شهدت الساحة الفنية السورية تغييرات ملحوظة في أعقاب انتهاء حقبة حكم بشار الأسد الذي استمر 24 عامًا،هذا التطور أثار العديد من ردود الأفعال الجريئة من قبل بعض الفنانين الذين كانوا في السابق داعمين للنظام،وبنفس الوقت، تصاعدت أعداد المواطنين الذين عبروا عن عدم رضاهم عن مواقف بعض هؤلاء الفنانين، مما أدى إلى تصنيفهم في قائمتين قائمة العار وقائمة الشرف،يشهد هذا الصدد تحولًا اجتماعيًا واحتقانًا سياسيًا يؤدي إلى إعادة تقييم الولاءات السياسية للفنانين في سوريا.
موقف جمال سليمان من النظام السوري
من بين الفنانين الذين تصدوا لسلطة النظام، يأتي جمال سليمان كأحد أبرز الأسماء،هذا الفنان الذي كانت مواقفه إزاء النظام ثابتة وراسخة، واجه تحديات وصعوبات جمة،لقد تعرض للانتقاد والاتهامات بالخيانة من بعض زملائه الذين استمروا بدعم النظام، وهو ما دفعه إلى التمسك بموقفه منطلقًا من حبه لوطنه،عانت مسيرته الفنية من الإقصاء والتهميش، حيث أدرجته السلطات السورية في القائمة السوداء، مما منعه من الظهور مجددًا في القنوات المحلية.
تصريحات جمال سليمان عقب التجديد الرئاسي
بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سوريا، وهو ما اعتبره البعض نتيجة محسومة مسبقًا، أدلى جمال سليمان بتصريحات جريئة حول موقفه من النظام، حيث أعرب عن أسفه لأسلوب الحكم وأكد أنه تراجع عن تأييده السابق،وصف نظام بشار الأسد بـ “الطاغية”، معبرًا عن قناعته بأن التاريخ سيشهد على مواقف الفنانين في هذا الإطار،تأثير تلك التصريحات كان عميقًا، إذ أعادت إلى الأذهان معاناة الكثيرين من الشعب السوري ورغبتهم في التغيير.
حنين واشتياق للفن والوطن
في مواقف تعبر عن مشاعره تجاه وطنه، تحدث جمال سليمان عن مشاعر الاغتراب التي تعتريه في ظل الغربة،عبر عن اشتياقه لوطنه مع التأكيد على أن متابعة الأخبار من بعيد تجعله يشعر بالعزلة،كما أشار إلى أهمية تسليط الضوء على التاريخ ووجهات النظر المتباينة حول النظام السياسي في سوريا.
شروط العودة إلى سوريا
أعلن جمال سليمان شروطه المتعلقة بالعودة إلى وطنه، مؤكدًا أنه لن يعود إلا في حال وجود نظام ديمقراطي يحترم حرية التعبير وقيم الشفافية،هذا التصريح كان بمثابة نقد لاذع للنظام السابق، مما يبرز انتقاله من فنان يؤيد إلى صوت معارض يسعى للاصلاح السياسي في بلاده.
ترشح جمال سليمان للرئاسة
في خطوات جريئة جديدة، أعرب جمال سليمان عن نيته الترشح لمنصب رئيس الجمهورية السورية، مشيرًا إلى عدم وجود مرشح مناسب في ظل الوضع الحالي،هذا القرار يعكس رغبة لدى بعض الشخصيات العامة لإحداث تغيير حقيقي ضمن النظام السياسي السوري.
ردود الفعل على قائمة العار
وفي إطار متصل، أعد الناشطون السياسيون قائمة تناولت أسماء فنانين سوريين وضعوا في إطار “قائمة العار”،من بين هؤلاء، تصدرت أسماء مثل دريد لحام، باسم ياخور، وميادة الحناوي،تلك القائمة تعكس حالة من الانقسام بينما يسعى المجتمع للنظر في مواقف هؤلاء الفنانين من صراعات البلاد وتسويغ خياراتهم السياسية.
ختامًا، يمكن القول إن تغير المواقف السياسية للفنانين في سوريا، مثل موقف جمال سليمان، يعكس مرحلة جديدة من الوعي والانعتاق الثقافي،هذه التحولات لن تقتصر على سطح المشهد الفني، بل قد تسهم في تغيير الديناميات السياسية والاجتماعية داخل المجتمع السوري،وبذلك، تصبح الفنون وسيلة للتعبير عن الرأي ووسيلة للنضال ضد الظلم والإقصاء، مما يحتّم على جميع المهتمين متابعة هذه التحولات المهمة.
0 تعليق