مؤتمر يستحضر "دبلوماسية الفنون" .. بنسعيد: ثقافة المملكة قوة ناعمة - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

مُحاجِجا بقوة عن دور وأثر “دبلوماسية الثقافة والتراث”، اغتنم محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، فرصة حلوله مشاركا على أشغال ثانية الجلسات العامة للمؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، المستمرة فعالياته بالرباط، ليجدد التأكيد على أن عراقة ثقافة وتراث للمملكة المغربية قد تشكّل عامل مساهما وفاعلا في “ربط المجتمعات الأطلسية من خلال الفنون والتراث”.

بنسعيد، الذي كان متدخلا، مساء أمس الخميس، ضمن جلسة «الدبلوماسية الثقافية.. إعادة ربط المجتمعات الأطلسية من خلال الفن والتراث» إلى جانب مسؤولين حكوميين من دول تمثل ثقافات متعددة بالفضاء الأطلسي، أوضح أن “المغرب لطالما استثمر في ثقافته، كما استفاد منها كإحدى أقوى الأدوات الدبلوماسية لإشعاعه الدولي”.

“قوة ناعمة فاعلة”

المسؤول الحكومي المغربي قال، في حديثه من منصة “الحوارات الأطلسية”، إن “الدبلوماسية الثقافية يمكنها أن تلعب دورا أساسيا في الإشعاع الدولي للمغرب الذي يتميز بغنى وتنوع تراثه وثقافته الضاربة في عراقة التاريخ”، عادّا أن “المملكة تعمل، حاليا، على التعريف بغنى وعمق تراثها الثقافي بفضل الجهود المبذولة للحفاظ عليه والترويج الواسع، ليس فقط في إفريقيا أو الحوض الأطلسي، بل عالميا”.

كما شدد على أن الدبلوماسية الثقافية ما فتئت تترسخ بمثابة «قوة ناعمة» لتعزيز الخصائص المميِّزة للشعوب والمجتمعات، ليخلُص شارحا عبر أمثلة “حيّة” من التراث والثقافة المغربيين إلى أهمية إسنادها لجهود الدبلوماسية الرسمية للمملكة والدفاع عن مصالحها الحيوية دوليا.

وجدّد بنسعيد فكرة طالما ردّدها “الثقافة تحوّلت إلى اقتصاد ثقافي وصناعة ثقافية”، لافتا إلى أنها “عامل تقريب بين الشعوب والمجتمعات على اختلاف هوياتها”.

وختم محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، مداخلته بالقول إن هذا النوع من الدبلوماسية “ليس مجرد وسيلة لتجسيد المصالح والدفاع عنها”؛ بل هو أيضا حل استشرافي يقدم إجابات للتحديات العالمية المتنامية في عصر العولمة الجارفة”.

“نموذج المغرب يحتذى”

من بين المتحدثات خلال الجلسة النقاشية عينها برزَت راما ياد، مديرة مركز إفريقيا بمركز التفكير والأبحاث الأمريكي (المجلس الأطلسي)، التي اعتبرت “الثقافة، اليوم، وسيلة أساسية للدبلوماسية وأداة قوية للإشعاع الدولي، كما يتأكد ذلك من خلال النموذج المغربي للدبلوماسية الثقافية كقوة ناعمة”، وفق تعبيرها.

وأشارت المختصة في الشأن الإفريقي بـ”أطلانتيك كاونسل” إلى دور محوري باتت تلعبه “الثقافة في الدبلوماسية”، سواء من حيث “تعزيز القيم الوطنية أو في خلق الفرص الاقتصادية”.

“الدبلوماسية الثقافية للمملكة تتجلى، خصوصا، من خلال واجهات الموسيقى والسينما والرياضة والصناعات الإبداعية”، قالت المتحدثة مشددة على “أهمية الصناعات الإبداعية والرياضة باعتبارها وسيلة لجذب المستثمرين وتعزيز الجاذبية الاقتصادية للبلاد”، خالصة إلى أن “المملكة نموذجٌ يحتذى به في هذا المضمار، لجعلها من الثقافة ركيزة لدبلوماسيتها واقتصادها”.

“الفهم المشترك يتعزز”

من جهتها، تحدثت ميغداليا ماشين، وزيرة الجامعات والعلوم والثقافة في الحكومة الإقليمية لجزر الكناري، لافتة انتباه الحاضرين إلى أنه “مِن المهم الانتباه إلى الإمكانات التي تتمتع بها الثقافة من حيث تعزيز فهمنا لمختلف البلدان”، حسب قولها.

وفي تقدير المسؤولة الحكومية الإسبانية، “يُقاس نجاح السياسة الثقافية بمدى استدامتها ومدى استمرارها في الوقت المناسب”.

وزادت: “أرخبيل الكناري، الذي يقع على بعد 100 كلم فقط من المغرب، يتقاسم علاقات متينة مع المملكة ترتكز على روابط تاريخية وثقافية عريقة…”. وقالت: “نتقاسم العديد من الجوانب الثقافية المشتركة”، مؤكدة أن “الحوار الثقافي ضروري للتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل، ولإقامة روابط وإرساء أرضية مشتركة، مع احترام تاريخ وهوية كل دولة”.

“دبلوماسية التراث”

أما جيسيكا دي ألبا أولوا، الأستاذة بكلية السياسات والشؤون الدولية في جامعة ماين الأمريكية، فقالت، ضمن حديثها، إن “التنوع الثقافي يساهم في بناء الهوية الوطنية، لا سيما من خلال «دبلوماسية التراث”.

وألحّت الأكاديمية المكسيكية على أن “المفهوم يجعل من الممكن إبراز الخصائص الثقافية المحدّدة لبلد ما، ضاربة مثالا بـ”الثقافة المكسيكية” التي “لا يمكن اختزالها في التراث الإسباني أو في تراث الشعوب الأصلية”.

وفق الأستاذة سالفة الذكر، فالعناصر المميزة، مثل الفنون وفن الطهي، تعد “عاملا مساعدا لهذه الدبلوماسية على تعزيز الهوية الوطنية وتعزيز التفاهم المتبادل على المستوى الدولي”.

يشار إلى أن هذه الدورة الجديدة من “الحوارات الأطلسية 2024” تعالج، بالتحليل والنقاش المعمق، مصفوفة من القضايا الاقتصادية والجيوسياسية التي تعكس التغيرات التي يعرفها الأطلسي المُوسّع والطامح نحو تكامل أكبر، متوسّلة في ذلك حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الفعاليات. وفضلا عن الدبلوماسية الثقافية، تبرُز من بين المواضيع المطروحة للنقاش “نموذج الأمن الإقليمي”، و”البنيات التحتية الذكية”، و”تنظيم الذكاء الاصطناعي”، وغيرها من القضايا الرئيسية التي تتطلب تنسيقا أفضل بين الشمال والجنوب في سياق أطلسي أوسع نطاقا ومنظورا في عالم قد يزداد تجزُّؤًا.

صور: هشام مسلك ليام

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق