أكد أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام والمعروف بلقب أبو محمد الجولاني، أن الشعب السوري منهك جراء سنوات الحرب الطويلة، مشيراً إلى أن البلاد غير مستعدة للانخراط في نزاع جديد. جاءت هذه التصريحات في مقابلة تلفزيونية، حيث شدد على أهمية الاستقرار ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري.
سوريا المنهكة: دعوة للاستقرار ورفض الحروب
في مقابلة تلفزيونية، قال الجولاني إن الناس منهكة من الحرب. لذا البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى، وهي لن تنخرط في حرب أخرى. وأكد أن الأولوية في المرحلة المقبلة هي إعادة بناء البلاد وإرساء الأمن، بعيداً عن أي صراعات جديدة قد تؤدي إلى تفاقم معاناة الشعب.
وأشار الشرع إلى أن القيادة العسكرية تسعى لطي صفحة النزاعات المسلحة والتركيز على تحقيق العدالة والتنمية، معتبراً أن الشعب السوري يستحق مرحلة من الهدوء بعد أكثر من عقد من النزاع.
محاسبة المجرمين: قائمة ومكافآت لتقديم الجناة للعدالة
شدد أحمد الشرع في بيان صدر الثلاثاء على أن هيئة تحرير الشام لن تتوانى عن محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الشعب السوري، موضحاً أن القيادة العسكرية ستعمل على ملاحقة مجرمي الحرب سواء داخل سوريا أو في الدول التي فروا إليها.
وأعلن الشرع عن إعداد قائمة بأسماء كبار المتورطين في جرائم الحرب، مشيراً إلى أن هذه القائمة ستُعلن قريباً. كما أضاف أنه سيتم تقديم مكافآت مالية لكل من يدلي بمعلومات تساعد في القبض على كبار الضباط والمتورطين في الجرائم.
وأكد أن القيادة العسكرية تلتزم بمبدأ التسامح مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، لافتاً إلى إصدار عفو خاص لمن كانوا في الخدمة الإلزامية، بهدف تعزيز المصالحة الوطنية.
التطورات الميدانية: سقوط الأسد وفراره إلى روسيا
منذ حوالي أسبوعين، شنت الفصائل المسلحة هجوماً واسعاً على عدة مناطق سورية، تمكنت خلاله من السيطرة على حلب وحماة وحمص، ثم العاصمة دمشق. وفي الثامن من ديسمبر، أعلنت سقوط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي سافر إلى روسيا حيث حصل على حق اللجوء الإنساني.
هذا التطور وضع سوريا أمام مرحلة جديدة من تاريخها، حيث تواجه تحديات كبيرة تتعلق بإعادة الإعمار، وتحقيق العدالة، واستعادة الحياة الطبيعية في ظل غياب الدولة المركزية لعقد كامل.
مستقبل سوريا: طريق السلام والتنمية
مع نهاية حكم الأسد ودخول سوريا مرحلة انتقالية، تبدو التحديات متعددة. لكن تصريحات الجولاني تشير إلى رؤية تركز على تحقيق السلام والعدالة للشعب السوري، بعيداً عن النزاعات المسلحة التي أرهقت البلاد.
0 تعليق