كانت عقارب الساعة تشير نحو السابعة مساء يوم الإثنين الماضي، ومركز شرطة جهينة في انتظاره حالة طوارئ، فبداخل مكتبه في الطابق العلوي المخصص لوحدة المباحث، كان المقدم محمد الفولي، رئيس مباحث مركز شرطة جهينة بمديرية أمن سوهاج، قد وصل للتو.

ويفحص أوراق قضية إطلاق أعيرة نارية داخل قرية تابعة للمركز، يقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنًا بداية ساخنة ليوم عمل جديد: «حدوث جريمة سرقة ووقوع قتيل بدائرة المركز يافندم».

اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التي تلقفها، وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، اللواء محمود طه مدير الإدارة العامة لمباحث سوهاج، ليوجه بسرعة الانتقال والوقوف على ملابسات الواقعة.

تحرك سريع 

في غضون 10 دقائق انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم محمد الفولي، والقوة المرافقة، لمسرح الجريمة، وفور وصوله، عاين الضابط مسرح الحادث، منزل ملك برلماني سابق متوفى، بدائرة المركز، واطلع مدير المباحث، على ما يدور هناك، حيث العثور على جثة غفير يدعي «خليفة.ع.س.ع »، 65 سنة، وإصابة أرملة صاحب المنزل.

معاينة أولية

وبالمعاينة تبين سرقة مبالغ مالية ومجوهرات من الخرينة المتواجدة بالطابق الثالث للمنزل، وجه رئيس وحدة البحث بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها وإجراء التحريات اللازمة، وضبط المتهمين، وبعدها بدقائق وصل فريق من النيابة العامة لمسرح الحادث، ومناظرة جثة الضحية.

بلاغ الواقعة 

وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة جهينة، يفيد بورود بلاغ من المدعوة «حنان ب.ا.ع»، 55 عامًا، أرملة، تقيم بشقة بالطابق الثالث بمنزلها بناحية دائرة المركز، عن اقتحام مجهولين منزلها، والاعتداء على خفير المنزل «خليفة ع.س.ع»، 65 عامًا، مما أدى لوفاته، وسرقة محتويات خزينتها التي تضمنت مبالغ مالية ومشغولات ذهبية.

تم تشكيل فريق بحث مكبر على أعلى مستوى ضم العميد نور عمر رئيس مباحث المديرية، والعميد أحمد ضاحى رئيس مباحث التنفيذ، والعميد طارق أبو سديرة وكيل إدارة البحث، بالتنسيق مع ضباط الأقسام الشرطية بشمال سوهاج برئاسة العميد رأفت رشوان رئيس فرع بحث الشمال، ومباحث مركز جهينة.

ضبط المتهمين 

وبتكثيف الجهود تبين أن وراء ارتكاب الواقعة 5 متهمين هم:«كمال ع.م.ع»، 46 عامًا، وابنيه «محمد ك.ع.م»، 24 عامًا، و«أشرف ك.ع.م»، 26 عامًا، بالإشتراك مع «عبد العزيز ط.ع.ع»، 29 عامًا، «السيد ع.ا.ا»، 20 عامًا، جميع المتهمين مقيمون بدائرة المركز وصادر بحقهم أحكام قضائية.

الأمن يداهم وكر الجناة 

وعقب إصدار إذن من النيابة العامة، نجحت القوات في ضبط المتهمين الثالث والرابع والخامس بمكان هروبهم، أما المتهمان الأول والثاني، فقد استشعرا وجود القوات أثناء استهداف مكان اختبائهما بالزراعات المجاورة لقريتهما، وقاما بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات، فبادلتهم القوات إطلاق النار، ما أسفر عن مصرع المتهمين الأول والثاني.

وبتفتيش مكان اختبائهما، تم العثور على السلاح المستخدم في الجريمة، وكمية من المواد المخدرة «الحشيش والشابو»، بالإضافة إلى المبلغ المالي والمشغولات الذهبية المسروقة.

وبمواجهة المتهمين المضبوطين، اعترفوا بارتكاب الواقعة بقصد السرقة، وأرشدوا عن سلاح الجريمة «عتلة حديدية» المستخدمة في التعدي على خفير المنزل، تم تحرير المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيقات.