الدكتور عبد الرحيم علي ليس مجرد شخصية إعلامية بارزة، بل هو مفكر وصحفي استثنائي تخصص في كشف خبايا الإسلام السياسي والتصدي للفكر المتطرف بجميع أشكاله.
منذ سنوات طويلة، وهو يخوض معركة فكرية شاقة ضد تيارات الظلام والتطرف، التي تسعى إلى استغلال الدين لتحقيق أجندات سياسية خبيثة تهدد أمن واستقرار الأوطان.
عمله الدؤوب في هذا المجال لم يقتصر على التحليل والتوثيق، بل تعدى ذلك إلى مواجهة مباشرة مع التنظيمات المتطرفة، وتفكيك خطابها الفكري والكشف عن علاقتها بالنظم الداعمة للإرهاب.
بفضل أبحاثه ومؤلفاته القيمة، استطاع تقديم صورة واضحة عن استراتيجيات هذه التنظيمات، وكيفية استخدامها للدين كوسيلة للتلاعب بالمجتمعات، بالإضافة إلى فضح الدول والمنظمات التي تمول الإرهاب وتصدره للعالم تحت ستار الشعارات الزائفة.
الدكتور عبد الرحيم علي كان دائمًا في مقدمة الصفوف، مدافعًا عن هوية الوطن ضد محاولات طمسها أو تشويهها. جهوده الإعلامية والبحثية في محاربة الإرهاب والإسلام السياسي ليست مجرد عمل بحثي أو صحفي، بل هي مهمة وطنية مقدسة نجح في تنفيذها بإتقان واحترافية، مما جعله واحدًا من أبرز الأصوات التي لا تهاب المواجهة، مهما كانت التحديات.
وفي الوقت الذي كان فيه الإرهاب يتخذ أشكالًا معقدة ويحظى بدعم دولي، كانت مؤلفاته وبرامجه ومداخلاته بمثابة منارة للوعي المجتمعي، حيث ألقى الضوء على العلاقة بين الإسلام السياسي وصناعة الإرهاب، وكشف الخيوط الخفية التي تربط بين الأيدولوجيا المتطرفة والداعمين لها.
ورغم انشغالاته ومعاركه الفكرية، يبقى الجانب الإنساني جزءًا أصيلاً من شخصيته.
أتذكر جيدًا عندما كان في فرنسا، وبادر بالاتصال لمجرد علمه بمرض ابني ليطمئن ويقدم الدعم. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان دائم الحرص على المساهمة في تقديم يد العون لحالات إنسانية نشرنا عنها، ما يعكس عمق إنسانيته وحرصه الدائم على خدمة المجتمع.
وفي هذه المناسبة الخاصة التي تتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس البوابة، أقول له: كل عام وأنت بخير، قلمك وفكرك سلاح في الدفاع عن الوطن، تقود منظومتك من نجاح إلى نجاح، وتجسد بفكرك وجهودك قيمة العمل الوطني والإنساني.
0 تعليق