من منا كان يتوقع أن يعود نونو سانتو، المدرب البرتغالي الذي رحل عن الاتحاد السعودي في ظروف مثيرة للجدل، ليقدم موسمًا استثنائيًا مع فريق نوتنجهام فورست في الدوري الإنجليزي الممتاز؟ بعد أن أشارت كل الدلائل إلى نهاية مسيرته التدريبية على أعلى مستوى، أثبت سانتو للجميع أنه لا يزال يمتلك سحره الخاص، وقاد فريقًا متوسط الإمكانيات لتحقيق نتائج مذهلة.
فقد نجح المدرب البرتغالي في قيادة نوتينغهام فورست لتحقيق 8 انتصارات، 4 تعادلات، و4 هزائم فقط في أول 16 جولة من الدوري الإنجليزي، ليجمع بذلك 28 نقطة ويحتل المركز الرابع في جدول الترتيب، متفوقًا بفارق نقطة واحدة على مانشستر سيتي، حامل اللقب، هذه الأرقام المذهلة تضع فورست في منافسة قوية على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وهو أمر كان يبدو مستحيلاً في بداية الموسم.
ولم تتوقف إنجازات سانتو عند هذا الحد، فقد تمكن من تحقيق انتصارات تاريخية على أندية كبيرة مثل ليفربول ومانشستر يونايتد وأستون فيلا، فوز فورست على ليفربول بهدف نظيف كان مفاجأة كبيرة، حيث كان الريدز يقدمون مستوى مميزًا هذا الموسم، كما حقق فورست تعادلًا مثيرًا مع تشيلسي، وفاز على مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة على ملعب أولد ترافورد.
هذه النتائج الباهرة تثبت أن سانتو ما زال يمتلك العين الثاقبة وقدرة كبيرة على قراءة المباريات واتخاذ القرارات الصحيحة، فقد نجح في بناء فريق متماسك ومتوازن، يعتمد على الانضباط التكتيكي والروح القتالية العالية.
الجدير بالذكر أن سانتو كان قد قاد وولفرهامبتون إلى تحقيق نتائج مميزة في الدوري الإنجليزي، كما عمل مع توتنهام هوتسبير، مما يؤكد أنه مدرب يتمتع بخبرة واسعة وقادر على تحقيق النجاح في مختلف الدوريات.
إن قصة نونو سانتو مع نوتينغهام فورست هي قصة نجاح تستحق الإشادة، فهي تظهر أن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، وأن المدرب الموهوب يمكنه أن يحقق إنجازات كبيرة حتى مع فريق لا يملك الإمكانيات المالية الكبيرة.
ختامًا، يمكن القول إن سانتو قد أثبت للعالم أجمع أنه مدرب من طراز عالمي، وأن رحيله عن الاتحاد السعودي كان خسارة كبيرة لكرة القدم السعودية، فما حققه مع نوتينغهام فورست يؤكد أنه كان قادرًا على تحقيق المزيد مع العميد، لولا الظروف التي أحاطت برحيله.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق