من بين ضحايا عقار العباسية المنهار، والتي تحطمت تحته العديد من الاحلام وشهد الصراخات من الأهالي التي فقدت أبناء، حيث أنه في حي الوايلي في العباسية وقع انهيار مفاجئ لعقار قديم مكون من 5 طوابق، وكان من بن الطوابق شاب في مقتبل العمر، يعمل على تجهيز شقة الزوجية التي كان ينتظرها بفارغ الصبر ليبدأ حياة جديدة مع شريكة حياته، ولكن القدر كان له رأي آخر.
الحلم الذي تحطم تحت الأنقاض
محمد كان شابًا طموحًا، معروفًا بحبه للعمل وإرادته في بناء حياة مستقرة، استلم شقة بالإيجار في أحد العقارات في شارع العباسية، وتحديدًا في العقار الذي شهد انهياره المأساوي.
وكان يقضي أيامه في تشطيب شقته الجديدة، يجهزها ليبدأ حياة جديدة مع زوجته المستقبلية، عمله لم يكن يتوقف، وكان يتنقل بين محلات مواد البناء والمقاولين في المنطقة، يطمئن على آخر لمسات الشقة ويعد الأيام لحين بدء حياته الزوجية.
لكن، وفي لحظة مأساوية، انهار عقار العباسية، والذي كان يعمل على تجهيز شقته فيه، ليجد محمد نفسه أسيرًا تحت الأنقاض، الحلم الذي طالما تمناه تحطم في لحظة، تاركًا وراءه حزنا لا يوصف لدى عائلته وأصدقائه وأبناء منطقته، تم استخراج جثمانه من تحت الأنقاض، وتم نقله إلى ثلاجة المستشفى في مشهد يزيد من الحزن والألم.
زينة شباب العباسية فقيد عقار الويلي المنهار
عُرف محمد في المنطقة بلقب "زينة شباب العباسية". كان دائمًا حاضرًا في مناسبات الأحياء المحلية، يشارك في الأفراح والأتراح، محط احترام الجميع، كانت ابتسامته لا تفارق وجهه، وطموحه لا حدود له، لطالما كان محط إعجاب لأصدقائه وجيرانه، حيث كان يمثل الأمل والطموح في عالم يتطلب الكثير من المثابرة والصبر، حلمه بتأسيس أسرته الخاصة كان يبعث على التفاؤل في قلوب كل من يعرفه.
اقرأ أيضا
الحزن الذي خلفه وراءه
بعد انهيار العقار ووفاته أسفل أنقاضه، ترك محمد فراغًا كبيرًا في قلوب من يعرفونه، الشاب الذي كان يعد لحياته الخاصة ويعشق حلمه بالبناء والاستقرار، أصبح ذكرى مؤلمة لكل من شهدوا نشاطه وحيويته، وفاته لم تكن مجرد خسارة لعائلته وأصدقائه، بل كانت خسارة للحي كله، الذي فقد أحد أبناءه الطموحين.
آخر تطورات حادث انهيار عقار العباسية
ووفقًا للمتحدث الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور حسام عبدالغفار، فإن الحصر المبدئي للضحايا أشار إلى وفاة 8 أشخاص من سكان العقار، بينما أصيب 3 آخرون تم نقلهم إلى مستشفى الدمرداش لتلقي العلاج. بينما استمر تواجد سيارات الإسعاف في موقع الحادث لإجلاء المصابين والبحث عن المزيد من الضحايا أو الجثث.
تحقيقات النيابة في انهيار عقار الوايلي
انتقلت النيابة العامة إلى المستشفيات لسماع أقوال المصابين، كما تم انتداب الطب الشرعي لمعاينة الجثث وتحديد سبب الوفاة. وكشفت التحقيقات الأولية عن أن العقار كان قد صدر له قرار ترميم منذ عام 1993، لكنه لم يُنفذ، مما أدى إلى تهالكه وتصدعه. هذا التقاعس في تنفيذ أعمال الترميم أُعتبر سببًا رئيسيًا لانهيار المبنى.
0 تعليق