تفريغ تدريجي لمياه سد النهضة.. هل فقدت إثيوبيا الأمل في تشغيل التوربينات؟ - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

تعتبر قضية سد النهضة من القضايا الحيوية التي تؤثر على منطقة حوض النيل بعمق، حيث ارتبطت بشكل مباشر بالأمن المائي لدول المصب، لا سيما مصر والسودان،في الآونة الأخيرة، بدأت التساؤلات تتزايد حول الأسباب وراء اتخاذ إثيوبيا قرار فتح بوابات السد والتفريغ التدريجي من مياهه،يتناول المقال الحالي تحليل هذه الظاهرة وفقًا لتصريحات الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، بهدف فهم الموقف الحالي لإثيوبيا من تشغيل توربينات السد وسيناريوهات المستقبل،يهدف هذا البحث إلى تقديم تحليل شامل لمسببات التفريغ التدريجي ونتائجه المحتملة.

كمية المياه المخزنة في سد النهضة

أشار الدكتور عباس شراقي إلى الكمية اليومية الحالية من المياه الواردة إلى سد النهضة، والتي لم تتجاوز 50 مليون متر مكعب من بحيرة تانا مع بعض الأمطار المحدودة،وتبين أن هذه الكمية لا تكفي إلا لتشغيل توربين واحد فقط من التوربينات الأربعة التي كانت معدة للعمل، وما كان يتطلبه ذلك من إغلاق جميع بوابات المفيض،وعليه، وبسبب عدم تشغيل أي من هذه التوربينات، تمت الاستعانة بفتح ثلاثة إلى أربعة بوابات من المفيض العلوي في سبتمبر الماضي، وذلك تزامنًا مع موسم الأمطار، كما أوضح شراقي عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.

تأثير تغيرات المناخ والأمطار على تدفق المياه

مع تراجع هطول الأمطار، أشار شراقي إلى أنه تم فتح بوابتين في 4 نوفمبر الماضي، ثم بوابة واحدة أخرى في 19 من نفس الشهر، ليصل إجمالي كمية المياه المنصرفة من السد إلى حوالي 100 – 150 مليون متر مكعب يومياً،ورغم قلة الأمطار، اعتبر أن مستوى التخزين قد استقر عند منسوب 538 مترًا بإجمالي 60 مليار متر مكعب منذ الخامس من سبتمبر 2025.

الاستعداد لتشغيل التوربينات وعددها

كان من المُخطط أن تُستخدم هذه الكمية من المياه، إضافة إلى أكثر من 150 مليون متر مكعب من المخزون السابق، لتشغيل التوربينات،وفقًا للتصريحات في شهري أغسطس ونوفمبر الماضيين، كان من المتوقع إضافة ثلاثة توربينات جديدة في ديسمبر الجاري، مما يرفع العدد الإجمالي للتوربينات الجاهزة للعمل إلى سبعة،إلا أنه، يبدو أن هناك تأخيراً في تركيب التوربينات الجديدة وذات النتائج كانت محدودة.

التحديات المستمرة مع تشغيل التوربينات

أبدى الدكتور شراقي مخاوفه من استمرار المشاكل المتعلقة بتشغيل التوربينات، حيث توقفت الأربعة التوربينات السابقة، ولا توجد أخبار تُشير إلى تقدم في تركيب التوربينات الجديدة،وعليه، يتساءل عن إمكانية أن تكون إثيوبيا قد فقدت الأمل في تشغيل التوربينات في الوقت القريب، مما دفعها إلى اتخاذ قرار التفريغ التدريجي كبديل عن التفريغ الكبير قبل حلول موسم الأمطار التالي.

في الختام، يستدعي الوضع الحالي إدارةً استراتيجيةً دقيقة من قبل إثيوبيا، حيث يجب أن يتم التخلص من 25 مليار متر مكعب على الأقل قبل بدء موسم الأمطار المقبل،يتوجب اتخاذ قرارات مناسبة إما من خلال الاستفادة من هذه الكميات عبر تشغيل التوربينات أو عن طريق فتح بوابات المفيض بشكل تدريجي،إن الاستجابة لهذه التحديات ستظل أساسية لضمان إدارة المياه بشكل مستدام وخدمة مصالح الدول المعنية، ومواجهة المخاطر المرتبطة بالموارد المائية في المستقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق