مسؤولون مغاربة يُرسخون التزام "المبادرة الأطلسية" بتحقيق تعاون فاعل - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

“مرحبًا بكم في النسخة الثالثة عشرة من مؤتمر الحوارات الأطلسية الذي يخلّد هذه السنة الاحتفاء بعقدٍ من التأثير التحويلي الذي حققه مركز السياسات للجنوب الجديد”، بهذه الكلمات اختار كريم العيناوي، الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد (PCNS)، افتتاح أولى الجلسات العامة لمؤتمر “الحوارات الأطلسية 2024″، مساء الخميس، المعنونة بـ”المبادرة الملكية المغربية الأطلسية: حديثٌ من إفريقيا عن التعاون الأطلسي”.

“ضرورة ملحّة”

وفق العيناوي مُلقياً أمام المشاركين والخبراء “ملاحظات افتتاحية” فإنه “في قلب اجتماع هذا العام تكمُن ضرورة ملحّة، هي إعادة تصور السياسات العامة في عصر يتسم بالاضطرابات والتوقعات المجتمعية المتزايدة”.

وزاد الرئيس التنفيذي للمركز البحثي: “في عالم محفوف بالاضطرابات أصبح فنّ صياغة سياسة عامة فعالة أكثر صعوبة من أي وقت مضى”، ولفت إلى أن مهمة “مركز سياسات الجنوب الجديد” عاكسةٌ لهذا التحدي، مردفا: “طموحنا هو إعادة التفكير وإعادة تحديد إطارات وهياكل السياسة العامة التي تعالج التعقيدات المعاصرة. وهذا لا ينطوي فقط على وضع تصورات لأفكار مبتكِرة، بل كذلك على تزويد صانعي السياسات بالأدوات اللازمة”.

شارحاً إطار عمل المركز ذاته أضاف المتحدث: “هذه الرؤية ليست إيديولوجية ولا إلزامية، إنها مقاربة عقلانية قائمة على الأدلة للمشاركة العالمية، وترتكز على الإيمان بأن التغيير الهادف ينشأ من الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك”.

وسجل العيناوي “حدوث نقلة نوعية في الحكامة”، مشيرًا إلى أن “هناك إجماعًا ناشئاً حول ضرورة وجود دولة مستجيبة اجتماعيًا، وهو ما يعكس التطلعات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية”، وزاد: “مع ذلك فإن تحقيق مثل هذه الدولة ليس بالأمر الهيّن، بل يتطلب براعة ومساءلة والتزامًا ثابتًا بالصالح العام”، وفق تعبيره.

أسئلة مؤطرة

الجلسة العامة الأولى انتظمَ خلالها النقاش بمشاركة مسؤولين مغاربة رفيعي المستوى، مسلطين الضوء إلى جانب نونو أنطونيو دي نورونها براغانزا، منسق “مركز أتلانتيك” بالبرتغال، على “أهمية التكامل الإقليمي والتعاون الإستراتيجي بين إفريقيا وأوروبا وخارجها”، مع تركّز المناقشات “حول كيفية تحقيق ذلك”.

وسعت الجلسة النقاشية ذاتها إلى الإجابة عن أسئلة: “كيف تعزز مبادرة المغرب نموذجاً جديداً للتعاون الأطلسي؟ وكيف يمكن لهذه المبادرة أن تكمِّل الأطر الأطلسية الحالية التي يقودها الشمال؟ فضلا عما هي الطرق التي يمكن أن تحفز بها مقاربة محلية-جنوبية للتعاون الأطلسي؟”.

“طموح عالمي”

يوسف العمراني، سفير المملكة المغربية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، افتتح حديثه بالقول إن “المملكة نجحت اليوم في تحويل المبادرة الملكية إلى طموح عالمي، مُلتزمة بالاستقرار الإقليمي وخلق الثروة في إفريقيا”، وأكد أنه “مشروع صمّمَه الأفارقة من أجل إفريقيا، مع بناء روابط إستراتيجية مع أوروبا والمناطق المجاورة، ودون إغفالها”.

