القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 تحتضن منتدى مستقبل النقل في أبوظبي - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

 أعلنت القمة العالمية لطاقة المستقبل، الملتقى السنوي الأبرز في مجال الطاقة المستقبلية والاستدامة، عن انطلاق فعالياتها بين 16 و18 يناير المقبل في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك). وتتناول الدورة المرتقبة من القمة تكنولوجيا النقل الكهربائي، مع استكشاف آفاقها والتشجيع على استخدامها، حيث تأتي القمة في إطار المساعي العالمية لتحقيق الحياد المناخي في قطاع النقل.

وانطلاقاً من النجاح الذي حققته نسخة هذا العام، يشهد اليوم الأول من قمة العام المقبل عودة منتدى مستقبل النقل البارز، الذي يجمع قادة الفكر وخبراء القطاع والمؤثرين في مجال السياسات لمناقشة التوجهات الناشئة والبنية التحتية اللازمة لإحداث نقلة نوعية في قطاع النقل.

ويُعد الذكاء الاصطناعي أحد الموضوعات الرئيسية في جميع المسارات السبعة للمؤتمر، مع تخصيص منتدى مستقبل النقل جلسة حول "الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي لإدارة حركة المرور في المناطق الحضرية بسلاسة". وبدورها، تستعرض شركة زيكر، العلامة العالمية المتميزة في مجال تكنولوجيا النقل الكهربائي والتي توفر منظومة متكاملة للمستخدمين، حلّ "بنية التجربة المستدامة" الذي يمكّنها من تطوير محفظتها من تكنولوجيا البطاريات وأنظمة إدارة البطاريات وتكنولوجيا المحركات الكهربائية وسلاسل توريد المركبات الكهربائية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال روبرتو كولوتشي، مدير التنقل الكهربائي في مجموعة عبد الواحد الرستماني ورئيس زيكر الإمارات: "قامت مناطق عديدة، مثل أوروبا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، بتوسيع نطاق اعتماد المركبات الكهربائية من خلال حوافز مختلفة، مثل التعريفات التفضيلية للرسوم الجمركية والمسارب الحصرية للمركبات الكهربائية ومواقف السيارات الكهربائية المخصصة والبنية التحتية القوية للشحن والتخفيضات الضريبية، ولا تزال هناك إمكانية كبيرة لاتخاذ تدابير مماثلة لتسريع تحول دولة الإمارات نحو التنقل المستدام. ونجد بالعودة إلى عام 2015 أنه تم استيراد ما بين 50 و80 سيارة في عام واحد. ومن المرجح أن يصل إجمالي عدد الواردات في عام 2024 إلى 20,000 مركبة، مع توقعات بوصولها إلى 30,000 مركبة بحلول نهاية العام المقبل. ونلمس وجود إقبال واضح على الطلب، لا سيما أنّ المستخدمين النهائيين بدأوا بالفعل في إدراك مزايا اعتماد السيارات الكهربائية".

وأضاف: "تُسهم هذه المبادرات إلى جانب زيادة مستويات الاعتماد في تحسين التكلفة الإجمالية للملكية وتمهد الطريق لمستقبل أكثر نظافة وصداقة للبيئة. وسأتناول هذه الفرص والاستراتيجيات الرئيسية لتعزيز اعتماد المركبات الكهربائية في منطقتنا خلال الفعالية المرتقبة في يناير".

ويتسبب قطاع النقل بأكثر من 20 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية؛ ويعزز اعتماد المركبات الكهربائية الجهود الرامية إلى تقليص هذه النسبة. وتسلط القمة العالمية لطاقة المستقبل الضوء على حلول النقل التي تهدف إلى إعادة رسم ملامح التصميم الحضري بشكل جذري، وتعزيز المدن المستدامة، وتسريع اعتماد تقنيات النقل الذكية.

وتشمل الفعاليات الرئيسية الأخرى للمنتدى جلسة مخصصة للتركيز على مستقبل النقل الكهربائي في النصف الجنوبي من العالم، حيث تُعتبر السيارات من الرفاهيات في كثير من الأحيان ويعتمد السكان بشكل واسع على الدراجات النارية. وتمثل المركبات الكهربائية ذات العجلتين فرصة تحويلية للمنطقة، لكن نشرها الناجح يتطلب بنية تحتية كهربائية موثوقة والتحلي بالجرأة في الاستثمارات لتوسيع نطاق الحلول مثل برامج تبديل البطاريات.

ويحتضن المنتدى أيضاً جلسة مخصصة لـ "إعادة التفكير في البنية التحتية للمركبات ذاتية القيادة"، وذلك بمشاركة زنجشيونغ يانغ، رئيس وحدة بنية حلول النقل لدى سبيس 42، الشركة الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يطرح رؤيته حول تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال النقل. كما يسلط يانغ الضوء على آخر المستجدات المتعلقة بتشغيل سيارات الأجرة الآلية في جزيرتي ياس والسعديات في أبوظبي، بما في ذلك الصعوبات التي تواجهها البنية التحتية والتحسينات التي طرأت عليها.

وبدوره، قال يانغ: "تعزز مشاركتي في هذه الفعالية قناعتي بأن تعزيز بنيتنا التحتية للنقل الكهربائي أمر ضروري لتحقيق الأهداف الاستراتيجية ف مجال النقل في دولة الإمارات. ويُتيح لنا اختبار التقنيات الذكية والممارسات المستدامة ودمجها الفرصة لتعزيز الكفاءة التشغيلية والارتقاء بمكانة دولة الإمارات كمركز رائد لحلول النقل الذكية".

ويستكشف المنتدى التحديات وأحدث الابتكارات الهادفة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية لوسائل النقل. وفي حين تتركز جهود إزالة الكربون في قطاع النقل البري حول السيارات الكهربائية، يتم حالياً تطوير تقنيات الدفع الكهربائي والهجينة للسفن البحرية. وبدوره، يحقق قطاع الطيران تقدماً ملحوظاً من خلال تبني تقنيات الشبكات الصغيرة، مما يسهم في تحويل المطارات إلى مراكز للطاقة الخضراء ويقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.

وتعود الزيادة الملحوظة في شراء السيارات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تنفيذ مجموعة من المبادرات الحكومية والأداء الاقتصادي القوي لدولها والتركيز المتزايد على الاستدامة، حيث تبنت عدة دول سياسات داعمة لاستخدام التقنيات المستدامة. وتسعى دولة الإمارات إلى زيادة حصة المركبات الكهربائية إلى 50% من إجمالي المركبات على طرق الدولة بحلول عام 2050، في حين من المتوقع أن يصل حجم سوق السيارات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 45,000 مركبة بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.07%. وتتصدر أبوظبي ودبي مشهد التحول إلى وسائل النقل المستدامة، وتساهم التطورات الأخيرة، مثل إدخال سيارات تويوتا الكهربائية المؤتمتة العاملة بنظام خلايا وقود الهيدروجين، وتطوير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، في تسليط الضوء على الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات للحفاظ على موقعها الريادي في مجال النقل الذكي.

وتتصدر الصين مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم، بينما احتلت دولة الإمارات في العام الماضي المرتبة الأولى على مستوى المنطقة، والسابعة عالمياً بين أكثر الأسواق جاهزية لعصر التنقل بالمركبات الكهربائية، ما يعكس التزام دولة الإمارات بالنقل المستدام ومساعيها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. ويعود النمو المتسارع الذي تشهده دولة الإمارات في اعتماد السيارات الكهربائية إلى السياسات والتشريعات الحكومية الداعمة لهذا التوجه ونمو الإنتاج المحلي، إضافة للسياسات الأخيرة التي تنص على إعفاء السيارات الكهربائية من الرسوم الجمركية، وتحصيل رسوم جمركية بنسبة 5% على المركبات الهجينة.

كما شهدت أبوظبي نمواً ملحوظاً في أسطول مركباتها الكهربائية. ومع ذلك، لا تزال السيارات الكهربائية تمثل أقل من 1.3% من إجمالي المركبات في الإمارة. ويعود ذلك جزئياً النقص في عدد محطات الشحن مقارنة بعدد المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي تستغرقه عملية الشحن مقارنة بالوقت اللازم للتزود بالوقود. وشهد سهم شركة تسلا التي يملكها إيلون ماسك ارتفعاً ملحوظاً مؤخراً بلغ 14% مدفوعاً بإعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة والنتائج الإيجابية المحتملة لذلك على شركة إيلون ماسك، مما يعزز النظرة الإيجابية بشأن التحول الكبير نحو السيارات الكهربائية، الأمر الذي من شأنه أن يجعل قطاع السيارات الكهربائية في دولة الإمارات يتفوق على قطاع السيارات التقليدية.

كما تساهم السيارات الكهربائية في إحداث تحول كبير في القطاعات الأخرى مثل الطاقة والتعدين والعقارات والتكنولوجيا، فضلاً عن قطاع تصنيع السيارات. وأدى تزايد الطلب على البنية التحتية لمحطات شحن السيارات الكهربائية إلى تأثير كبير على قطاع العقارات، حيث بدأت شركات التطوير العقاري اعتماد مزايا صديقة للبيئة في المشاريع السكنية والتجارية والعامة مثل بناء محطات الشحن الكهربائي، وذلك بهدف جذب المشترين والمستأجرين الذين يولون الأولوية للاستدامة. وتشمل النتائج الإيجابية أيضاً قطاعات الطاقة المتجددة، حيث تعتمد شبكات محطات الشحن بشكل متزايد على مصادر الطاقة النظيفة مثل الشمس والرياح. ومع تزايد استخدام السيارات الكهربائية، يتراجع الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يزيد الضغوطات على شركات النفط والغاز لإعادة صياغة استراتيجياتها وتنويع استثماراتها لتشمل مصادر الطاقة النظيفة.

ويعتبر منتدى مستقبل النقل واحداً من سبعة مؤتمرات متخصصة تنعقد في إطار القمة العالمية لطاقة المستقبل، ويتناول المنتدى بالتفصيل منظومة الطاقة بكاملها. ومن جانبها، قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل: "تهدف المؤتمرات إلى فتح آفاق غير مسبوقة أمام الزوار والوفود والجهات العارضة لاستكشاف أحدث التطورات التي تؤثر في قطاعات الطاقة النظيفة، والطاقة الشمسية، والمياه، وإدارة النفايات، والمدن المستدامة، بالإضافة إلى مسارات ضبط معدّل ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق