انعكست إنتاجية الموسم الجاري من الأفوكادو على الأثمنة التي يتم بها تسويق هذه الفاكهة في الأسواق المحلية، إذ صار سعر الكيلوغرام الواحد منها يتراوح ما بين 20 و25 درهما، وذلك بعد الطفرة التي شهدها في آخر الموسم الماضي متجاوزا حاجز الأربعين درهما.
ونجت إنتاجية هذه السنة، إلى حدود الساعة، من التداعيات المناخية التي عانت منها نظيرتها السنة الماضية، وذلك بعدما أضرّت بها عاصفة “برنارد” التي أدت، بحسب مصادر مهنية وقتها، إلى خسارة ما بين 5 و7 آلاف طن من هذه الفاكهة، محولة إياها إلى “طْيُوحْ” تم عرضه بالأسواق بما بين 8 و10 دراهم.
ولا تختلف حاليا أثمنة أنواع “الفويرتي” و”الزيتانو” و”الباكوم” كثيرا عن أثمنة نوع “الهاس” الذي شملته عملية الجني التي تبدأ عادة في الأول من أكتوبر من كل سنة؛ فالأنواع المختلفة تتراوح أثمنتها ما بين 18 و25 درهما، بينما المنتجُ منخفض الجودة يبقى في حدودٍ دنيا ما بين 10 و15 درهما للكيلوغرام الواحد.
ويؤكد المهنيون في هذا الصدد أن “التحسّن الموجود في الأثمنة على مستوى الأسواق راجع إلى الإنتاجية المهمة التي ظهرت، وما تزال، بوادرها مع استمرار عملية الجني”، إذ إن أطرافا مهنية سبق أن بشّرت بإنتاجية وطنية من الفاكهة الخضراء “ينتظر أن تلامس 90 ألف طن، على أن يتم تخصيص ما يصل إلى 90 في المائة منها تقريبا للتصدير (بدأ مسبقا)، مع تخصيص الباقي للسوق الوطنية”.
على النحو ذاته، قال يوسف الخليفي، ممثل إحدى الشركات النشطة بهذا القطاع في العرائش، إنه “كان متوقعا أن تنعكس الإنتاجية على أثمنة المنتج بالسوق الوطنية، إذ إننا في ذروة الإنتاجية اليوم، ونحن في بداية موسم تشير كل التوقعات والمؤشرات الميدانية كذلك إلى أنه سيكون قياسيا مقارنة مع المواسم الماضية”.
وأضاف الخليفي، في تصريح لهسبريس، أن “إنتاجية هذه السنة، إلى حدود الساعة، نجت من العواصف والتأثيرات المناخية كما جرى خلال السنة الماضية، إذ تسببت وقتها العاصفة برنارد في خسائر مهمة بالنسبة للمزارعين الذين اضطروا إلى بيع المنتج الذي تعرّض للتلف بأثمنة زهيدة للمستهلكين”.
كما أوضح أنه “من المنتظر أن تواصل الأثمنة الاستقرار بالأسواق قبل أن تعود إلى الارتفاع مجددا بعد نهاية موسم الجني والتصدير، حيث من الطبيعي أن ترتفع الأثمنة مجددا في نهاية هذا الموسم، وذلك تطبيقا دائما لقاعدة العرض والطلب”.
من وجهة نظر مهنية تجارية دائما، أوضح سعيد تافراط، رئيس جمعية تجار الخضر والفواكه بِتْمنار بالصويرة، أن “الاستقرار الذي يعرفه ثمن الأفوكا بالسوق المغربية راجع أساسا إلى أننا في فترة الجني، مما يعني أن نسبة مهمة من المحاصيل تسرّبتْ إلى السوق الداخلية موازاة مع تسرُّب نسبة كبيرة منها إلى الخارج في إطار الصادرات”.
وأشار تافراط، في تصريح لهسبريس، إلى أن “سعر هذا المنتج وصل إلى 50 درهما تقريبا في الموسم الماضي، وهو ما أثار وقتها جدلا كبيرا وطرح أسئلةً بخصوص كيف لهذا المنتج أن يصل إلى هذا الرقم وهو نتاجٌ للضيعات الوطنية في نهاية المطاف؟”، مشيرا إلى أن “الثمن اليوم لا يتجاوز بالنسبة لنوع الهاس ذي الجودة العالية 25 درهما على أكثر تقدير، مما يعني أننا حاليا نستهلك هذه الفاكهة بأقل من الثمن الذي كانت عليه السنة الماضية، وهذا على أيّ لا يمنع من التأكيد على ارتفاع جديد منتظر لثمن هذه الفاكهة”.
0 تعليق