نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بأوترخت، نشاطا ثقافيا بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، تميز بحضور محمد البصري، سفير المغرب بلاهاي، وعدد من رؤساء الجمعيات ورواد المساجد والكفاءات المغربية المنتمية إلى عالم الثقافة والإعلام والمال والأعمال والقانون والرياضة.
وأوضح المنظمون أن “برنامج هذا الحفل، الذي استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني المغربي، تضمن فقرات متنوعة منها عرض شريطين؛ الأول يعرض صور تاريخية لمختلف مراحل ملحمة المسيرة الخضراء، والثاني يوثق لمسيرة النماء والنهضة التي تشهدها هذه الأقاليم تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس بفضل البرنامج التنموي الطموح، الذي تم تنزيله منذ سنة 2015”.
وأكد محمد البصري، سفير المغرب بلاهاي، على “التزام المغرب بتعزيز أسس الدولة”، مشيرًا إلى أنه اختار طريق الحل السلمي والتفاوض والحوار من أجل لاستكمال وحدته الترابية التي عرفت محطات عديدة منذ بزوغ فجر الحرية والاستقلال.
وعبر البصري، في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، عن اعتزازه بالجهود والتضحيات التي قدمها المغاربة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس على مدار 49 سنة، من أجل تحقيق التنمية والازدهار في الأقاليم الجنوبية، مستحضرا “البنيات التحتية والمشاريع التنموية المتميزة والاستثنائية التي تم إنجازها بالمنطقة في إطار النموذج التنموي، والتي تؤكد أن المغرب سائر على درب البناء والنماء والرخاء”.
وأكد الدبلوماسي ذاته أن “الخطاب الملكي السامي بتاريخ 6 نونبر الجاري كان فرصة لتأكيد العناية التي يوليها الملك لأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج من جهة، ومن جهة أخرى التأكيد على أن مسيرة النماء والتقدم والرخاء التي يقودها المغرب هي مجهود جماعي وتضحية جماعية لكل المواطنات والمواطنين المغاربة سواء المقيمين في المغرب أو خارجه”.
وتطرق سفير الرباط بلاهاي إلى البعد التاريخي للعلاقات المغربية الهولندية، مذكرا بـ”تضحيات الجنود المغاربة الذين شاركوا في تحرير هولندا خلال الحرب العالمية الثانية، دفاعا عن قيم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، حيث تعتبر مقبرة (كابيل) خير شاهد على ذلك”، مشيدا بـ”دور الجالية المغربية في تعزيز التفاهم بين الثقافات في ممارساتهم اليومية كسفراء لبلدهم وحضارتهم”.
ومن جهتها، أكدت بثينة الكردودي الكلالي، القنصل العام للمملكة بأوترخت، أن “المسيرة الخضراء التي اعتبرت كأكبر مسيرة سلمية في تاريخ الإنسانية، معتمدة على الحوار كوسيلة لتسوية النزاعات، مازالت متواصلة اليوم بالمغرب، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس من أجل تكريس حقوقه المشروعة على أقاليمه الجنوبية من خلال مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مستندا في ذلك إلى دبلوماسية ملكية رائدة، فعالة واستباقية ساهمت في تحقيق سلسلة من الانتصارات السياسية المتتالية على الصعيدين الدولي والأممي، منذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين”.
وأكدت القنصل العام أن “إصلاح الهيئات المكلفة بتدبير شؤون الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذي أعلن عنه الملك في خطاب 6 نونبر الجاري يعد منعطفا مؤسساتيا جديدا من شأنه أن يشكل حافزا قويا لانخراط مغاربة العالم بشكل أكبر في مسلسل التنمية، لاسيما في ما يتعلق بالاستثمارات ونقل الكفاءات والمعرفة”.
وأضافت أن “الربط بين القضية الوطنية وقضية الجالية المغربية المقيمة بالخارج يحمل دلالات رمزية عميقة تؤكد على وحدة المصير والمسؤولية المشتركة في حماية المكتسبات الوطنية والدفاع عن ثوابت الأمة ومقدساتها، وكذا الإيمان الراسخ بالدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه مغاربة العالم في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات بالمملكة”.
يشار إلى أن اللقاء شكّل فرصة أيضا لتكريم بعض الشخصيات الجمعوية والرياضية.
0 تعليق