توصل المستوردون المغاربة والمصدرون الروس المشتغلون في مجال الحبوب إلى تفاهمات ثنائية متقدمة ينتظر منها أن تشكل عنصرا إضافيا للعلاقات التجارية بينهما، وذلك في إطار اللقاء الأول من نوعه الذي جمع بينهم بالدار البيضاء، الجمعة 29 نونبر، والذي جرى الاستعداد له على مدى فترة زمنية طويلة وبوساطة من سفارة موسكو بالرباط.
وبحسب مصادر مهنية، فقد تم “توقيع بروتوكول اتفاق بين الطرفين يقضي بتدبير العمليات التجارية بينهما بشكل مشترك، وذلك من خلال توفير قواعد بيانات ودلائل لفائدة المستوردين المغاربة من أجل الوصول بشكل سلس ومرن إلى السوق الروسية التي تعرف تواجد شركات روسية تسعى هي الأخرى للوصول إلى أسواق آمنة لتصريف منتجاتها”.
شارك في هذا اللقاء مصدرون روس يمثلون شركات كبرى في تصدير المنتجات الفلاحية، وممثلون عن الاتحاد الروسي لمصدري الحبوب، فضلا عن سفير موسكو بالرباط، فلاديمير بايياكوف، إلى جانب المهنيين المغاربة النشطين في مجال استيراد الحبوب، خصوصا في ظل احتياج السوق الوطنية لإمدادات كبرى عقب تراجع إنتاجية حقول المملكة.
وقال عمر اليعقوبي، رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الحبوب والقطاني، إن “التفاهمات بين الطرفين شملت تسهيل المبادلات التجارية، خصوصا في ما يتعلق بالقمح والشعير والذرة والمواد الغذائية، على أن يتم ذلك من خلال توفير المعلومات لكلا الطرفين بما يخدم العلاقات البينية، مادام أننا نتحدث عن روسيا كأبرز المصدرين للقمح في العالم”.
وأضاف اليعقوبي، في تصريح لهسبريس، أن “منسوب العلاقات بيننا كطرفين كان يستوجب إيجاد صيغة لتأمين الطرق التجارية البينية التي ستكون في صالح كل طرف منا”، موردا أن “روسيا تعتبر ذات إنتاجية مهمة من القمح، في وقت يبحث المغرب عن أسواق تضمن له احتياجاته من هذه المادة الأساسية”.
وزاد: “حاليا نبحث عن الطرق للشركات المغربية النشطة في مجال استيراد المنتجات الفلاحية، على رأسها الحبوب، حتى نجعلها كذلك تتسوق من جميع قارات العالم بما يختصر الطريق أمام الجهود المغربية الرسمية في هذا الصدد؛ فالبروتوكول الذي تم توقيعه في هذا الصدد يدعم تبادل الأخبار والاستشارات وتوفير دلائل لفائدة شركاتنا عن السوق الروسية للحبوب”.
وتابع اليعقوبي قائلا: “إننا كطرف مغربي سنقوم بتوفير معطيات مهمة عن السوق الوطنية واحتياجاتها من القمح لفائدة الشركات والمصدرين الروس، حتى يكونوا على دراية بحجم انتظارات المغرب من الإنتاجية الروسية، وذلك لضمان إمدادات سليمة وسهلة من هذه المنتجات في ظل سياقات دولية صعبة وغير مستقرة”.
من جهته، قال رياض أوحتيتا، مستشار فلاحي، إن “أهمية العلاقات التجارية الروسية المغربية تمكن في متانة العلاقات الدبلوماسية التي تعطيها زخما. ففي هذا الصدد، سيكون في صالح روسيا ألا يوجد أي وسيط بينها وبين المغرب، خصوصا بعدما كان فاعلون أوروبيون جزءا من علاقاتهم التجارية الثنائية، لا سيما فيما يتعلق بتوريد الحبوب”.
وكشف أوحتيتا، في تصريح لهسبريس، أن “هذا اللقاء الذي نظمته روسيا كان فكرة ذكية منها في إطار تقوية العلاقات بين الطرفين، في وقت تكمن أهمية العلاقات التجارية مع بلد كروسيا في فترات الأزمات، التي تستوجب التزود الأساسي بالمنتجات الفلاحية، حيث شهدنا كيف أن التوترات الدولية في السنوات الماضية ولّدت الضغط على أسواق الحبوب العالمية”.
وسجّل أوحتيتا أن “روسيا من هذا المنطلق تريد مزاحمة فرنسا وكندا على السوق المغربية التي تبقى بحاجة إلى إمدادات مهمة من المنتجات الفلاحية، على رأسها الحبوب؛ فالأهم بالنسبة للمصدرين الروس هو أن يصلوا إلى أسواق آمنة، حتى وإن لم تكن مربحة”.
0 تعليق