في عرض خاص ضمن فقرة “بانوراما” خلال الدورة الواحدة والعشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كان جمهور المدينة الحمراء على موعد مع عرض فيلم “المرجة الزرقاء” للمخرج المغربي داود أولاد السيد.
هذا الفيلم يعود بالمشاهد إلى عمق الذاكرة الجماعية، ويغوص في معاناة وتطلعات أفراد المجتمع المغربي، مع شحنة من المفردات البصرية التي تأخذه إلى صحراء منطقة آسا وبساطتها.
تميز العمل بطابع سينمائي رزين يغلب عليه الهدوء مع توازن بين الحركة والصمت، ما خلق تأثيرًا دراميًا بالغ الأثر، وذلك من خلال مشاهد مفتوحة على فضاءات واسعة، استطاع داود أولاد السيد أن ينسج من خلاله خيوط فيلمه بحرفية بسيطة.
وقال أولاد السيد، في تصريح لهسبريس، إنه استلهم فكرة شريطه من قصة حقيقية، موضحا أنه عندما كان يصور أحد أفلامه وسط الصحراء شاهد ذات صباح باكر حافلة تحمل عشرات المكفوفين فتساءل عن سبب زيارتهم إلى المنطقة، ليكتشف بعد ذلك أنهم يزورون “مرجة” هناك ومنهم شخص مكفوف يحمل كاميرا ويصور ما يحس به.
وتابع المتحدث ذاته بأنه فخور بكونه اشتغل في هذا العمل مع مدير تصوير مغربي، عكس جميع أفلامه التي اشتغل فيها مع أجانب، مشيدا باحترافية التقنيين المغاربة وتميزهم في مجال السمعي البصري والسينما.
جدير بالذكر أن الأدوار الرئيسية في شريط “المرجة الزرقاء” يشخصها ثلة من الممثلين المغاربة، على رأسهم محمد خيي، حسناء طمطاوي، يوسف قادير، عز العرب الكغاط، عبد الحق صالح وعبد الله شيشة.
ووقع الاختيار على الفيلم المغربي للمخرج داود أولاد السيد للمشاركة ضمن فعاليات الدورة 25 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، المنعقدة خلال الفترة ما بين 14 و21 دجنبر الجاري، وذلك أسابيع بعد تتويجه في مهرجان القاهرة بمصر.
0 تعليق