علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر مطلع أن اللجنة الدولية للمحيطات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، المعروفة اختصارا بـ”اليونيسكو”، وجهت استفسارا إلى المشتغلين على برنامج “جاهزية التسونامي” أو “كوست ويف” بالمغرب، بخصوص التأخر الذي عرفه تنزيل هذا المشروع خلال الأشهر الأخيرة.
وبحسب مصدر الجريدة فإن “الاستفسار انصب حول الأسباب التي أخرت إنهاء هذا المشروع، وذلك بعدما كان من المنتظر أن ينتهي قبل أشهر بإعلان عاصمة دكالة ‘مدينة آمنة من مخاطر تسونامي’، على منوال مدينة الإسكندرية المصرية التي تمكنت من طي صفحة هذا المشروع قبل ما يصل إلى ستة أشهر”.
وفقا للمصدر ذاته فإن ما يعيق إنهاء هذا المشروع الذي استفادت منه مدينة الجديدة لوحدها بالمغرب هو تأخر تسلّم صافرتي إنذار sirènes، سبق أن منحتهما منظمة “اليونيسكو” كهبة للمغرب، وأتت بهما من أوروبا؛ حيث مازالتا موضوع مساطر إدارية بمطار محمد الخامس الدولي بالنواصر.
وتقول المعطيات نفسها إن المسؤولين عن هذا المشروع، وفي مقدمتهم جامعة شعيب الدكالي بمدينة الجديدة، مازالوا ينتظرون الإفراج عن الآليتين بعد أشهر من مكوثهما بالمطار سالف الذكر، في وقت تتمسك الشركة المكلفة بخدمات الشحن والتخلص الجمركي بضرورة أداء التكاليف المترتبة على عملية التخزين بالمطار، أو ما يصطلح عليها تقنيا “Frais d’entreposage”.
وعلمت الجريدة في هذا الصدد أن رئيس جامعة شعيب الدكالي سبق أن راسل الشركة ذاتها، موضحا لها أن الأمر يتعلق بمشروع وطني شاركت فيه مجموعة من المؤسسات الوطنية وأشرفت عليه مؤسسات دولية ويسعى إلى تحقيق المنفعة العامة، مسجلا أن أداء التكاليف المطلوبة يستلزم سلك مسار إداري يتطلب مدة زمنية معينة ستؤخر إنهاء المشروع خلال الآجال المتفق عليها مع الشركاء الدوليين؛ مع العلم أن ميزانية الجامعة برسم السنة المالية 2024 لا تسمح بذلك عمليا.
وكان المسؤولون الدوليون التابعون لمنظمة “اليونيسكو” حددوا لشركائهم المغاربة شهر شتنبر الماضي من أجل الانتهاء من المشروع، قبل أن تظهر إشكالية التوصل بصافرتيْ الإنذار اللتين تم منحهما كهدية للمغرب، ليتم تحديد شهر دجنبر كآخر أجل، الذي يقترب كذلك من الانقضاء دون التوصل إلى حل.
وذكر مصدر للجريدة أن عدم التمكن من الالتزام بالمواعيد المحددة من أجل إنهاء هذا المشروع جعل الشركاء في حالة من الترقب مع المسؤولين التابعين لـ”اليونيسكو”، خصوصا بعدما تمكنت مدينة الإسكندرية المصرية (المستفيدة من المشروع بالقارة الإفريقية إلى جانب مدينة الجديدة) من إنهاء المشروع وإعلانها من مسؤولي المنظمة الأممية ذاتها “آمنة من خطر التسونامي”، في إطار برنامج “جاهزية تسونامي” أو “تسونامي ريدي”.
ووفق المعلومات الواردة في هذا الصدد فإن جامعة شعيب الدكالي مازالت تبحث عن طريقة مثلى لأداء الرسوم لفائدة الشركة المكلفة بخدمات الشحن والتخليص الجمركي، في وقت يحتاج الأمر إلى الضوء الأخضر من قبل وزارة المالية، وهو ما قد يطيل انتظار نهاية المشروع.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج “كوست ويف” يندرج في إطار مشروع علمي يتم إنجازه من طرف جامعة شعيب الدكالي والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، تحت إشراف منظمة “اليونيسكو” ممثلة في اللجنة الدولية للمحيطات، ويهدف إلى جعل المدن المفتوحة على السواحل قادرة على مجابهة أخطار التسونامي، بما فيها الإسكندرية والجديدة.
وتظل عملية تركيب صافرتي الإنذار بعاصمة دكالة آخر إجراء قبل إعلانها مدينة آمنة من مخاطر تسونامي، خصوصا بعدما تم تجهيز ميناء الجرف الأصفر بجهاز لقياس مستوى سطح البحر، فضلا عن تثبيت لافتات توجيهية على مستوى نقاط معينة بالمدينة، وهو ما كان فريق العمل ينتظر نجاحه قصد فتح الباب أمام استفادة مدن مغربية جديدة من نسخ جديدة من البرنامج نفسه.
0 تعليق