الصحافة اليوم: 26-10-2024 - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 26-10-2024 - ترند نيوز, اليوم السبت 26 أكتوبر 2024 06:08 صباحاً

تناولت الصحف الصادرة في بيروت اليوم السبت في 26-10-2024 العديد من الملفات المحلية والاقليمية، وركزت في افتتاحياتها على تطورات العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان.

الاخبار:

صحيفة الاخبارالعدو يصرخ: جيشنا ينزف

المقاومة تستعدّ لحرب طويلة ولا تقف عند مناورات العدو السياسية

تعوّدنا في لبنان، لزمن طويل، على المناورات الإسرائيلية. لكنّ الدرس الأهم تعلّمناه من حرب غزة. فعندما يصرخ جيش العدو وجعاً، لا يعني ذلك أن المؤسسة السياسية في إسرائيل تبرّر له التوقف عن القتال.
وبالتأكيد فإن قيادة سياسية على شاكلة بنيامين نتنياهو، لن تستمع إلى تقديرات المؤسسة العسكرية إلا في حال طلبها مزيداً من الوقت للقتال. وهذا ما يجعل قيادة المقاومة في لبنان تتعامل مع الكلام الذي تضجّ به إسرائيل منذ يومين حول مآل الحرب مع لبنان، على أنه سيناريو من قسمين:

الأول، إن جيش الاحتلال بدأ يعاني من ضربات المقاومة التي تصيب جنوده دون المستوطنين، وهو أمر لا ينكره أي مسؤول في دولة الاحتلال، إذ تصر المقاومة على ضرب الجيش وأجهزته اللوجستية والأمنية، وتتفادى – حتى الآن – ضرب الأحياء التي تعجّ بالمستوطنين، مع اعتماد سياسة الهلع الدائم الذي تتكفّل به صفارات الإنذار وأصوات الصواريخ الاعتراضية.

الثاني، يتعلق بالمناوشات القائمة داخل الكيان، بين فريق يريد الاستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية، والمؤسسة العسكرية التي ترفع الصوت منذ عدة أشهر حول عدم قدرة الجيش على القتال ليلَ نهارَ لسنوات طويلة.

وفي الحالتين، تتصرّف المقاومة على أن العدوان مستمر، وقد يطول لفترة طويلة جداً، ما يفرض على المقاومة إعداد خطط عملانية مختلفة عن كل ما كان قائماً قبل اندلاع الحرب، وبما يخدم الهدف المركزي، المتعلق بجعل جنود العدو يغرقون في دمائهم وليس في وحول لبنان، ومنع العدو من تحقيق أهدافه السياسية، وخصوصاً منع عودة مستوطني الشمال إلا بعد إعلان العدو وقف الحرب بصورة تامة، ومن دون منحه أي مكسب سياسي.

وفي وقت تُظهِر المقاومة قدرة على التكيّف مع الوقائع القاسية التي أصابتها قبل نحو شهر، وبعدما باشرت آلية من العمل العسكري والأمني الذي يحقق نتائج مهمة في الميدان، بدأت حالة النشوة التي سادت كيان العدو تتلاشى مع الأخبار اليومية عن قتلى وجرحى في صفوف الجنود من جهة، وارتفاع أصوات المستوطنين في مناطق تمتد من جنوب حيفا إلى جنوب طبريا وصفد، حيث يواجه نحو مليونين من المستوطنين مشكلة «روتين الحرب» اليومي، وحيث تتعطل كل أشكال الحياة، مع بداية نزوح لقسم ممن أرادوا الابتعاد عن مناخات الحرب وتوجّهوا إلى الوسط والجنوب.

عملياً، دخلت المواجهة على طول الحدود مرحلة جديدة. وثمة تنبّه لدى قيادة المقاومة من احتمال لجوء العدو إلى عمليات عسكرية كبيرة سواء على طول الحدود أو حتى في العمق.
وتدرس المقاومة كل الخيارات التي يمكن للعدو أن يلجأ إليها، بما فيها المناورات السياسية التي تهدف إلى الخداع. لكن، من الواضح أن العدو لا يزال يفكر في تحقيق ضربات عسكرية أو أمنية تهدف إلى تحقيق نتائج سياسية. فيما لا يبدو أن هناك في العالم كله من يهتم أصلاً لوقف الحرب على لبنان أو لوقف العدوان على غزة.

160 شهيداً من المسعفين: تدمير منهجي للقطاع الصحي

فيما كان وزير الصحة فراس أبيض يعرض أمس تقريراً مفصّلاً عن الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحي، سقط ثمانية مسعفين شهداء في الجنوب من دون أن تتمكّن فرق الإنقاذ من سحب جثامينهم بسبب منع طائرات الاحتلال لهم. ثمانية شهداء أُلحقوا على هامش التقرير، وبعدهم سيضاف آخرون في ظل استمرار الحرب الوحشية التي يشنّها العدو على كامل البلاد.

لم يكن عرض وزارة الصحّة أمس فقط لتحديد عدد مرات الاستهداف، بقدر ما هو توثيق للجرائم التي ارتكبها ويرتكبها العدو عمداً وبشكلٍ مباشر في القطاع، والتي تزداد وتيرتها يوماً بعد آخر. ففي مقارنة بين التقرير الأول عن الاعتداءات الذي أطلقته الوزارة في الثالث من الجاري والتقرير الحالي، يبدو أن العدو الإسرائيلي اتّخذ قراراً عن سابق تصوّر وتصميم بتدمير القطاع الطبي بطريقة ممنهجة. فبين التقريرين الأول والثاني، ازدادت الاستهدافات في القطاع من 9 اعتداءات على تسعة مستشفيات وتدمير 45 مركزاً إسعافياً إلى 55 اعتداء طاولت 36 مستشفى (11 حكومياً و24 خاصاً) وتدمير 25 مركزاً للرعاية الصحية الأولية و51 مركزاً إسعافياً. فيما ارتفع عدد الشهداء في المستشفيات من 3 شهداء و11 جريحاً إلى 12 شهيداً و60 جريحاً. وفي الهيئات الإسعافية، من 97 شهيداً و188 جريحاً إلى 151 شهيداً و212 جريحاً.

وفي تفاصيل التقرير، تعرّضت 36 مستشفى لـ55 اعتداء، إما بشكلٍ مباشر أو بشكلٍ غير مباشر عبر استهداف محيطها. وكان من تبعات تلك الاستهدافات إخراج 8 مستشفيات من الخدمة بشكلٍ كامل، واقتصار 7 مستشفيات على العمل جزئياً مع خروج أقسامٍ فيها من الخدمة. ونالت مستشفيات الجنوب الحصة الكبرى من الاعتداءات التي طاولت 16 مستشفى بمعّدل 29 مرّة. وكانت لمستشفى تبنين الحكومي حصة الأسد، مع تعرّضه لثمانية اعتداءات، يليه اللبناني الإيطالي وراغب حرب (3 مرات) ومستشفيات صلاح غندور وخروبي (مرتان). ومن بعدها تأتي بيروت والبقاع بالتوازي مع استهداف 10 مستشفيات في كلٍّ منهما.

أما بالنسبة إلى مراكز الرعاية، فقد تسبب 25 اعتداءً في إقفال 58 مركزاً بشكلٍ كامل إما بسبب تدميرها أو إخراجها من الخدمة، وكانت الحصة الكبرى في النبطية التي ردم الاحتلال فيها 14 مركزاً و5 مراكز أخرى في الجنوب و5 في جبل لبنان ومركزاً واحداً في بعلبك الهرمل.

وتعرّضت الهيئات الإسعافية لـ 201 اعتداء، وبدا واضحاً التركيز على جمعيتين بالذات، هما كشافة الرسالة الإسلامية (99 اعتداء) والهيئة الصحية الإسلامية (95)، ما أدى إلى استشهاد 151 مسعفاً وجرح 212.

لن تكون هذه اللائحة هي آخر الحسابات مع العدو الصهيوني، فمع استمرار الحرب على لبنان سيكمل العدو حربه على المؤسسات الصحية التي باتت أكثر فجاجة مع الانتقال من استهداف محيط هذه المؤسسات إلى استهدافها بشكلٍ مباشر، وهو «ما يُعدّ جريمة حربٍ تخالف كل المواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية التي تنصّ على حماية العاملين الصحيين والمنشآت الطبية في أوقات النزاع»، بحسب وزير الصحة. ولأنها جريمة «موصوفة ومقصودة ومتعمّدة»، تستعدّ وزارة الصحة اللبنانية من خلال هذه التقارير الموثّقة إلى إعداد ملفاتها القانونية والتقدم بشكاوى ودعاوى قانونية «ليس لردع إسرائيل التي لا ضمير لها وإنما لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته».

ومسؤولية المجتمع الدولي متشعّبة. فبحسب المنسّق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية الدكتور كامل مهنا، يفترض أن تكون هذه المسؤولية في اتجاهين: «العمل على وقفٍ فوري لإطلاق النار في لبنان وغزة من جهة والتدخل الفوري لدعم النظام المتداعي، إذ إن توفير المساعدات العاجلة من أدوية ومستلزمات طبية، والمساندة في إقامة مستشفيات ميدانية محمية أصبحا ضرورتين ملحتين لضمان استمرارية تقديم الرعاية الصحية للمدنيين الذين يواجهون الجرائم الاسرائيلية كل يوم». والمسؤولية الثانية تقع على عاتق «أصدقاء لبنان الذين لم يبخل معهم الأخير والذي قدّم الكثير عبر أبنائه ويستحق منهم اليوم الوقوف إلى جانبه وإطلاق أوسع حملة تضامن معه»، وعلى المغتربين أيضاً «من أجل تقديم الدعم المالي والعيني للبنان في مواجهة الكارثة التي يتعرّض لها».

أما الجزء الآخر من المطالبات، فهو للحكومة اللبنانية المدعوّة إلى «رفع دعوى جريمة حرب في التعرض للمدنيين والمؤسسات الصحية والإسعافية والدفاع المدني أمام المحاكم الدولية ولجنة حقوق الإنسان»، إذ إن «عدم مساءلة إسرائيل عن أفعالها هو بمثابة منحها الضوء الأخضر لرفع الحماية عن القطاع الصحي عالمياً وإنهاء شرعة حقوق الإنسان وإقامة شريعة الغاب».

لكن، يبدو حتى الآن أن لا أحد يريد ردع إسرائيل أو مساعدة لبنان، بدليل «الحصار الذي تتعرض له البلاد». فحتى اللحظة الراهنة «ما نحتاج إليه يفوق بكثير ما يأتينا عبر المساعدات». وما يزيد الطين بلّة هو العجز الاقتصادي اليوم المعطوف على واقعٍ سياسي، إذ «لا رئيس جمهورية ولا حكومة أصيلة وإنما حكومة تصريف أعمال»، وما بينهما من حرب مستمرّة منذ عامٍ تقريباً ونزوح مليون و200 ألف مواطن دفعة واحدة نحو أماكن محدودة مع استهداف العدو غالبية المناطق. وهذه تجربة تختلف في العمق عما كانت عليه الحرب في عام 2006 سواء في المدة الزمنية أو في مبدأ المناطق الآمنة أو في «لهفة» العالم لمساعدة لبنان، لافتاً إلى انحسار المساعدات والتقديمات بـ15% فقط من الاحتياجات!

استهداف الإعلام في حاصبيا وشهداء من «الميادين» و«المنار»: «إسرائيل » لا تريد شهوداً على إجرامها

لم تمر ساعات على تهديد الناطق باسم «الجيش» الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مجموعة من الصحافيين في غزة، وقصف مكتب قناة «الميادين» في منطقة الجناح في بيروت، حتى استهدف فجر أول من أمس مجموعة من الصحافيين اللبنانيين في منطقة حاصبيا

«أصوّر نفسي لأنّ المصوّر الذي رافقني لأشهر استشهد». بهذه العبارة رثى مراسل قناة «المنار» علي شعيب زميله المصور وسام قاسم الذي استشهد فجر أول من أمس على إثر غارة شنها العدو الإسرائيلي على مقرّ عمل الصحافيين في حاصبيا (جنوب لبنان). لم يكن قاسم الشهيد الوحيد في تلك الغارة التي استهدفت مجموعة من الصحافيين الذين كانوا ينامون في مقرّ إقامتهم، بل استشهد أيضاً المصور في قناة «الميادين» غسان نجار ومهندس البث محمد رضا، إلى جانب وقوع إصابات بين الصحافيين نُقلوا إلى أحد مستشفيات حاصبيا لتلقي العلاج، من بينهم المصوّرون في قناة «الجديد» إيلي أبو عسلي وقناة «الجزيرة» علي مرتضى، والتلفزيون التركي حسن حطيط وزكريا فاضل.

التقط علي شعيب كاميرا هاتفه الخلوي، ونقل واقع الدمار الذي حلّ بمقر إقامة الصحافيين الذين يبلغ عددهم قرابة الـ 17 يعملون في سبع مؤسسات إعلامية. وقال في فيديو مؤثر: «رافقني المصوّر وسام قاسم طوال الحرب ليل نهار، وأصبح الآن شهيداً. أفتقد المصوّرين محمد رضا وغسان نجار. في هذا المكان، كنّا نسكن. نغادر صباحاً إلى خطوط الجبهة ونعود مساءً. هنا لا يوجد سلاح ولا أي مظاهر عسكرية أو أشخاص لهم علاقة بالعسكر. إنّ سلاحنا هو الكاميرا والصورة والرسالة. إنّه السلاح الذي بات يرعب العدو الإسرائيلي كما تعرّيه صواريخ المقاومين. هذه جريمة بحق الإنسانية. كنا ننقل الحدث ومعاناة الضحايا، وأصبحنا نحن الحدث ونحن الضحايا».

يعدّ شعيب أحد أقدم الصحافيين الذين يغطون الحروب في لبنان، رافق صوته ورسائله المقاومين على مدار ثلاثين عاماً، ونقل انتصارات في الجنوب بكل شجاعة. من جانبه، يقف مراسل قناة «الجديد» في الجنوب محمد فرحات ووجهه مسودّ بسبب الدخان الذي تصاعد في موقع الغارة التي استهدفت الصحافيين في حاصبيا. خرج الصحافي من دون سترته الواقية في رسالة مباشرة قائلاً «لم نعد بحاجة لا إلى أن نرتدي الزي الصحافي ولا حتى الخوذة لأنها فقط شعارات لا يرضخ لها الإسرائيلي ولا يحترمها». وعرف فرحات برسائله التي دحضت السردية الإسرائيلية التي كانت تروّج لنجاحها في العملية البرية، ونقل عمليات المقاومين بكل ثقة.

أما مراسل «التلفزيون العربي» القطري رامز القاضي، فقد خرج في رسالة معرباً عن ألمه جراء ما أصاب زملاءه، وقائلاً «جاؤوا صحافيين ورحلوا شهداء. عند الساعة الثالثة والثلث فجر أمس، استهدف العدو بشكل مباشر الصحافيين وهم نائمون. بعد إخلاء منطقة مرجعيون حيث اشتد القصف هناك وتحديداً منطقة إبل السقي، قدمنا إلى حاصبيا وتشاركنا إياهم في تغطية الحرب الإسرائيلية». وأطلت مراسلة قناة «الميادين» فاطمة فتوني برسالة، كاشفةً فيها عما تبقى من أغراضها، «هذا ما تبقّى لي من درعي وخوذتي وميكروفوني… هذه هي أهداف العدو».

لم يكن استهداف إسرائيل للصحافيين الأول في تاريخها الإجرامي، بل قتلت أواخر العام الماضي مصور وكالة «رويترز» عصام عبدالله أثناء تواجده مع مجموعة من زملائه في منطقة علما الشعب. ولا تزال قضية عصام عالقة في أدراج الشبكة العالمية التي تتباهى بحرية الرأي. رغم وجود الأدلة والبراهين على استهداف العدو مباشرة لسيارة عصام إلى جانب زملائه، لكن «رويترز» لم تنصف عصام. كما استشهدت أواخر العام الماضي، فرح عمر مراسلة «الميادين» وزميلها المصور ربيع معماري في غارة إسرائيلية استهدفتهما في بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان. وفي بداية العدوان الحالي، استشهد مصوّر قناة «المنار» كامل كركي في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة القنطرة في جنوب لبنان.

في السياق نفسه، أدان مجلس «نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع»، في بيان له استهداف الصحافيين قائلاً «الصمت العالمي المدوّي على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة على البشر والحجر من دون رادع أو آذان صاغية، والتي أتى في سياقها الاعتداء الذي تعرض له الصحافيون في حاصبيا، انتهاك واضح لا لبس فيه للقوانين والأعراف الدولية، في ظل سبات وصمت يعتري دولاً ومؤسسات حقوقية ومجتمعاً مدنياً لطالما ادعت أنّها واحات للدفاع عن الحقوق والحريات».

باختصار، وصفت الباحثة في العلاقات الدولية ليلى نقولا استهداف الصحافيين على إكس بأنه «جريمة حرب كاملة الأركان»، في دلالة واضحة على مدى التهاون الصهيوني بكل الدساتير والقوانين الدولية، فيما وقف العالم صامتاً أمام استشهاد أكثر من 170 صحافياً في غزة، من دون أن يرف له جفن. وحالياً بدأ العدو باستهداف الصحافيين اللبنانيين بعد فشله في العملية البرية في محاولة لإطفاء كاميراتهم ومنع كشف حقائق عمليات المقاومين في جنوب لبنان. يأتي الاستهداف وسط صمت الجمعيات العربية والعالمية التي تنادي بحرية الإعلام وتواطؤ بعض الإعلام اللبناني والعربي الذي نصّب أفيخاي ادرعي، رئيس تحرير، يوزّع عليه المهمات من حسابه على منصة إكس!

جيش العدو: بلغنا الذروة وبعدها الانحدار

بغضّ النظر كم من الوقت سيمر قبل أن يتراجع العدو ومعه واشنطن عن السقوف المرتفعة إزاء مستقبل المشهد اللبناني ببعديه الأمني والسياسي، فإن حزب الله وجيش العدو معنيان بأن يبدوَا ويكونا فعلاً مستعدَين لخوض معركة طويلة الأمد لتحقيق أهدافهما. وهذا جزء أساسي من أدوات المعركة، لأنه في اللحظة التي يُقدِّر فيها أحدهما بأن الآخر أصبح ناضجاً لوقف المعركة خلال فترة زمنية مُحدَّدة، سيشكل ذلك حافزاً قوياً لمزيد من الصبر والرهان على فعالية مواصلة الضغوط.

