عقدت كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر اليوم الأربعاء ندوة علمية بعنوان: «الثقافة اللغوية للداعية في عالم متجدد»، تناولت خلالها أهمية إلمام الداعية بعلوم اللغة العربية وبلاغتها في أداء رسالته الدعوية بفاعلية، بحضور نخبة من علماء الأزهر وقيادات الجامعة والكلية، على رأسهم فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور محمد الجندي، عميد الكلية، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، والدكتور محمد رمضان أبو بكر، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور صلاح الباجوري، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا.
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته أهمية اللغة العربية باعتبارها لسان الدعوة ولسان الداعية، مشيرًا إلى أن الداعية يجب أن يتحلى بالبلاغة والدقة في استخدام اللغة، فقد كان سيدنا رسول الله ﷺ مثالًا يُحتذى في البلاغة، فقد أُعطِي جوامع الكلم، مضيفًا أن سداد اللغة شيء وعدم الخطأ فيها والبلاغة شيء آخر، وغير مقبول من الداعية أن يلحن في العربية، بل ينبغي أن يكون بليغًا في إيصال المعاني، مشيرًا فضيلته إلى جمال اللغة العربية وتنوع وكثرة أسرارها وقدرتها الفريدة على التعبير عن المعاني من خلال أصوات كلماتها، ودلالتها الواضحة على المعاني من خلال ترتيب الحروف ومخارجها، ما يعكس ثراء العربية ودقتها.
من جانبه، أوضح الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، أهمية تمكن الداعية من علوم اللغة العربية، مؤكداً أن الداعية الذي يجمع بين الصدق في دعوته والتمكن في لغته يستطيع أن يصل إلى القلوب والعقول بفاعلية. وضرب فضيلته أمثلة لنماذج من الدعاة الصادقين الذين امتازوا بتمكنهم من اللغة العربية، مما ساهم في نجاح دعوتهم. كما أشار إلى أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي هوية وثقافة تحمل بين طياتها رسالة الإسلام وتاريخه.
جاءت هذه الندوة في إطار جهود كلية الدعوة الإسلامية لتأهيل طلابها وتمكينهم من أدوات الدعوة، وعلى رأسها اللغة العربية، باعتبارها الركيزة الأساسية للدعوة الإسلامية. كما أكدت أهمية التمسك بالثقافة اللغوية المتجددة لمواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية في العصر الحديث.
0 تعليق