الاربعاء 18 ديسمبر 2024 | 02:37 مساءً
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن اللغة العربية تمثل ركيزة الهوية القومية ووعاء الحضارة الإنسانية، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد أداة للتعبير، بل هي أساس لفهم الدين وإقامة الشعائر وتدبر القرآن الكريم.
جاء ذلك خلال كلمته في احتفال جامعة الدول العربية بيوم اللغة العربية، الذي شهد حضور نخبة من المفكرين والباحثين والمهتمين باللغة العربية.
اللغة العربية والهوية القومية
أوضح فضيلة المفتي أن اللغة العربية ليست وسيلة للتواصل فقط، بل هي أساس لبناء الوعي الديني والثقافي.
وأشار إلى أن الجهل بها يؤدي إلى الانحراف الديني وضياع القيم والأخلاق، ما يهدد استقرار المجتمعات العربية.
وقال: "اللغة العربية تمثل عنوان الهوية، ومن أضاعها فقد أضاع هويته وانتماءه الوطني".
كما شدد على أهمية الاعتزاز باللغة العربية، مشيرًا إلى أنها تمثل حلقة الوصل الأساسية لوحدة الأمة العربية، خاصة في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها.
دور اللغة العربية في الحضارة الإنسانية
تطرق مفتي الجمهورية إلى الدور التاريخي الذي لعبته اللغة العربية، موضحًا أنها كانت لغة العلم والحضارة خلال العصور الوسطى.
وأضاف: "العلماء العرب أثروا في الفكر الإنساني، وكتبهم أصبحت المرجع الأساسي لنهضة العلوم والفلسفات".
وأكد أن اللغة العربية نقلت علوم الحضارات الأخرى وأضافت إليها، ما يعكس قدرتها الفريدة على التكيف مع التنوع الثقافي.
التحديات والحفاظ على اللغة
أشار فضيلة المفتي إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية، ومنها محاولات التغريب وأزمة الهوية.
وأكد أن الحفاظ على اللغة لا يعني الانغلاق، بل يتطلب الانفتاح المدروس على الثقافات الأخرى.
ودعا إلى تعزيز الاهتمام باللغة العربية، قائلًا: "لغتنا هي الحياة لكياننا العربي والسيادة لهويتنا بين الأمم".
اللغة العربية والقضية الفلسطينية
في ختام كلمته، أكد مفتي الجمهورية أن اللغة العربية تمثل أساسًا لوحدة الأمة في الدفاع عن القضايا المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وشدد على أهمية دور جامعة الدول العربية في تعزيز الوحدة وحماية الحقوق الفلسطينية.
واختتم بالدعوة إلى الحفاظ على اللغة العربية، باعتبارها واجبًا قوميًّا ودينيًّا يضمن استمرار الهوية والمكانة الحضارية للأمة العربية.
0 تعليق