بعد عودة ترامب .. خبراء يتوقعون تزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء - ترند نيوز

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد، تتزايد التكهنات حول تأثير هذه العودة على السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

وكان اعتراف إدارة ترامب في عام 2020 بسيادة المغرب على الصحراء خطوة غير مسبوقة، أثرت بشكل كبير على مسار النزاع الإقليمي وأحدثت تحولا في مواقف بعض القوى الدولية تجاه هذه القضية.

وفي ظل هذه المستجدات، يثار تساؤل حول إمكانية اتخاذ دول أخرى لموقف مشابه للولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، إذ يرى مراقبون أن استئناف ترامب لقيادته قد يؤدي إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية المغربية لاستقطاب دعم دولي أكبر، وسط تطورات جديدة قد تشهد تحولات في مواقف بعض الحكومات الكبرى تجاه مغربية الصحراء، خاصة في أوروبا وإفريقيا.

في هذا السياق، سجل حسن رامو، الأستاذ بالمعهد الجامعي للدراسات الإفريقية والأورومتوسطية والإيبيروأمريكية، التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، أنه مع عودة ترامب “من المرجح أن تعرف القضية الوطنية مسارا متسارعا في اتجاه إنهاء هذا النزاع المفتعل لصالح الشرعية التاريخية وتثبيتا لحق المغرب في أراضيه”.

وذكّر رامو، ضمن تصريح لهسبريس، بأنه من المنتظر في القريب العاجل، بعد دخول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، أن تفتح قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية بالداخلة والتي وعدت بها الإدارة الأمريكية في عهدته السابقة؛ وهو ما سيشجع عددا من الدول الوازنة إلى الاحتذاء بالولايات المتحدة وكذا بفرنسا التي تعتزم هي الأخرى فتح قنصلية بالأقاليم الجنوبية، إضافة إلى إسبانيا التي تشير تقارير إلى عزمها فتح فرع جديد لمعهد سيرفانتس التابع لوزارة الخارجية”.

وأضاف أنه فتح القنصلية الأمريكية: “ليس له رمزية سياسية وقنصلية فقط؛ بل يستحضر الآفاق الاستثمارية التي تتيحها المناطق الجنوبي، وخاصة الداخلة واد الذهب”، مشيرا إلى أن القنصلية الأمريكية المزمع فتحها “ذات طبيعة اقتصادية- استثمارية لتوظيف الداخلة كمنصة لإطلاق استثمارات في غرب إفريقيا؛ وهو ما سيدفع دولا أخرى إلى اعتماد قنصليات لها بالداخلة أو العيون”.

وأبرز ثانيا أن عودة ترامب إلى الرئاسة “قد تؤدي إلى تغيير مواقف بعض الدول الوازنة من مجرد الاعتراف بجدية الحكم الذاتي كحل وحيد وجدي وواقعي لحل النزاع وذي مصداقية إلى اعتماد قرار الاعتراف بمغربية الصحراء؛ وهذه يمكن أن تكون حالة عدد من الدول الأوروبية والأمريكية والآسيوية التي اعترفت بوجاهة مخطط الحكم الذاتي”.

وتابع: “يمكن أيضا توقع تقارير مجلس الأمن المستقبلية حول الصحراء بشكل أكثر واقعية مع الإشارة إلى تحميل المسؤولية للأطراف المسؤولة عن عرقلة المسار الأممي، وخاصة الجزائر باحتضانها للبوليساريو، بعد الأحداث الإرهابية ومحاولات الترويع التي طالت المدنيين في السمارة والمحبس مؤخرا باعتراف من الحركة الانفصالية”.

وخلص الخبير في العلاقات الدولية إلى أن هناك مؤشرات عديدة “تؤكد بالملموس أن القضية الوطنية ستعرف حلا نهائيا في القريب العاجل”، مستطردا: “ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه على الجارة الشرقية عن كيفية اقتناع نخبها وجزء من السلطة الحاكمة عن جدوى المراهنة على قضية خاسرة لأكثر من 40 سنة وبكلفة مالية وأمنية ودبلوماسية كبيرة جدا؟ وهل ستستغل الجزائر فرصة اليد الممدودة من المغرب كما جاء في الخطاب الملكي أو سترفضها وتكون خسارتها مضاعفة. ويطرح السؤال نفسه عن مآل إن الوطن غفور رحيم أمام المغرر بهم من الانفصاليين؛ هل سيسارعون إلى الالتحاق بأرض الوطن أم أن تغيير الوضع وحل القضية سيفرض تعاملا آخر معهم، خاصة مع ارتكابهم لجرائم متعددة في حق وطنهم؟”.

من جانبه، قال محمد شقير، خبير سياسي وأمني، إنه “إذا كانت نهاية ولاية الرئيس ترامب الأولى قد ساهمت بشكل حاسم في الدفع بدول عديدة إلى مساندة مبادرة الحكم الذاتي من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء، خاصة عبر فتح دول عربية وإفريقية عديدة لقنصلياتها في كل من العيون والداخلة، وأتت بالعديد من الشركاء الأوروبيين إلى الخروج من المنطقة الرمادية بما فيهم فرنسا؛ فإن عودته إلى الرئاسة ستسرّع مسار إنهاء هذا النزاع المفتعل”.

وأضاف شقير، في حديث لهسبريس، أن “عودة ترامب لولاية ثانية -والتي سبق للعاهل المغربي أن تنبه إلى حدوثها من خلال برقية وجهها إلى ترامب بعد تعرضه لمحاولة اغتيال وبرقية التهنئة التي وجهها إليه بعد فوزه بالرئاسة، ستمكّن بلا شك، عكس بايدن، من الإسراع بفتح قنصلية بالداخلة وحث المستثمرين الأمريكيين على الاستثمار في الأقاليم الصحراوية؛ وهو ما سيدفع بدول أخرى، وعلى رأسها بريطانيا، أن تحذو حذو أمريكا وفرنسا”، مذكّرا بالفرص الواعدة في المناطق الصحراوية التي تتمثل في الربط الكهربائي وإنتاج الطاقة الخضراء.

وأشار الخبير ذاته إلى أن تأثير الولايات المتحدة في عهد ترامب “قد يشمل أيضا دولا، سواء في آسيا وأستراليا وكذا بأمريكا اللاتينية، دون أن ننسى دولا أنجلو إفريقية؛ كنيجيريا وكينيا وربما إفريقيا الجنوبية على الرغم من التحالف التي يجمعها بالجزائر، حيث أكدت زيارة مسؤول كبير جنوب إفريقي إلى المملكة مؤخرا أن هناك خلافات داخل الحزب الحاكم بهذا البلد حول الموقف من القضية الوطنية، خصوصا في ظل العزلة الدبلوماسية التي تعاني منها الجزائر إقليميا ودوليا”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق