أثار تطبيق نظام التقييمات الجديد في المدارس العديد من التساؤلات حول مدى قدرته على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، وفعاليته في تصنيف مستوياتهم وتحديد نقاط قوتهم وضعفهم، ورغم أن الهدف من هذا النظام هو قياس أداء الطلاب، إلا أن البعض يرى أنه من الضروري أن يتجاوز التقييم مجرد تحديد الدرجات ليشمل عملية تقويمية شاملة تهدف إلى تحسين المستوى التعليمي.
في هذا الصدد، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي، خلال استضافته بفضائية الأولى المصرية، إن التقييم يعد خطوة أولية مهمة في العملية التعليمية، حيث يُستخدم لقياس أداء الطالب وتحديد مستواه الأكاديمي، إلا أن التقييم لوحده لا يكفي؛ فهو مرحلة تسبق التقويم، الذي يتضمن معالجة نقاط الضعف وتطوير أداء الطلاب.
ونوه، أن هناك حاجة ملحة لتطوير آليات التقويم في النظام التعليمي، بحيث تصبح أكثر قدرة على تشخيص مشكلات الطلاب وعلاجها بشكل فعال، إذ يرى البعض أن التقويم ما زال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتركيز في مرحلة ما بعد التقييم، لتكون العملية أكثر تكاملًا وفعالية.
ولفت إلى ضرورة مراجعة المناهج الدراسية بما يتناسب مع قدرات الطلاب، ففي المراحل الدراسية المبكرة مثل الصفين الأول والثاني الابتدائي، حيث يكون عمر الطالب ما بين 7 إلى 9 سنوات، يجب أن تكون المناهج مناسبة لقدراتهم العقلية وأن لا تكون عبئًا إضافيًا عليهم.
وتابع أن نتائج التقييمات، يمكن أن تكشف عن خلل في بعض المناهج الدراسية من حيث صعوبتها أو عدم ملاءمتها للقدرات الفردية للطلاب، وهو ما يتطلب تحديثًا مستمرًا للمحتوى التعليمي.
وشدد على أن نظام التقييمات الجديد يحتاج إلى مزيد من التطوير ليواكب الفروق الفردية بين الطلاب ويحقق الأهداف التعليمية المرجوة، كما أنه من الضروري أن يتم مراجعة المناهج الدراسية بشكل دوري لتكون أكثر توافقًا مع احتياجات الطلاب.
0 تعليق