“مبادرة جلالة الملك محمد السادس تعطي الأولوية لإنشاء روابط وخلقِها من خلال شبكات النقل وسلاسل القيمة الزراعية والممرّات التجارية-الاقتصادية اللوجستية”، يبرز الدبلوماسي المغربي في واشنطن، ضاربا المثال على ذلك بميناء الداخلة الأطلسي.

ووفق العمراني متحدثا خلال مداخلته فإنه “عبْر دمج البلدان (الإفريقية) غير الساحلية في أنظمة التجارة العالمية تسعى المبادرة إلى إطلاق وتحرير الإمكانات الاقتصادية والازدهار المشترك”، الذي شدد على أنه “تقرر أن تكون الداخلة مركزا رئيسيًا لتحقيق التكامل/ الاندماج الإقليمي القاري”.

وختم المتحدث بنبرة توصية متفائلة: “يتعيّن أن ندرك التحديات، لكن مع وجود الرؤية والأدوات المناسبة سيمضي هذا المشروع قدُما”.

مشاريع مهيكِلة للتعاون

بدورها استعرضت أمينة بنخضرا، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، “المشاريع الرئيسية التي تشكل هيكل وعماد المبادرة الأطلسية المغربية”، معددة في السياق “النهوض بالزراعة لضمان الأمن الغذائي”، ثم “إنشاء خطوط أنابيب الغاز لتعزيز التعاون في مجال الطاقة”؛ علاوة على “تعزيز البنية التحتية لتحفيز النمو الإقليمي”.

وبحُكم اختصاصها فإن “التحول في مجال الطاقة يعدّ محور المبادرة”، بحسب بنخضرا، لافتة إلى أن “المعادن الأساسية وتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة في المناطق التي تعاني من نقص في الكهرباء نقطة حيوية لمعالجة دوافع الهجرة (من القارة) وتعزيز التنمية المستدامة”، حسب تقديرها.

ومضت المتحدثة قائلة: “المبادرة تؤكد على التعاون بين الشمال والجنوب، مثل الشراكة بين السنغال–موريتانيا–المغرب، لتعزيز العلاقات بين إفريقيا وأوروبا وتنويع مصادر الطاقة في أوروبا”، لافتة إلى أن “هذا النموذج التعاوني صُمم لإفادة المنطقتيْن”.

“الاتصال الرقمي”

منسق “المركز الأطلسي” بالبرتغال، نونو أنطونيو دي نورونها براغانسا، أكد ضمن مداخلته على “دور الاتصال الرقمي”، مُصوّرًا أن “التهديدات الأمنية المشتركة، بما في ذلك الصيد غير المشروع والنزاعات الإقليمية، تؤكد حتمية وراهنية التعاون العابر للحدود”.

وتابع المتحدث شارحا بأن “منطقة المحيط الأطلسي تواجه تهديدات أمنية مشتركة مثل الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم، وكذا الصراعات”، مشددا على أن “تعاوُننا عَبْر-الوطني أمر حيوي لمواجهة هذه التحديات المشتركة”.

وبين 12 و14 دجنبر الجاري تلتئم تحت رعاية الملك محمد السادس فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المؤتمر السنوي “الحوارات الأطلسية”، بالمقر الرئيسي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بحَرم جامعة محمد السادس التقنية بالرباط.

وتتميز النسخة الحالية، وفق المنظمين، بالانتقال من مؤتمر ذي موضوع واحد إلى مؤتمر متعدد التخصصات، “ما يعكس النضج الذي اكتسبته ‘الحوارات الأطلسية’ على مر السنين”؛ كما تولي اهتماماً خاصاً بـ”المبادرة الأطلسية المغربية”، كمشروع واسع يهدف إلى انفتاح اقتصاديات دول الساحل، تنفيذا للرؤية الملكية التي عبّر عنها الملك في خطابه بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق