نظّمت مؤسسة “حوار”، مؤخرا بأوتريخت الهولندية، مائدة مستديرة حول ما أعقب أحداث أمستردام الأخيرة التي شهدت اشتباكات بين شباب مغاربة وبين مشجعي فريق إسرائيلي؛ وذلك بمشاركة مجموعة من الفاعلين الجمعويين والاقتصاديين من مغاربة هولندا.
وفي كلمة افتتاحية، اختار قاسم أشهبون، عن مؤسسة “حوار”، توجيه ما سمّاها “رسالة اعتذار” إلى هولندا نيابة عن المغاربة المقيمين بها، معبرا عن “الأسف لعدم اندماجهم الكامل في المجتمع الهولندي رغم تضحيات الأجيال السابقة من العمال المغاربة”؛ في إشارة إلى تصريحات عدد من السياسيين الهولنديين الذين ربطوا “أحداث أمستردام” بما اعتبروها “عدم قدرة المغاربة على الاندماج في المجتمع الهولندي”.
وذكّر أشهبون في رسالته بـ”الدور الكبير الذي لعبه المغاربة في بناء هولندا الحديثة منذ الستينيات، وأهمية الاعتراف بجهودهم”، مشددا على أن “مغاربة هولندا هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الهولندي”، مستعرضا مساهماتهم في مختلف المجالات، من التعليم والرياضة إلى الاقتصاد والسياسة.
كما ذكر الآلاف من الجنود المغاربة الذين قاتلوا جنبا إلى جنب مع الهولنديين في الحرب العالمية الثانية، والتزام الجالية بالدفاع عن هولندا في كل الظروف؛ قبل أن يشير إلى العقبات التي تعترض طريقهم، بما في ذلك التمييز في سوق العمل ضد الشباب المغربي بسبب أسمائهم أو مظهرهم.
وتناول المتدخلون في المائدة، التي اختير لها عنوان ” مغاربة هولندا ما بعد أحداث أمستردام”، الأحداث الأخيرة في أمستردام بالتذكير بما شهدته مباراة كرة القدم التي سبقت هذه الأحداث من توترات غير متوقعة تمثلت في رفع شعارات مسيئة إلى العرب والمسلمين، وحرق الأعلام؛ مما أدى إلى تصاعد العنف، فضلا عن الأخطاء التي ارتكبتها الشرطة في التعامل مع الحادثة والتي زادت من تأجيج الوضع.
كما تطرق المتدخلون إلى الأبعاد السياسية للأحداث، مؤكدين أن ما حدث في أمستردام لم يكن مجرد شغب ملاعب بل امتداد لصراع أعمق بين القوى السياسية، مبرزين أن العديد من الأطراف حاولت استغلال الأحداث لتمرير رسائل معادية إلى العرب والمسلمين في هولندا؛ بينما سارعت جاليات أخرى، بما في ذلك الجالية اليهودية الهولندية، إلى التنديد بالأحداث.
من جانب آخر، تناول المشاركون في المائدة المستديرة دور الإعلام في تغطية الأحداث، مشيرين إلى أن الإعلام الرسمي في هولندا استخدم مصطلحات متحيزة وصورا نمطية عن العرب والمسلمين؛ مما أسهم في تأجيج الوضع، منتقدين تركيز بعض وسائل الإعلام على الجوانب السلبية فقط. في المقابل، كان الإعلام البديل، وفقهم، أكثر توازنا في نقل الحقائق وتفسير خلفيات الأحداث.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق