انطلق منذ قليل، ماستر كلاس بعنوان: "الممثل المحترف بين السينما والمسرح" والذي قدمه الفنان أحمد وفيق، بالقاعة الرئيسية بإحدى فنادق شرم الشيخ، والذي أدارها الكاتب والناقد جمال عبدالناصر، وذلك ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي، التي تستمر حتى 20 نوفمبر الجاري.
قال الفنان أحمد وفيق، إن بيئة العمل في المسرح تختلف كثيرا عن السينما والتلفويزن، لأن الممثل يتحمل نتيجة خطأه على خشبة المسرح على عكس السينما، فالسينما والتليفزيون أنقذت جيل كبير من الممثلين على عكس المسرح.
وتابع: أن هناك جيل من زملائي الفنانين القلائل الذين جمعوا في العمل بين المسرح والسينما أمثال فتحي عبدالوهاب، منى زكي، ياسر جلال وغيرهم، فهم لديهم القدرة على التحول من المسرح إلى السينما، مؤكدا أن هناك الكثير من الممثلين أيضا لا يجيدون العمل المسرحي تماما.
وأضاف وفيق، أن الممثل المحترف يجب أن يكون قادرا على التكيف مع كل من السينما والمسرح، حيث يتطلب كل منهما مجموعة متنوعة من المهارات والأدوات التعبيرية والتقنيات التي تجعله قادرا على النجاح في كلا المجالين.
وأشار وفيق إلى الاختلافات الجوهرية بين السينما والمسرح، ففي السينما العمل هو نتيجة مئات القطات التي يتم تجميعها لتقديم الأداء المثالي، بينما في المسرح يقدم الممثل الأداء كاملا في وقت واحد أمام الجمهور، أما في المسرح يكون الممثل متصلا بالجمهور بشكل مباشر مما يعزز تفاعلهم مع الأحداث بشكل حي وفوري.
وأكد وفيق، أن المسرح يتسم بالأداء المباشر، حيث تكون التفاعلات بين الممثلين والجمهور آنية، لا يوجد قطع أو مونتاج، وبالتالي يتعين على الممثل الحفاظ على تركيزه وأدائه بشكل مستمر، أما على مستوى الارتجال والمرونة قد يتطلب المسرح من الممثل التعامل مع تغييرات غير متوقعة أو اللحظات الارتجالية، وهو ما يمنحه مرونة أكبر في الأداء مقارنة بالسينما، بينما في الأداء المبالغ على خشبة المسرح، يتطلب الأداء أن يكون أكثر وضوحا وارتفاعا، خاصة أن الجمهور يكون بعيدا، فعادة ما يكون الصوت والحركة أكبر وأوضح ليتماشى مع مساحة المسرح.
وأوضح وفيق، أن الأداء في السينما تكون الكاميرا قريبة جدا من الممثل، مما يسمح له بنقل مشاعره وتعبيراته بأدق التفاصيل، لذلك يعتمد الأداء على الملامح الدقيقة، مثل تعابير الوجه واللغة الجسدية الصغيرة. أما من حيث التكرار والتحرير، فيمكن للممثل أن يعيد اللقطات عدة مرات، مما يسمح له بالتحكم بشكل أكبر في أدائه، كما أن المونتاج يسهم في تحسين الأداء عبر الاختيار بين لقطات متعددة، مؤكدا أن السينما تتيح للممثل إبراز جوانب شخصيته وأسلوبه الفريد بشكل أكبر من خلال التركيز على تفاصيل دقيقة.
كما تحدث الفنان أحمد وفيق، عن إجادته لتقديم شخصية المدمن المختلفة في مسلسل "تحت السيطرة" والذي قدمته بطريقة مختلفة عن كثيرين من الممثلين، مؤكدا أن المعطيات والمعلومات التي توفرت للشخصية أكثر من ما تم توفيره للفنان الراحل الأستاذ أحمد زكي، والسبب الرئيسي في تقديم العمل هو انتشار الإنحراف الأخلاقي بين الشباب متناولي المواد المخدرة، مشيرا إلى أنه يتبع في تقديم أعماله على نظرية الهم وليس الاهتمام، وهذا ما ساعده على نجاح أدواره سواء في السينما والتليفزيون والمسرح.
وأشار وفيق إلى أن الشخصية الذي قدمها في فيلم "بنتين من مصر" تشبه شخصيته في الحقيقة، فكل الأعمال التي قدمتها كانت صادقة وبحب.
يشار إلى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي انطلقت فعالياته الجمعة الماضية 15 نوفمبر الجاري وتستمر حتى 20 من الشهر نفسه، وتحمل دورته التاسعة اسم المخرج الراحل جلال الشرقاوي.
وتدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، ويرأس المهرجان شرفيا سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، ويقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، واللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء وبدعم من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة
0 تعليق