يعود ذلك إلى أن إرادة الصمود والتصميم على مواصلة المواجهة يشكلان عاملين رئيسييْن في بلورة نتائجهما، ويحضران كعامل مرجّح من خلال التأثير على التقديرات التي تتناول مستقبل المعركة والقرار الواجب اتخاذه في هذا الاتجاه أو ذاك. يفرض ذلك، أيضاً، إبداء كثير من الحذر حيال التحليلات التي تؤكد أن المعركة طويلة جداً وتحاول أن تقدّمها كما لو أن لا أفق، لأنها جزء من الحرب النفسية التي تستهدف التأثير في مواقف بيئة المقاومة.

والأمر نفسه ينسحب على مواقف قادة العدو الذين يحاولون أيضاً التأثير على قيادة المقاومة وجمهورها عندما يُظهرون تصميماً على مواصلة المعركة حتى تحقيق الأهداف.

وكمثال على هذا المفهوم، فقد بقي قادة العدو خلال حرب 2006، يصرون على شروطهم ومطالبهم إلى ما قبل عدة أيام فقط من وقف الحرب، في وقت كانت النقاشات والخلافات تعصف بالمؤسستين الأمنية والسياسية حول وقف الحرب منذ نهاية الأسبوع الأول، كما كشف العديد من الوثائق والكتب الإسرائيلية لاحقاً. لكن إخراج هذه الاختلافات إلى العلن كان بمثابة فعل خياني، لما يشكله من تقويض لمناعة المجتمع الإسرائيلي وقدرته على الصمود.

جاء موقف قائد جيش العدو هرتسي هليفي، أول من أمس، بأنه أصبح بالإمكان وقف الحرب على جبهة لبنان، بعد ضرب السلسلة القيادية العليا لحزب الله، ليعكس مروحة من المؤشرات والرسائل.

قدَّم الجيش من خلال هذا الموقف «سلسلة صور نصر تمهّد الأرضية لاستراتيجية خروج من الحرب»، كما لفت إلى ذلك المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، لافتاً إلى أنه «بالنسبة إلى هيئة أركان الجيش، من المشكوك فيه التوصل إلى موقف تفوّق أكثر وضوحاً في الحرب» مما هو عليه الآن. وأضاف: «ربما من هنا يمكن فقط أن نهبط».

لكنّ لهذا التقدير وجهاً آخر، هو أنه في حال لم يؤدّ هذا المستوى من الضربات إلى إخضاع حزب الله وتفكيك الترابط بين عديده وبعثرة جهوده، وإلى تطويع إرادته السياسية، فإنه يعني أن على إسرائيل أن تدرك أن الأسوأ لا يزال أمامها، وهو ما بدأنا نلمس معالمه بفعل تحولات الميدان في البر والعمق الإسرائيلييْن رداً على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في العمق اللبناني.

من المسلَّم به أن موقف رئيس الأركان يرتكز على تقدير وضع أجراه الجيش في ضوء متغيّرات الميدان

من المسلَّم به أن موقف رئيس الأركان يرتكز على تقدير وضع أجراه الجيش لواقع الحرب ومستقبلها في ضوء المتغيّرات التي يشهدها الميدان، وأيضاً ربطاً بـ«بنك الأهداف النوعي» الذي من الواضح أنه استُنفد عموماً. وخلص هذا التقدير إلى أن الحد الاقصى الممكن أن يحققه الجيش هو ما تحقّق، وبالتالي على القيادة الإسرائيلية العمل على محاولة تحويله إلى إنجاز سياسي. في المقابل، فإن استمرار الحرب يعني المراوحة على مستوى الإنجازات الجدية التي يمكن الرهان عليها في تغيير معادلة الحرب، بعدما نجح حزب الله في احتواء مفاعيل الصدمات المتتالية التي تعرّض لها.

اللافت ان موقف رئيس الأركان جاء بصورة علنية، وقد يؤشر على وجود تباين مع المستوى السياسي. ويمكن التقدير أن هليفي يحاول التنصل من المسؤولية إزاء ما يتوقعه من نتائج قاسية لاستمرار الحرب، ويريد بذلك رمي المسؤولية في أحضان السياسيين. لكن لا يعني موقف رئيس الأركان أن الحرب ستتوقف غداً، لأن القرار النهائي هو لدى الحكومة ونتنياهو الذي لا يزال مصراً على استمرارها. لكنه موقف يدل على أن مفاعيل الميدان بدأت تترك أثرها في تقديرات وتوصيات الجيش، وهو شرط رئيسي لقرار وقف الحرب لاحقاً، إذ من الصعب على المستوى السياسي في أي وقت وقف الحرب في حال كان الجيش يعارض ذلك. مع الإشارة إلى أن أهم مؤشرات فعالية المقاومة، يبرز في ارتفاع مستوى تأثير عملها الميداني على المستويات الأمنية والسياسية في صفوف من تقاتلهم. وفي هذه الحالة تتوفر الأرضية لمسار تراكمي يؤسس لتحولات، لكن يجب مراقبة تفاعلها مع متغيّرات مرتقبة، من ضمنها المسار الإيراني – الإسرائيلي. على ان الاهم، هو أن الاستعداد الفعلي لمعركة طويلة يلعب دورا في تقصير مدتها، ما يجعل محور اهتمامنا هو نتائج الحرب أولاً كونها سترسم مستقبل لبنان والمنطقة لسنوات، وربما لعقود.

اللواء:

جريدة اللواء«يوم أسود» للجيش الإسرائيلي.. والاحتلال يمهّد لإنهاء العملية البرية

ميقاتي يطالب بلينكن بالتزام إسرائيل بوقف العنف.. وهوكشتاين: يمكن إنهاء الحرب بالقرار 1701

يمكن القول أن يوم امس كان يوم أسود على صعيد الميدان بين اسرائيل وحزب لله، مع الخسائر الموصوفة لجنود الاحتلال ما لا يقل عن 21 جندياً خلال 24 ساعة، وعدد من دبابات الميركافا لا يقل عن 6 أو 7 دبابات، فضلاً عن المصابين بالجروح، أو القتلى على طول المستعمرات الحدودية المستهدفة وصولاً الى صفد وحيفا وعكا.

