يقول التاريخ المعاصر الذى قامت به مجموعة نادرة من أبطال مصر إن لدى كل منهم روايته الخاصة التى تُصوِّر الملحمة العظيمة
هذه دراسة مهمة فى تاريخنا الحديث والمعاصر، وعلى الرغم من أننا عشنا كل هذه الأحداث فإن القراءة عنها ما زالت لها إيقاع خاص. الكتاب الذى نشره المجلس الأعلى للثقافة قامت بإعداده وتحريره الدكتورة قدرية سعيد، والدكتورة مروة عصام الدين. أما الذى قدمه فهو الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس الآن.
وهذه الدراسة التى تمت بعد 50 عامًا على حرب أكتوبر فيها شهادات وتفاصيل الحرب المجيدة، ترويها لنا ذاكرة أبطالها الذين خاضوها ببسالة واقتدار. ويروون خلال الكتاب كواليس ما قبل الحرب، وكيف كان الإعداد المُحكم فى مختلف وأدق جوانبها وحقيقة ما حدث خلال حرب استنزاف 1970، التى جاءت بعد النكسة وكانت مقدمة لإعادة الروح للمصريين والوطن العربى جميعًا.
فى هذه الدراسة المهمة التى أتمنى وأحلُم أن تُدرَّس لأبنائنا فى المدارس والجامعات تُسجِّل شهادات ومواقف بطولية للمقاتلين المصريين والعديد من التحديات وجُملة الصعوبات التى واجهتهم سواء فى ميادين القتال أو الحياة المدنية. لكن المهم أنهم تغلبوا عليها بمنتهى الشجاعة والتفانى.
ومن المؤكد أن حرب السادس من أكتوبر المجيدة سنة 1973 قد برهنت للجميع على أن الجندى والقائد وكل من شارك لم يكونوا يقبلون إلا بالحد الأقصى للجودة والانضباط، والتحلى بالعقيدة القتالية فى أزهى صورها وبكل المراحل القتالية لكونها تحمل عزة وشرف ورفعة الوطن، مصر الغالية والعزيزة.
لقد أجمع الأبطال أن الحرب الشاملة التى اتبعناها بالنجاح فى أكتوبر 1973 تعنى أن الاستعمال الشامل والأمثل لكل أسلحة قواتنا المسلحة سواء كانت هجومية أو دفاعية، برية وبحرية وجوية، مشاة ومدفعية ومدرعات، صواريخ وقنابل وقذائف، نظامية وفدائية، تمثل ملحمة حقيقية جعلت صفحات تاريخنا بيضاء وأنها أضافت الكثير لفنون الحرب الحديثة، تعتمد فى أساسها على التنسيق الدقيق جداً والمُحكم بعناية وتكامل فيما بينها، فلم تكن أصوات النيران على الجبهة سوى معزوفة سيمفونية نارية متعددة الحركات، موحدة الإيقاع ومحققة للهدف بفاعلية، مستخدمة كل إمكانيات قواتنا، بل إنها ضاعفت من قدراتها مما جعلنا نفخر بها ونحتفل بهذا الحدث المهم فى تاريخنا العربى المعاصر كل عام.
يكتُب الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس أن حرب أكتوبر 1973 ستظل تمثل الجولة الخامسة فى الحروب المصرية الإسرائيلية، وستُلهم المؤرخين والكُتّاب والأدباء والشعراء وصُناع الدراما التاريخية بمادة شديدة الأهمية لأنها ليست دراسة أكاديمية أو تاريخية بقدر ما هى أعمال أدبية أرَّخت للكثير من تفاصيل هذه الحرب العظيمة.
ورغم العدد الهائل من المؤلفات والمقالات والبحوث ورسائل الماجستير والدكتوراه والأعمال الدرامية التى رصدت الحرب وأرَّخت لكثيرٍ من تفاصيلها، ورغم العدد الكبير من كتب المذكرات والذكريات والشهادات التاريخية التى كتبها قادة الأفرع المختلفة لقواتنا المسلحة البطلة، فإن جزءاً كبيراً من التاريخ الحى حُفِرَ وثُقِب فى صدور الصف الثانى من الضباط، وكذلك الجنود الذين شاركوا فى الحرب والذين ظلوا ينتظرون حتى حدثت المعجزة الكبرى، وانتصرنا على العدو.
يكتُب المؤرخ الكبير الدكتور جمال شقرة أن هذا الكتاب جاء عنوانه مُعبِّراً عن الفكرة التى طالما نادينا بها وهى الإسراع بجمع شهادات من بقى على قيد الحياة من الضباط والجنود والأطباء والممرضات لأن الكتاب يرصد التفاصيل الغائبة ترويها ذاكرة الأبطال عن تلك الحرب المجيدة.
ويقول التاريخ الحى والمعاصر الذى قامت به مجموعة نادرة من أبطال مصر من الضباط والجنود والأطباء لدى كل منهم روايته الخاصة التى تُصوِّر الملحمة العظيمة التى أثبتت أن ما جرى فى 5 يونيو 1967، وتصور العدو أنه انتصر، فإن ذاكرة أبطال أكتوبر 1973 تؤكد بطولة الجيش المصرى وعظمة عقيدته فى الدفاع عن أرضه التى هى شرفه وعرضه.
فعلى لسان الأبطال تم تجسيد حجم التضحيات وطبيعة المعارك الضارية وحجم النيران، كما تم تجسيد الروح القتالية العالية التى أدخلت الرعب فى قلوب العدو، وكشفت أيضًا عن قُدرة المواطن المصرى على استيعاب التكنولوجيا الحديثة، وكذلك كشفت عن سعى بعض الأبطال للتضحية بأرواحهم وكيف نالوا الشهادة من أجل تحقيق النصر واسترداد الأرض.
إن هذا العمل الفريد مهم أن نحوله إلى دراما تليفزيونية وأفلام سينمائية لتصل إلى أكبر عدد من المصريين والعرب.
نقلا عن اخبار اليوم
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق