يبدو أن هيئة إصلاح السكك الحديدية (ARF) مصممة على إدخال قطارات الهيدروجين إلى الشبكة، رغم التجارب المخيّبة للآمال، لـ3 مناقصات سابقة محليًا وحوادث أوروبية.
وبحسب آخر تحديثات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فتحت الحكومة الرومانية باب المشاركة في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري (2024) بمناقصة لشراء 12 قطارًا يعملون بوقود الهيدروجين.
وسجّلت المناقصات الـ3 السابقة فشلًا مدويًا، سواء بسبب عدم تقدّم أيّ شركات، أو عدم الامتثال للشروط، في ضربة لخطة تحديث شبكة السكك الحديدية ودمج التقنيات الخضراء والمستدامة بأنظمة النقل.
ونتيجة لذلك، أعلنت رومانيا تخلّيها عن إقامة مناقصات قطارات الهيدروجين في سبتمبر/أيلول (2024)، كما أعلن رئيس الوزراء مارسيل سيولاكو في أغسطس/آب خطة لتوجيه أموال المناقصة المدعومة صندوق التعافي والمرونة بعد وباء كورونا، باستثمارات 1.8 مليار يورو لصالح تطوير الطرق السريعة.
تفاصيل مناقصة قطارات الهيدروجين
إلى جانب عملية الشراء، تتضمن المناقصة تقديم خدمات الصيانة والإصلاحات الضرورية لتشغيل قطارات الهيدروجين على مدار 15 عامًا، مع خيار تمديدها لمدة 30 عامًا.
وتتراوح قيمة العقد الذي يستمر 225 شهرًا بين 1.59 مليارًا و2.46 مليار ليو (338 - 523 مليون دولار) دون حساب ضريبة القيمة المضافة.
*(الليو الروماني = 0.21 دولارًا أميركيًا).
وآخر موعد لتقديم طلبات المشاركة في الساعة 3 مساءً بالتوقيت المحلي يوم 12 يناير/كانون الأول المقبل (2025).
وسيكون اختيار العروض الفائزة بناءً على الأسعار بنسبة 70% وفائض القيمة مثل سعة النقل 8% وموعد التسليم 12% ومدى توافر القطارات خلال مدة الضمان والصيانة 10%.
وفشلت المناقصات الـ3 السابقة لشراء قطارات الهيدروجين في رومانيا نتيجة عدم تقديم عروض مناسبة في المزايدة الثالثة والأخيرة، وعدم تقديم مناقصات بالأساس في الأولى والثانية.
ورومانيا حاليًا صاحبة أدنى نسبة لكهربة شبكة السكك الحديدية في أوروبا (باستثناء دول البلطيق) بنسبة 20% فقط، بما يشكّل خُمس إجمالي خطوط الشبكة.
أزمة قطارات الهيدروجين في أوروبا
يُنظر إلى قطارات الهيدروجين بوصفها أحد سبل إزالة الكربون والتحول بعيدًا عن النفط الملوث؛ تحقيقًا لأهداف المناخ، لكن الصناعة الوليدة تعرضت لعدّة نكسات خلال العام الجاري (2024)، بفعل عدم توافر الوقود وارتفاع التكاليف من بين مشكلات أخرى.
ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة، يُعَدّ الهيدروجين مصدر طاقة منخفض الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري، وقادرًا على كهربة قطاعات يصعب تقليل بصمتها الكربونية، مثل الصلب والكيماويات والنقل والأسمدة.
وفي هولندا، لم تتقدم أيّ شركة للمشاركة في أولى مناقصات مقاطعة خرونينغن لتوفير قطارات الهيدروجين وبناء محطة للتزود بالوقود في ضربة لخطة تشغيل قطارات خالية من الانبعاثات بحلول عام 2035، وصولًا إلى الحياد الكربوني في 2050.
وفي النمسا، أُلغيت في أبريل/نيسان خطط لإحلال القطارات العاملة بالهيدروجين محل نظيرتها العاملة بالبنزين، بعدما توصلت دراسة مستقلة إلى أنه يمكن تحقيق إزالة أسرع للكربون، وبتكلفة أقل، عن طريق القطارات الكهربائية العاملة بالبطارية.
وفي سبتمبر/أيلول، قررت ألمانيا وقف تشغيل أول خط لقطارات الهيدروجين خلال عام 2025 كاملًا، واعتماد الديزل بدلًا منه، بسبب نقص إمدادات الوقود.
وبدأ تشغيل الخط الذي يضم 14 قطارًا في أغسطس/آب (2022) في ولاية ساكسونيا السفلى، بتكلفة 93 مليون يورو (98.35 مليون دولار أميركي).
*(اليورو = 1.06 دولارًا أميركيًا).
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، نفد الهيدروجين من 23 محطة للتزود بالوقود من أصل 83، بعد انفجار شاحنة لنقل أسطوانات الهيدروجين في مصنع تابعة لشركة ليندا للغازات الاصطناعية (Linde) شرق البلاد.
وتعوّل ألمانيا على الهيدروجين لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2045، وأطلقت في العام الماضي (2023) إستراتيجية طموحة لبناء شبكة نقل بطول 10 آلاف كيلومتر تقريبًا، لكن قيل، إنها أعلى تكلفة من شبكة الغاز الحالية بنسبة 87%، وتحمّل المواطنين تكاليف مرهقة.
كما طرحت صاحبة أكبر اقتصاد أوروبي خططًا لبناء 20 محطة كهرباء تعمل بالغاز المسال وجاهزة للعمل بالهيدروجين مستقبلًا بوصفها حلًا مثاليًا للجمع بين الأهداف المناخية وتحقيق أمن الطاقة.
لكن الخطوة وُصفت بـ"رهان محفوف بالمخاطر"، فضلًا عن اتهامها بتأخير أهداف الكهربة المباشرة والغسل الأخضر وارتفاع تكلفة إنتاج الهيدروجين ونقله.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- تفاصيل مزايدة قطارات الهيدروجين على منصة "هيدروجين إنسايت"
0 تعليق