أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن استخدام روسيا لصاروخها الجديد الفرط صوتي أوريشنيك ضد أوكرانيا يمثل رسالة استراتيجية حاسمة للغرب.
وفي مقابلة أجراها معه الإعلامي الأميركي تاكر كارلسن في موسكو، أوضح لافروف أن هذه الخطوة تهدف إلى تحذير الغرب، مضيفًا: نأمل أن تكون الإشارة الأخيرة التي أرسلناها قد أُخذت على محمل الجد.
لافروف شدد على أن روسيا مستعدة لاستخدام كل الوسائل المتاحة لمنع الغرب من تحقيق ما وصفه بـ الهزيمة الاستراتيجية لروسيا، مؤكدًا أن أي تجاهل للخطوط الحمراء الروسية سيكون خطأً كبيرًا للغاية.
تصاعد الصراع بين روسيا والغرب: أسلحة متقدمة وتدخلات مباشرة
اتهم لافروف الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو بدعم أوكرانيا بأسلحة متطورة، مشيرًا إلى أن الأوكرانيين لا يستطيعون تشغيل هذه الأسلحة بعيدة المدى دون مساعدة مباشرة من عسكريين أميركيين.
وأضاف أن الدعم العسكري الغربي المتزايد يعكس تورطًا مباشرًا في الصراع، مما يهدد بتصعيد أخطر قد يؤدي إلى مواجهة أوسع نطاقًا.
ورغم ذلك، نفى لافروف أن تكون روسيا تسعى إلى حرب مع الولايات المتحدة، موضحًا: نحن لا نريد مواجهة مباشرة. نسعى لعلاقات طبيعية مع جميع الدول، وخاصة مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة.
الحرب في أوكرانيا: رؤية روسية للصراع
كرر لافروف موقف موسكو بأن روسيا لم تبدأ الحرب مع أوكرانيا، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها روسيا في فبراير 2022 جاءت لوضع حد لما وصفه بـ"حرب نظام كييف ضد شعبه في دونباس".
وأوضح أن قوانين البرلمان الأوكراني، التي استهدفت حقوق السكان الناطقين بالروسية، كانت من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت روسيا إلى التدخل.
وأضاف: "الرئيس بوتين قال مرارًا إننا مستعدون لأي تطورات، لكننا نفضل التسوية السلمية التي تضمن مصالحنا الأمنية وتحترم حقوق الشعب الروسي في أوكرانيا".
صاروخ أوريشنيك: رادع عسكري ورسالة سياسية
يُعتبر صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي أحد أبرز التطورات في الترسانة العسكرية الروسية، وقد أطلقه الجيش الروسي مؤخرًا ضد أهداف في أوكرانيا.
هذا السلاح المتقدم يتميز بسرعته الفائقة وقدرته على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي التقليدية، مما يجعله أداة فعالة لردع أي تهديدات محتملة.
وفقًا لمحللين عسكريين، استخدام "أوريشنيك" يحمل أبعادًا استراتيجية، إذ يهدف إلى تحذير الغرب من مغبة التورط في الصراع الأوكراني، ويعزز الموقف التفاوضي الروسي في أي محادثات مستقبلية.
علاقات أميركية-روسية متوترة: هل من أمل للتقارب؟
رغم حدة التصريحات الروسية، أشار لافروف إلى أن موسكو ما زالت مستعدة للحوار، لكنه شدد على أن أي مفاوضات يجب أن تراعي مصالح روسيا الأمنية وحقوق شعبها في أوكرانيا.
كما أكد أن روسيا ترى في التسوية السلمية الخيار الأفضل، لكنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها إذا استمر التصعيد الغربي.
0 تعليق