار النظام في محطة التحكم بالشبكة الرئيسة التي تمدّ البلاد باحتياجاتها من الطاقة.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع الطاقة الإثيوبي، فإن العام الأخير شهد زيادة كبيرة في إنتاج وتوليد الكهرباء، لا سيما مع إضافة وحدات سدّ النهضة الذي يثير خلافًا مع بعض الدول، في مقدّمتها مصر والسودان.
ودفعت هذه الزيادة أديس أبابا إلى العمل على استغلالها بشكل يحقق مكاسب مالية كبيرة، سواء من خلال عقد اتفاقيات لتصدير الكهرباء إلى دول مجاورة في القارة الأفريقية، أو العمل على تعدين عملة "البيتكوين" الرقمية.
وكانت هيئة الإذاعة الرسمية قد أعلنت مساء أمس السبت 7 ديسمبر/كانون الأول (2024) انقطاع الكهرباء في إثيوبيا بالكامل، ولكن لم تتضح الأبعاد الحقيقية للأزمة في ظل غياب بيان رسمي يكشف أسباب هذا الانقطاع.
عطل كبير في الشبكة
أرجعت شركة الكهرباء الرسمية في البلاد انقطاع الكهرباء في إثيوبيا إلى عطل كبير في الشبكة، إذ بادرت الجهات المختصة إلى العمل على إصلاح هذا العطل، لإعادة عمليات التغذية تدريجيًا في جميع أنحاء الدولة.
ومع بدء استعادة التيار وإنهاء حالة انقطاع الكهرباء في إثيوبيا، كانت أوائل المدن التي شهدت عودة الكهرباء كل من أداما، وحواسا، وجيما، وأربا مينش، وولايتا سودو، وشاشمين، وميكيلي، وأدوا، وألاماتا، وبونجا، وميزان، وهاجري مريم.
وتعدّ إثيوبيا ثاني أكبر دولة في قارة أفريقيا من حيث التعداد السكاني، إذ يبلغ عدد مواطنيها نحو 120 مليون شخص، ولديها مشروعات عملاقة لتوليد الكهرباء، في مقدّمتها مشروع سد النهضة، الذي دخل على خط الإنتاج في فبراير/شباط 2022.
وفي شهر أغسطس/آب من العام نفسه، بدأت الدولة الأفريقية مضاعفة إنتاجها من سد النهضة، وهو ما شجعها على التحول إلى مصدر إقليمي للكهرباء، إذ عقدت اتفاقيات مع عدد من الدول المجاورة لتصدير الكهرباء إليها.
وفي مقدمة الدول التي تشتري الكهرباء من إثيوبيا، كل من كينيا والسودان وجيبوتي، بالإضافة إلى جنوب السودان وتنزانيا وإقليم أرض الصومال الانفصالي، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى الرغم من أن انقطاع الكهرباء في إثيوبيا يثير مزيدًا من التساؤلات حول جاهزية البنية التحتية للكهرباء في البلاد لتلبية الطلب على الطاقة بالنسبة للداخل والخارج، فإن عمليات تعدين البيتكوين في البلاد تُضاعف هذه التساؤلات.
تعدين البيتكوين في إثيوبيا
يتوقع محللون أن يكون انقطاع الكهرباء في إثيوبيا ناتجًا عن اتفاقيات وقّعتها هيئة تنظيم الطاقة الحكومية، وشركة الكهرباء، مع 25 شركة متخصصة في تعدين عملة البيتكوين الرقمية، وهي الاتفاقيات التي درّت عوائد تُقدَّر بنحو 55 مليون دولار أميركي خلال 10 أشهر.
وبحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، فإن إثيوبيا تسهم بنسبة 2.25% من معدل تجزئة البيتكوين العالمي، كما تحتلّ المرتبة الرابعة في سعة التعدين على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة وهونغ كونغ وآسيا.
وقال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "لوكصر مايننغ" المتخصصة في تعدين البيتكوين، إيثان فيرا، إن شركة الكهرباء الإثيوبية خصصت ما يزيد عن 600 ميغاواط من الكهرباء لعمليات تعدين البيتكوين في البلاد.
ومن المتوقع، وفق تقارير أخرى، أن تزيد هذه الكمية إلى نحو 1200 ميغاواط بحلول نهاية العام الجاري 2024، وهي نسبة كبيرة من القدرة الإجمالية لتوليد الكهرباء في إثيوبيا، البالغة 5250 ميغاواط، والتي تأتي نسبة 90% منها من الطاقة الكهرومائية.
في الوقت نفسه، لا يحصل سوى نصف السكان على الكهرباء في إثيوبيا، وهو ما يؤدي إلى تحقيق فائض كبير، استفادت منه شركة الكهرباء، ببيع الطاقة الزائدة إلى الدول المجاورة.
وحققت شركة الكهرباء نحو 10.38 مليون دولار من بيع 169.7 ميغاواط/ساعة إلى جيبوتي، في حين حققت 20.47 مليون دولار من بيع 314.9 ميغاواط/ساعة إلى كينيا، وتحصل شركات تعدين البيتكوين على الطاقة الزائدة، بسبب أسعار الكهرباء الرخيصة في إثيوبيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق