الجمعة 13 ديسمبر 2024 | 02:04 مساءً
سوريون على الحدود السورية اللبنانية
بعد سقوط نظام بشار الأسد في نهاية الأسبوع، عمَّت شوارع سوريا موجة من الفرح، حيث بدأ العديد من اللاجئين في العودة إلى ديارهم بعد سنوات من الاغتراب.
مشاعر القلق والتساؤلات
إلا أن سرعة انهيار النظام أثارت مشاعر القلق والتساؤلات حول مستقبل البلاد في ظل التحولات السريعة، خاصة في ظل الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع حكومية سورية.
في معبر المصنع على الحدود السورية اللبنانية، تدفقت الحشود في كلا الاتجاهين، مما خلق حالة من الازدحام والفوضى. كانت السيارات تتنقل بسرعة بين بعضها البعض وسط اختناقات مرورية خانقة، في وقت كان فيه السائقون يقرعون الأبواق بشكل مستمر في محاولة للمرور. في هذه الأثناء، كان سائقي سيارات الأجرة يعرضون خدماتهم بأسعار مرتفعة، مستغلين الظروف الراهنة.
أزمة الوثائق: عقبات قانونية تعيق العودة
تعد قضية الأوراق الرسمية من أبرز العوائق التي يواجهها العديد من السوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم. فالكثير منهم غادروا سوريا في ظروف غير قانونية أو قسرية، مما يجعل عملية العودة أكثر تعقيدًا وصعوبة، إذ يتطلب الأمر التحقق من الوثائق والتنسيق مع السلطات المعنية لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
الأقليات في سوريا: القلق على المستقبل
بينما يحتفل البعض بسقوط النظام، لا يزال العديد من السوريين يشعرون بالقلق حيال مستقبلهم في ظل الانقسامات السياسية والتهديدات المتزايدة ضد الأقليات. فمع صعود تحالفات معارضة مسلحة تضم مجموعات ذات أيديولوجيات متنوعة، تزداد المخاوف من تعرض الأقليات، مثل العلويين والشيعة والمسيحيين والأكراد، لمزيد من التهميش أو الاستهداف.
الانتظار في العراء: مأساة إنسانية على الحدود
على الجانب اللبناني من الحدود، كانت الآلاف من العائلات تنتظر في ظروف إنسانية قاسية للحصول على تصاريح دخول إلى لبنان. العديد منهم قضوا أيامًا في العراء، ينامون على الأرض وسط البرد القارس. تقول فاطمة، وهي امرأة من دمشق، إنها وعائلتها فروا من العاصمة بعد أن اقتحم مسلحون منزلهم وأجبروهم على مغادرته. وتضيف: "نحن شيعة، وقالوا لنا أن نغادر أو سيقتلوننا." ورغم شعورهم بالفرح لانهيار النظام، إلا أن الوضع لا يزال شديد الصعوبة بالنسبة لهم.
مستقبل غامض: العودة أم الهروب؟
بينما يهنئ البعض بسقوط النظام، يبقى مستقبل سوريا غامضًا. في ظل التوترات الداخلية والتهديدات المستمرة، يواجه السوريون تحديات ضخمة في سعيهم نحو الأمان والاستقرار. ويبقى الأفق غير واضح بالنسبة للكثيرين منهم، الذين يتنقلون بين خيارين صعبين: العودة إلى وطنهم أو الهروب من المجهول.
0 تعليق