في خطوة لضمان استقرار سوق البنزين في كاليفورنيا، أقرّت الولاية قانونًا جديدًا في أكتوبر/تشرين الأول (2024) يهدف إلى منع ارتفاع الأسعار، إلّا أن هذه التغييرات التنظيمية تفرض ضغوطًا على المصافي المحلية.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، يمنح القانون الجديد لجنة الطاقة في الولاية تحديد وتنظيم الحدّ الأدنى لمستويات تخزين المنتجات النفطية المكررة، بناءً على عدّة عوامل، منها ظروف السوق الإقليمية والطلب الموسمي وأحجام المصافي وسعة التخزين المتاحة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر القانون للجنة خيار تنفيذ آلية امتثال قابلة للتداول، على غرار برامج مثل معيار الوقود منخفض الكربون في كاليفورنيا.
ورغم هذه الجهود، تواجه سوق البنزين في كاليفورنيا تحديات إضافية، خاصة مع تخطيط شركة فيليبس 66 لإغلاق مصفاة ويلمنغتون خلال الربع الرابع من عام 2025، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم قيود العرض وزيادة اعتماد الولاية على الواردات.
هل تتأثر سوق البنزين في كاليفورنيا بإغلاق المصفاة؟
تسهم مصفاة ويلمنغتون، البالغة سعتها 139 ألف برميل يوميًا، بنحو 8% من قدرة التكرير في الولاية؛ لذا قد تتأثر سوق البنزين في كاليفورنيا بقرار الإغلاق.
فقد أوضحت شركة فيليبس 66 أن قرار الإغلاق ليس مرتبطًا بالتغييرات السياسية الأخيرة، بل يعكس تقييمها لبيئة قطاع التكرير في الولاية، معلنةً أنها تخطط لإعادة استعمال المنشأة لاستيراد الوقود من خلال بُنيتها التحتية الحالية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول، ثمة العديد من الأسباب التي أدت إلى إغلاق المصفاة، أبرزها:
- انخفاض هوامش التكرير بالساحل الغربي منذ منتصف العام الجاري.
- ارتفاع فروق أسعار التكرير بالساحل الغربي مقارنة بالمناطق الأخرى، بسبب ظروف العرض والطلب.
- ارتفاع التكاليف؛ نظرًا لامتثال المصافي للوائح البيئية الصارمة، مثل برنامج تحديد الانبعاثات وتداولها ومعيار الوقود منخفض الكربون، الذي يفرض شراء أرصدة الكربون للوقود الذي تبيعه.
- تحمُّل الساحل الغربي تكاليف أعلى لتوفير النفط الخام بسبب الإنتاج المحدود في المنطقة وطرق الاستيراد الطويلة، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود.
- تواجه المصافي انخفاض الربحية في إنتاج أنواع الوقود الأخرى، مثل وقود الطائرات.
- أدى الاعتماد المتزايد على الديزل المتجدد إلى انخفاض الطلب على الديزل التقليدي.
يشار إلى أن شركة فيليبس 66 حوّلت مصفاة "روديو" بالقرب من سان فرانسيسكو لإنتاج الديزل المتجدد بدلًا من معالجة النفط الخام.
وبحسب التقرير، من المتوقع أن يكون لإغلاق مصفاة ويلمنغتون تداعيات كبيرة على سوق البنزين في كاليفورنيا، لا سيما أن الساحل الغربي يمتلك بُنية تحتية محدودة، ما يُجبر المصافي الأخرى في الولاية على رفع الإنتاج، فضلًا عن زيادة الاعتماد على الواردات.
طبيعة سوق البنزين في كاليفورنيا
لقد تشكلت سوق البنزين في كاليفورنيا من خلال مجموعة من العوامل التنظيمية والبيئية واللوجستية التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود مقارنة ببقية الولايات الأميركية.
وتتجاوز أسعار تجزئة البنزين في الولاية المتوسط الوطني بأكثر من دولار للغالون، مدفوعة بعدّة عوامل، أبرزها:
- ارتفاع تكاليف النفط الخام
- نفقات التكرير
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي مستويات المخزون دورًا حيويًا في تقييم مدى توفر المشتقات النفطية، إذ غالبًا ما يتسبب انخفاض المستويات في حدوث أزمة في الإمدادات وارتفاع الأسعار.
وعند استبعاد أحجام خطوط الأنابيب من المخزون الإجمالي، كانت مستويات تخزين البنزين في كاليفورنيا أقل من المتوسط الوطني بناءً على مقياس عدد أيام الإمدادات، والتي تُحسَب عن طريق قسمة المخزون على الاستهلاك اليومي.
وعلى مدى السنوات الـ5 الماضية (2019-2023)، بلغ متوسط مخزونات البنزين في كاليفورنيا 20 يومًا من الإمدادات، وهو أقل من متوسط الولايات المتحدة، البالغ 21.6 يومًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- تحديات تواجه سوق البنزين في كاليفورنيا من إدارة معلومات الطاقة
0 تعليق