شهدت مدينة حمص السورية تطورًا ميدانيًا لافتًا، حيث تمكنت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام من دخول المدينة ليلة السبت بعد مناوشات استمرت ثلاثة أيام.
وقال سكان محليون إن الفصائل سيطرت على جميع أحياء المدينة، في حين أكدت مصادر ميدانية أن الجيش السوري بدأ بالانسحاب تدريجيًا من حمص باتجاه العاصمة دمشق.
انسحاب الجيش السوري وسيطرة كاملة على مرافق رئيسية
أكد سكان من داخل المدينة لتحيا مصر أن الجيش السوري أتم انسحابه من حمص مساء السبت، تاركًا خلفه السجن المركزي، الذي قامت الفصائل المسلحة بالسيطرة عليه وإطلاق آلاف المحتجزين.
هذا الانسحاب يعكس تحولات كبيرة في خريطة السيطرة العسكرية، حيث أصبحت حمص بالكامل تحت سيطرة الفصائل المسلحة بعد أيام قليلة من استيلائها على مدينتي حلب وحماة.
أهمية حمص الاستراتيجية: الطريق إلى دمشق
تُعد حمص، التي يزيد عدد سكانها عن 1.4 مليون نسمة، موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في سوريا.
المدينة تقع على الطريق السريع الدولي "إم 5"، الذي يربط الشمال بالعاصمة دمشق، مما يجعلها نقطة محورية لأي تحركات عسكرية نحو الجنوب.
تبعد حمص حوالي 40 كيلومترًا جنوبي حماة، التي سقطت أيضًا في يد الفصائل المسلحة يوم الخميس الماضي، وتُعتبر محطة رئيسية على الطريق المؤدي إلى دمشق، الهدف النهائي المعلن للفصائل المسلحة.
هيئة تحرير الشام: من حلب إلى حمص
يأتي هذا التقدم السريع ضمن سلسلة من التحركات التي نفذتها الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
فبعد سيطرتها الكاملة على مدينة حلب الأسبوع الماضي، تحركت الفصائل باتجاه حماة، ومن ثم نحو حمص، في تطور يعكس استراتيجية لتوسيع رقعة السيطرة شمالًا وجنوبًا.
ويشير محللون إلى أن هذا التقدم يعكس ضعفًا متزايدًا في صفوف الجيش السوري، وسط انسحاب مفاجئ من مواقع استراتيجية دون مقاومة تُذكر.
التداعيات الإقليمية: تهديد لدمشق واستنزاف للحكومة السورية
يسيطر القلق على الأوساط السياسية والعسكرية في دمشق، مع اقتراب الفصائل المسلحة من العاصمة.
حمص تمثل البوابة الشمالية إلى دمشق، وسقوطها قد يعني تقويض قدرة النظام السوري على حماية العاصمة، مما يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى.
كما أن السيطرة على حمص تعزز قدرة الفصائل على قطع الإمدادات بين دمشق والساحل السوري، ما يُشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الحكومة السورية.
0 تعليق