في قاعة محكمة الأسرة المزدحمة، وقفت "أم دنيا" أمام القاضي بعيون تحمل خليطًا من الغضب والحزن، وبصوت متهدج ودموعها تنساب على وجنتيها، بدأت تسرد حكاية ابنتها "دنيا"، التي بدأت كأي قصة زواج تقليدية ولكن انتهت بمأساة اجتماعية ونفسية.
وقالت أم دنيا: "حضرتك بنتي دنيا، اللي عندها 21 سنة دلوقتي، كانت زي أي بنت بتحلم تعيش حياة مستقرة. لكن للأسف أبوها أصر إنها تتجوز ابن عمها، اللي عنده 24 سنة، رغم إنها كانت بتحب واحد تاني وهو رفضناه، ودي كانت أول غلطة في حياتها."
توقفت قليلًا لتلتقط أنفاسها وتستكمل لـ تحيا مصر: "دنيا اتجوزت وهي لسه في التاسعة عشر. أبوها قال ده الأصلح ليها، وصدقنا إنه راجل هيقدر يصونها. لكن للأسف، من أول يوم في الجواز بنتي شافت الويل. جوزها شغال في قهوة، وبعد ما اتجوزوا بـ20 يوم ساب الشغل. حضرته ما استناش حتى، خد خاتم الشبكة وباعه عشان يدفع الإيجار، ولما اعترضت بنتي، سرق منها الدبلة وهي نايمة وباعها برضو. لما واجهناه، أنكر وقال إنه مش هو اللي خدها."
وتابعت: "كان بيديها 50 جنيه في اليوم ويقولها: 'كفاية عليكِ كده'! يوم راحت تشتري وركين فراخ، أخواته اعترضوا وقالوا: 'ليه التبذير ده؟ اشتري ورك واحد بس!'".
واستكملت الأم: "بنتي عانت في الحمل. كنت بسألها: 'أكلتي يا دنيا؟' تقول لي: 'لا يا ماما، مفيش أكل في البيت.' زوجها مش قادر يوفر ليها حتى الأكل، ولما تعبت وحاولت تستحمله، قال لها فجأة: 'زهقت ومش قادر أتحمل أكتر، عايزين ننفصل.'"
توقفت الأم لثوانٍ وكأنها تحاول كبح غضبها، ثم أكملت: "وبعد يومين رجع وقال لها: 'مش هطلقك، انسي الموضوع.' بنتي سابت البيت ومشيت، لكن رفض يطلقها وأصر إنها تفضل مراته. لما رفضت معاشرته، كان بيعاملها بخشونة وكأنه بيغتصبها. طولها وصغر جسمها خلاها مش قادرة تدافع عن نفسها."
أخذت الأم نفسًا عميقًا، ثم أضافت: "رفعنا قضية خلع، وكسبناها الحمد لله. بس بنتي تعبت قوي من اللي شافته. دلوقتي هي عايشة معايا وبترعى بنتها الصغيرة 'سيلين' لوحدها، بعد ما بقت أم وأب ليها."
اختتمت حديثها بصوت حازم: "حسبي الله ونعم الوكيل فيه، خلى بنتي تبيع خاتمها بعد 20 يوم من الجواز عشان يصرف! أنا بس نفسي تاخد عفشها وتبدأ حياتها من جديد."
0 تعليق