يُعد مشروع «حياة كريمة» من المبادرات الوطنية البارزة التي أطلقتها الدولة المصرية بهدف تطوير الريف المصري وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين في القرى،تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الخدمات الأساسية والمرافق العامة، وتخفيض معدلات الفقر، وضمان وصول التنمية إلى جميع المناطق الريفية،تحمل هذه الدراسة نظرة معمقة إلى مؤشرات نجاح المرحلة الأولى من المشروع والمساهمات الكبيرة في جميع قطاعات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مع تحليل النتائج المرحلية التي تم التوصل إليها حتى نهاية نوفمبر 2025.
معدل تنفيذ مشروعات حياة كريمة
أفادت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بأن مشروع «حياة كريمة» شهد نسبة تنفيذ بلغت 85.5% بنهاية نوفمبر 2025،كما عُضدت الإتاحات المالية للمبادرة إلى 295.5 مليار جنيه، وهو ما يمثل 84.4% من إجمالي التكاليف المقررة،وبحسب التقرير، أتم المشروع تطوير 100 قرية بتكلفة إجمالية تبلغ 21 مليار جنيه، مما أثر بشكل إيجابي على جودة الحياة لأكثر من 1.2 مليون مواطن،يُظهر ذلك تحسنًا ملحوظًا في مؤشر “معدل إتاحة الخدمات الأساسية” بمقدار 69 نقطة مئوية، وهو دلالة على نجاح المشروع في تحقيق أهدافه.
توسيع نطاق المبادرة وتأثيراتها
تُظهر البيانات أن المشروع يعدّ الأضخم عالميًا من حيث عدد المستفيدين، حيث يتمتع 18 مليون شخص في المرحلة الأولى فقط بالتحسينات المطلوبة في حوالي 1500 قرية،عُدّت تكلفة المرحلة الأولى للمبادرة 350 مليار جنيه، مع توفير حوالي 23 ألف مشروع،تُبرز هذه الأبعاد مدى التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة من خلال تلبية احتياجات المجتمعات الريفية.
أهداف التنمية المستدامة
تأتي المبادرة ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة الـ 17، حيث تم تسجيلها على منصتي الأمم المتحدة “مسرعات تحقيق الأهداف” ومنصة “أفضل الممارسات”،ينطلق مشروع “حياة كريمة” من مبدأ الشراكة في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ، مع الحرص على قياس النتائج ومؤشرات الأداء،يعد تخفيض الفقر متعدد الأبعاد أحد الأهداف الرئيسية للمبادرة، مع التركيز على معالجة الفجوات التنموية بين المحافظات.
قطاع التعليم ومساهمات حياة كريمة
تُظهر المشاريع التعليمية ضمن “حياة كريمة” جهودًا واضحة في مواجهة مشكلتي كثافة الفصول ومحو الأمية،تم إنشاء وتطوير 15 ألف فصل وصيانة 1300 مدرسة، بالإضافة إلى محو أمية 510 آلاف مواطن،أسهمت هذه الجهود في تقليل كثافة الفصول بمعدل 3 نقاط مئوية في بعض المحافظات، كما انخفض معدل الأمية بمعدل 7 نقاط مئوية خلال الفترة من 2021 إلى 2025.
تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي
في مجال المياه والصرف الصحي، تمثل هذه القطاعات نسبة 50% من مخصصات المرحلة الأولى، حيث تم إنشاء 21 محطة معالجة صرف صحي ومشاريع للصرف الصحي تجاوزت 937 مشروع،ارتفع عدد المشتركين في هذه الخدمات بنسبة 45%، مع خطط لرفع نسبة التغطية بالصرف الصحي إلى 90%،على صعيد مياه الشرب، تم إنشاء وتطوير 248 محطة شرب و1380 مشروعًا للدعم الشبكي، مما أدى إلى تحسين كبير في نسبة التغطية.
توسيع شبكة الغاز الطبيعي والاتصالات
تم استكمال توصيل شبكات الغاز الطبيعي إلى نحو 506 قرى، مما أثرى عدد المشتركين لتصل نسبتهم إلى 299%،كما تم توصيل 766 قرية بشبكة الألياف الضوئية التي ساعدت في عدد المشتركين في الاتصالات بنسبة 41%، في حين تم تركيب 1277 برج شبكات محمول لتحسين الخدمة.
جهود الشمول المالي
شهد المشروع في مجال التمويل نجاحًا ملحوظًا، حيث تم توفير 65.6 مليار جنيه لمشروعات صغيرة ومتوسطة،تم إنشاء 137 فرع بنكي، بالإضافة إلى توفير 1254 ماكينة صراف آلي، مما يعكس تحسين نسبة الشمول المالي بنسبة 11 نقطة مئوية.
مشروعات مستقبلية وتطلعات جديدة
يستمر مشروع “حياة كريمة” في دعم جهود الدولة في مجالات الصحة والبيئة، حيث يتم إنشاء 1102 وحدة صحية و24 مستشفى مركزي،تُساعد المبادرة أيضًا في تحقيق أهداف استراتيجية التحول المناخي، مع وجود نسبة 30% من استثماراتها مخصصة لمشاريع خضراء،يُحتمل أن يكون هذا المشروع نموذجًا يُلهم المبادرات التنموية في المنطقة بأسرها.
يُمثل مشروع “حياة كريمة” خطوات مصيرية نحو التقدم والتنمية، حيث يُعد نقطة تحول في حياة ملايين المواطنين،يُظهر البرنامج التزام الدولة بتجسيد العدالة الاجتماعية وتحقيق تنمية شاملة ومتكاملة لكافة المناطق الريفية،إن الأثر المتوقع من هذه الجهود يكمن في تعزيز قاعدة ازدهار المجتمع المصري ككل، مما يساهم في بناء مستقبل أفضل بأذرع التنمية المستدامة.
0 تعليق