الأمر، الذي دفع مسؤول في جيش الاحتلال ليبلغ صحيفة «واشنطن بوست» أن: «حزب لله خصم هائل، ومقاتلو الحزب أصبحوا أفضل تدريباً وأكثر خبرة ومسلحين بأسلحة أكثر تقدماً مما كانوا عليه في عام 2006» .

تأتي هذه التطورات على مستوى الخسائر لدى العدو، او ما وصفه يوآف غالانت (وزير الحربية) من أنه يوم صعب على اسرائيل، بعد ليلة هوجاء، وقاسية لجهة خسائر القصف الجوي ليل امس على احياء في الضاحية وقرى ومدن الجنوب والبقاع وصولاً الى قطع أواصر التواصل بين لبنان وسوريا.

وبعد «يوم أسود» من الخسائر والضربات البرية والجوية، نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤولين كبار أن العملية البرية في مراحلها النهائية.

وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» عند تسارع وتيرة الاتصالات الهادفة إلى وقف إطلاق النار والتي تتم على مستوى رئاسة الحكومة وتلك بين أفرقاء في الخارج ورأت انها لا تزال تدور في فلك تطبيق القرار ١٧٠١ ونشر الجيش ولم يدخل أي معطى جديد من شأنه الإشارة إلى أن هذه الاتصالات قد تخرج بنتائج مرضية.

واعتبرت المصادر أن هذه الاتصالات تستكمل على وقع النار، وقد تكون الأيام المقبلة مفصلية لجهة السيناريو المقبل وكيف ترسو الأعمال العسكرية، معتبرة أن التعويل لا يزال قائما على خرق ما وإن كان ضئيلا.

والتقى الرئيس نجيب ميقاتي وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في لندن، وجرى البحث في مجريات الحرب، والجهود المبذولة لإنهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان.

وفيما طالب ميقاتي واشنطن بالتزام اسرائيل بقبول وقف النار، اشار بلينكن الى ان واشنطن ما زالت تسعى لوقف النار، مشددا على دور الجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1701.

وفي خلال الاجتماع، قال رئيس الحكومة: «نحن نصرّ على أولوية وقف اطلاق النار وردع العدوان الإسرائيلي خصوصا وان هناك أكثر من مليون وأربعمائة ألف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرض للاعتداءات. كما تنتهك إسرائيل القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي».

واعرب رئيس الوزراء الايرلند سيمون هاريس عن تضامن ايرلندا مع لبنان ولا سيما في هذه المرحلة، مشدداً على ان بلاده طالبت عبر المنظمات الدولية والاتحاد الاوروبي المنضوية فيها بالضغط لوقف اطلاق النار في لبنان، وطالبت كل الاطراف بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.
كما اننا ندين بشدة الاعتداءات الاسرائيلية على قوات اليونيفيل».

وقال: ان دائرة العنف في الشرق الاوسط بلغت مستويات غير مقبولة وعلى المجتمع الدولي بذل جهود اصافية ونوعية لوقف دائرة العنف.

واعلن الوسيط الأميركي آموس هوكشتين ان الحرب يمكن انهاؤها بين اسرائيل ولبنان، وفقا للقرار 1701.

وشدد هوكشتين على السماح للجيش اللبناني بالانتشار فعلياً في الجنوب والقيام بوظيفته.

وأشار الى ان اسرائيل وحزب لله يتبادلان الاتهامات بعد الالتزام بالقرار الدولي، فيما الحقيقة ان عدم الالتزام يقع على عاتق الطرفين.

بري يشكر

وشكر الرئيس نبيه بري للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على دوره في تنظيم المؤتمر الدولي، وما خصصه لدعم لبنان وشعبه في مواجهة الحرب العدوانية الاسرائيلي.

وأضاف الرئيس بري: إن ما أفضى اليه المؤتمر من نتائج على مستوى الدعم المالي لإغاثة النازحين، وتمكين ودعم الجيش اللبناني من أجل القيام بدوره في حفظ الأمن وصون السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني لا سيما في منطقة جنوب الليطاني الى جانب قوات اليونيفل إنفاذا وتنفيذا للقرار الأممي 1701، يرسخ لدينا القناعة أن لبنان ليس وحده في مواجهة الخطر الوجودي الذي يتهدده.

مالياً، أفاد مصدر مصرفي ان من قطاع المال بأنه تم إدراج لبنان على القائمة الرمادية للدول الخاضعة لتدقيق خاص من جانب مجموعة العمل المالي (فاتف) المعنية بمكافحة الجرائم المالية.ولم يكن لدى متحدث باسم مصرف لبنان المركزي تعليق فوري.

وقال الرئيس ميقاتي في بيان «إن إدراج لبنان على القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي «فاتف» خطوة كانت متوقعة بالنظر الى الظروف المعروفة التي اعاقت اقرار التشريعات والاصلاحات المالية المطلوبة، رغم ذلك أحرز لبنان تقدمًا في العديد من الإجراءات الموصى بها في تقرير التقييم المتبادل وطبق تدابير على قطاعه المالي، عبر إصدار التعاميم المطلوبة للبنوك والمؤسسات المالية ، الأمر الذي يعني ان علاقات لبنان مع المصارف المراسلة لن تتأثر نتيجة هذا التصنيف».

وقال «ان لبنان سيواصل التعاون مع مجموعة العمل المالي ، علما ان هذا الاجراء المتخذ جرى تطبيقه سابقا ولا يزال على العديد من الدول العربية والاجنبية البارزة ، وستتم متابعته وفق الانظمة والاجراءات المعروفة للعودة عنه».

استهداف الإعلام مجدداً

وعلى أرض الاستهدافات، دفع الاعلام اللبناني مرة أخرى ثمناً لأداء مهمته، وفي محاولة لاسكات صوته والصوة الصحيح عن أرض الواقع الميداني، لتوثيق جرائم الاسرائيلية ضد الجنوب وأهله، قصفت الطائرات الاسرائيلية فجر امس مقر مبنى الاعلاميين في فندق في حاصبيا، فسقط مصور قناة المنار وسام قاسم ومصور قناة الميادين غسان نجار ومهندس البث محمد رضا شهداء مضرجين بدمائهم.

توثيق جريمة استهداف الصحافيين

على صعيد آخر، أدان الرئيس ميقاتي خلال جولته «العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف الصحافيين والمراسلين في حاصبيا»، ورأى انه «يشكّل فصلا من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي من دون رادع أو صوت دولي يوقف ما يجري».

وقال «كما ان هذا العدوان المتعمّد هدفه بالتأكيد ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير».

أضاف: «لقد أعطيت توجيهاتي الى وزارة الخارجية والمغتربين لضم هذا الجريمة الجديدة الى سلسلة الملفات الموثقة بالجرائم الإسرائيلية التي سترفع التي المراجع الدولية المختصة، لعل الضمير العالمي يوقف ما يحصل. رحم لله الشهداء الصحافيين والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين».
واليوم، يعقد وزير الاعلام زياد مكاري مؤتمراً صحفياً.

وأحصت لجنة الطوارئ 41 شهيداً و133 جريحاً من جراء القصف الاسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية في ذكر وزير الصحة فراس أبيض أن أكثر من 55 اعتداء وقعت على المستشفيات بما فيها 36 اصيبت مباشرة، مما ادى الى اقفال 8 منها قسرياً.

كما سقط 151 شهيداً من الاعتداءات الـ200 على مختلف الجمعيات الاسعافية، وان عدد شهداء القطاع الصحي بلغ 65 شهيداً و272 جريحاً.
وفي سياق الاعتداءات على اليونيفيل اعلنت اليونيفيل ان «جنودنا في الضهيرة انسحبوا من مواقعهم بعد اطلاق نار اسرائيلي الثلثاء الماضي».

الميدان: مواجهات وقتلى للعدو

كبد مقاتلو النخبة في المقاومة جنود الاحتلال الاسرئيلي خسائر فادحة خلال اليومين الماضيين خلال الاشتباكات في محاور الجنوب،وقد تحدثت وسائل اعلام العدو عن مقتل 8 جنود وسقوط عشرات الجرحى ليل امس الاول وفجر امس في مواجهات من مسافة الصفر، بينما اعلن وزير الحرب يوآف غالانت بعد إعلان مقتل 10 جنود إسرائيليين وقال: أنه يوم صعب على شعب «إسرائيل».

جرت المواجهات خصوصا في بلدة عيتا الشعب، التي تحولت الى مصيدة قاتلة لعشرات الضباط والجنود الذين وقعوا في كمين معقد في منطقة كانت تصنف بالامنة فسقط منهم نحو 30 جريحا وقتل 5 آخرين، فيما دمرت بالامس 4 دبابات ميركافا شوهدت تحترق بمن فيها، وقد شهدت سماء فلسطين المحتلة تحليقا مكثفا للمروحيات التي تولت نقل القتلى والجرحى الى المستشفيات.

وكشفت اذاعة جيش العدو الإسرائيلي: انه في الساعة 22:00 من يوم الخميس، أطلق عناصر حزب لله وابلاً من الصواريخ باتجاه تجمّع للجيش الإسرائيلي داخل قرية في القطاع الشرقي جنوب لبنان، وسقط أحد الصواريخ بالقرب من مبنى حيث كانت تتواجد قوة من الكتيبة 89 وكان داخل المبنى مقاتلون من الكتيبة 89 أيضاً، بالإضافة إلى مقاتلين من قافلة لوجستية كانت على وشك مغادرة المكان بعد تجديد إمداد القوة لمواصلة القتال. و بين القتلى نائب قائد الكتيبة 89.

واستهدفت المقاومة الاسلامية قوة اسرائيلية مؤلفة من 12 جندياً، على اطراف بلدة عديسة بصاروخ موجه اوقع فيها اصابات. وبعد 20 دقيقة تدخلت آلية عسكرية من نوع هامير في داخلها 4 جنود لمساندة القوة الاولى فاستهدفت بصاروخ موجه.

وفي الساعة الثامنة مساء، كان حزب لله نفذ 47 عملية آخرها قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية قرب حيفا بصواريخ نوعية.
وأدى قصف شوميرا الىقتل 6 جنود.

انذار.. فغارات

وليلاً، وجه الناطق الاسرائيلي انذاراً جديداً بالقصف المناطق برج البراجنة وحارة حريك.
وبعد دقائق، بدأت الغارات على الضاحية الجنوبية وسجلت 3 غارات.

البناء:

صحيفة البناءهوكشتاين إلى تل أبيب الأحد ثم بيروت على إيقاع حرب كاملة تجري على الحدود

غارات الاحتلال لتدمير الضاحية وتهجير البقاع… وفي الجنوب

الصحافيون شهداء ملاحم المقاومة تستنزف جيش الاحتلال: 100 قتيل و1000 جريح و50 آلية

كتب المحرر السياسي

بعدما أنهى زيارته إلى تل أبيب دون إعلان عن نتائج وعن نيات العودة إلى بيروت، أعلن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين عودته إلى تل أبيب مجدداً غداً الأحد، ثم إلى بيروت، بعدما كان نتنياهو أعلن عن مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف. بعد لقاء هوكشتاين وتبلّغه رفض لبنان للبحث بأي تعديل للقرار 1701 وأولوية وقف النار عند بيروت على أيّ بحث، وعودة هوكشتاين إلى بيروت من بوابة تل أبيب يعني ثمة جديد في تل أبيب، سوف يطلع عليه هوكشتاين ويناقشه ويحمل جديداً يستحق العودة إلى بيروت التي لم يطرأ ما يدفعها لتعديل مواقفها. وعبرت مواقف هوكشتاين التي ساوت للمرة الأولى بين لبنان والكيان في عدم تنفيذ القرار 1701، عن وجود تراجع في الموقف الإسرائيلي يسمح بمواقف أميركية تنفتح على الطلبات اللبنانية، من موقع التمسك الأميركي بالحفاظ على المصالح الإسرائيلية أولاً. ولعل الجديد الإسرائيلي هو ما بدأت تشير إليه مواقف وزير الحرب ورئيس الأركان في الكيان عن إنهاء العملية البرية ووقف الحرب، تحت تأثير الفشل غير القابل للتمويه للحرب في إخضاع المقاومة أو إضعافها، رغم كل الضربات القاسية التي وجّهت إليها، حيث لا تفيد في تظهير صورة القوة الإسرائيلية الغارات المكثفة على الضاحية الجنوبية بنية تدميرها أو على البقاع بهدف تهجيره، وفي الجنوب حيث القتل يستهدف الصحافيين فاستشهد منهم زميلان من قناة الميادين وزميل من قناة المنار، لأن ميدان الحضور الحاسم هو الجبهة الأماميّة وما يجري فيها، حيث الكلمة العليا للمقاومة، كما تقول جبهات القتال.

العملية البرية التي بدأت مطلع الشهر الحالي تستمرّ في يومها السادس والعشرين بضراوة استثنائيّة، حيث تسجل المقاومة سيطرة محسومة على الميدان، وتحتفظ باليد العليا، وقد تمكّنت خلال أسبوع كامل من احتواء وتدمير هجمات بالعشرات، شارك فيها مئات الجنود والضباط وعشرات الآليات، وقد نجحت المقاومة بفرض إرادتها على جبهة بعرض خمسين كيلومتراً ممتدّة على طول محاور الفرق 36 و91 و98 من مروحين غرباً إلى بلدة الغجر شرقاً، حيث يواجه المقاومون طلائع هذه الفرق التي تضم خمسين ألف جندي وخمسمئة آلية، وقد نجحوا خلال هذه المنازلة الممتدة منذ أول الشهر الجاري بفرض إيقاعهم الناري داخل الحدود اللبنانية وعلى طول الشريط الذي تنتشر فيه هذه الفرق، فكانت الحصيلة أكثر من 100 قتيل و1000 جريح في صفوف جيش الاحتلال، وتدمير أكثر من 50 آلية منها 38 دبابة ميركافا.

فيما واصل العدو الإسرائيلي مسلسل مجازره في الجنوب والبقاع وتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت، سجلت المقاومة مزيداً من العمليات النوعية في الميدان واستهداف المواقع العسكرية والمستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ملحقة خسائر بشرية ومادية فادحة، مسجلة مجزرة في الدبابات الإسرائيلية في أكثر من محور مواجهة، حيث كانت الضربة الأقسى في الجليل إذ أعلنت إذاعة جيش الاحتلال «إصابة 20 شخصاً حالة 3 منهم خطيرة قرب مجد الكروم في الجليل إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان».

ونشر الإعلام الحربي في الحزب عدة مشاهد لعمليات شملت استهداف دبابة ميركافا في مستوطنة زرعيت، شركة تاعس شمال تل أبيب، مستوطنتَي كرمئيل ونهاريا وقاعدة الكرمل التابعة للجيش الإسرائيلي جنوب مدينة حيفا المحتلة بصواريخ «نصر 2»، ما دفع بالإعلام الإسرائيلي للتصريح العلني «بأننا ندفع ثمناً باهظاً في هذه الحرب»، مع بلوغ عدد بيانات حزب الله حول عملياته إلى 48، حتى منتصف ليل أمس.

ونقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مسؤولين كبار، إنهم «يتوقعون إنهاء المناورة البرية في جنوب لبنان خلال أسبوع أو أسبوعين». وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن أن «الرشقة الصاروخية من لبنان باتجاه الجليل الغربي سببت أضراراً في شبكة الكهرباء». وأفادت إذاعة جيش العدو، عن «إصابة 6 جنود إسرائيليين جراء سقوط صاروخ في منطقة شوميرا بالجليل الغربي».
ومساء أمس، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، عن «إصابة 6 جنود إسرائيليين جراء سقوط صاروخ في منطقة شوميرا بالجليل الغربي».

وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات، قصف دبابة ميركافا قرب موقع مسكفعام بصاروخ موجّه ما أدّى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، وأعلن الإعلام الحربي في الحزب أن مجاهدي المقاومة شَنّوا هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ومخازن طوارئ فرقتي 36 و210) شرق مدينة صفد وأصابت أهدافها بِدقة». كما أعلن استهداف دبابة ميركافا على طريق مركبا -عديسة بصاروخ موجّه، ما أدّى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، وإجبار قوة صهيونية مرافقة لها على الانسحاب إلى موقع العبّاد».

ووصف خبراء عسكريون عمليات المقاومة خلال الأيام القليلة الماضية بالإنجازات الكبيرة التي تؤكد استعادة حزب الله زمام المبادرة في الميدان والتحكم بمسار المواجهات، بعدما تمكّن الحزب من استدراج القوات الإسرائيلية للدخول إلى القرى والبلدات ونصب الكمائن لها لكي تتمكّن من إلحاق الخسائر بها». ولفت الخبراء لـ»البناء» إلى أن «رفع حزب الله من وتيرة عمليّاته يريد تحقيق مجموعة من الأهداف أولها إحباط الخطط العسكرية البرية وإجهاض الأهداف المعلنة للحرب من خلال رفع فاتورة وكلفة العمليّة البرية والحرب بشكل عام لزرع الإحباط لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية لكي تضغط بدورها على الحكومة الإسرائيلية لإعادة الحسابات والنظر بالاستمرار في الحرب». ووفق الخبراء فإن «الجيش الإسرائيلي لن يتأخر لإعلان صرخته إذا ما استمرّت أخبار الميدان على هذه الوتيرة».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين لبنانيين تأكيدهم أن «حزب الله تعافى من انتكاساته غير المسبوقة بفضل هيكل قياديّ مرن وبمساعدة إيران». كما نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكريّ إسرائيلي قوله إن «حزب الله خصم قويّ في مواجهة جيشنا ومقاتلوه أصبحوا أفضل تدريباً وأكثر خبرة». وأفادت صحيفة «فايننشال تايمز» بأن «المجموعات المدعومة من إيران بما في ذلك حزب الله تتمركز جنوبي سورية مما يخلق جبهة محتملة أخرى للقتال».

وأكدت الصحيفة أن «إسرائيل تعزّز مواقعها الدفاعية في الجولان»، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي حفر خندقاً بطول 7 كيلومترات على الأقل على طول الحدود بين مرتفعات الجولان وجنوب سورية».

في المقابل واصل العدو تنفيذ الغارات العدوانية جنوباً وبقاعاً، وشنّ سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية في حارة حريك وبرج البراجنة، استهدف الطيران الإسرائيليّ مقرّ إقامة الفرق الصحافيّة في فندق في حاصبيا، مما أدى الى استشهاد 3 صحافيين وإصابة عدد آخر. ونعت قناة «الميادين» مهندس البثّ في القناة محمد رضا والمصوّر غسان نجار، كما نعت «المنار» المصور في القناة وسام قاسم. ومن الصحافيين الجرحى زكريا فاضل وحسن حطيط وعلي شعيب.

واعتبر الرئيس ميقاتي «أن العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف الصحافيين والمراسلين في حاصبيا، يشكل فصلاً من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي من دون رادع او صوت دولي يوقف ما يجري. كما أن هذا العدوان المتعمّد هدفه بالتأكيد ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير». وأضاف: «لقد أعطيت توجيهاتي الى وزارة الخارجية والمغتربين لضمّ هذا الجريمة الجديدة الى سلسلة الملفات الموثقة بالجرائم الإسرائيلية التي سترفع الى المراجع الدولية المختصة، لعل الضمير العالمي يوقف ما يحصل. رحم الله الشهداء الصحافيين والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين». كما أشار مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الى ان «الصحافيين مدنيون وفق القانون الإنساني الدولي وتجب حمايتهم في كل النزاعات».

كما أغار طيران الحربي الاسرائيلي فجر أمس، على الحدود اللبنانية السورية – المصنع. ما أدّى إلى تدمير ممر صغير صمد بعد غارات استهدفت المعبر في الأيام الماضية. كما قصف منطقة جوسي من ناحية القاع مستهدفاً أحد الجسور عند الحدود اللبنانية السورية ما أدّى الى قطع الطريق. كما خرج معبر القاع من الخدمة، بعد غارة إسرائيلية في الأراضي السورية، على بعد مئات الأمتار من مكتب الأمن السوري» في المعبر المعروف باسم جوسيه. وقطعت الغارة الطريق أمام حركة السيارات والشاحنات، ليبقى بذلك معبر واحد رئيسيّ بين البلدين قيد الخدمة.
وأعلن وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أن «القصف الإسرائيلي الذي طال الحدود السورية – اللبنانية تسبّب بإغلاق المعبر الثاني الرابط بين البلدين بعد معبر المصنع». وأكد في تصريح أننا «لم نصل بعد إلى مرحلة الحصار»، مشيراً إلى أن «استهداف المعابر البرية، مثل معبر القاع، كما حصل لمعبر المصنع، يعمّق الأزمة الحالية».

وأشارت الأمم المتحدة، إلى أن «استهداف «إسرائيل» للحدود بين لبنان وسورية يهدّد شريان حياة رئيسياً».
في المواقف الدوليّة، أشار المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، «أنني أعتقد أنه يمكن إنهاء الحرب بين «إسرائيل» ولبنان وفق القرار 1701». ولفت إلى أن «»إسرائيل» وحزب الله يتبادلان الاتهامات بعدم الالتزام بالقرار 1701 والحقيقة أنّهما لم يلتزما به».

وأضاف هوكشتاين «يجب السماح للقوات المسلحة اللبنانية بالانتشار فعلياً في جنوب لبنان والقيام بوظيفتها».
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن «هناك ضرورة ملحّة للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان»، مشدداً على وجوب تطبيق القرار 1701 بشكل كامل. وخلال لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لفت بلينكن إلى أن «واشنطن ما زالت تسعى للحل الديبلوماسي لوقف فوري لإطلاق النار والتزام كل الاطراف بالقرارات الدولية التي تضمن الاستقرار في المنطقة». وأعرب «عن دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية لا سيما الجيش والقوى الأمنيّة».

وبعد مشاركته في «المؤتمر الدولي لدعم لبنان» في باريس حطّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في لندن أمس، واجتمع مع وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن. وخلال الاجتماع، قال رئيس الحكومة: «نحن نصرّ على أولويّة وقف إطلاق النار وردع العدوان الإسرائيلي خصوصاً أن هناك أكثر من مليون واربعمئة ألف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرض للاعتداءات. كما تنتهك «إسرائيل» القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي». كما شدّد على «التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 كما هو، من دون تعديل». وقال: «المطلوب أولاً التزام حقيقي من «إسرائيل» بوقف إطلاق النار، لأن التجربة السابقة في ما يتعلق بالنداء الأميركي – الفرنسي المدعوم عربياً ودولياً، لوقف إطلاق النار أثّرت على صدقية الجميع».

بدوره، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن المجتمع الدولي يجب أن يسرّع جهوده لإيجاد حل سياسي في لبنان، حيث تتواجه «إسرائيل» مع حزب الله، لتجنب أن يحتدم النزاع «بشكل معمّم». وشدد بوريل في بيان: «نحن في سباق مع الزمن بين إمكان إطلاق مسار سياسي في لبنان واحتدام للوضع بشكل معمّم لا تُحصى تداعياته». واعتبر أن «استعادة سيادة لبنان تقتضي نشر الجيش في الجنوب»، مشيراً إلى أن «إيران و»حزب الله» مسؤولان عن عدم تنفيذ القرار 1701».

في سياق ذلك، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشكر والتقدير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفرنسا حكومة وشعباً على تنظيم المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته مالياً وسياسياً وإنسانياً، وأشار في بيان إلى «أن ما أفضى إليه المؤتمر من نتائج على مستوى الدعم المالي لإغاثه النازحين وتمكين ودعم الجيش اللبناني من أجل القيام بدوره في حفظ الأمن وصون السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني لا سيما في منطقة جنوب الليطاني الى جانب قوات اليونيفل إنفاذاً وتنفيذاً للقرار الأممي 1701 يرسّخ لدينا القناعة أن لبنان ليس وحده في مواجهة الخطر الوجودي الذي يتهدّده، إننا نتطلع بالقدر نفسه من الأمل وعلى وجه السرعة بأن يلاقي المجتمع الدولي ما أفضى اليه المؤتمر من نتائج وتوصيات لكي يبادر الى وقفة إنسانية تاريخية جادة، لقد آن الأوان لإنقاذ الإنسان وإنقاذ لبنان من العدوان».

واستقبل بري في عين التينة المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا محمد رضا شيباني، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على لبنان والتداعيات الناجمة عنه على مختلف المستويات.

المصدر: صحف

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق