يمثل الإسلام السياسي جزءاً جوهرياً من معادلة الأزمة السورية، حيث لعب دوراً محورياً في تفاقم الصراع.
انعكاسات هذا التيار لا تتوقف عند حدود سوريا، بل تمتد لتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري. من هنا تأتي أهمية دراسة هذا التيار بشكل أعمق ووضع استراتيجيات متكاملة لمواجهته.
كانت جماعة الإخوان المسلمين تمثل أحد أبرز تيارات الإسلام السياسي في سوريا قبل 2011. وتعرضت الجماعة للقمع الشديد في عهد حافظ الأسد، خاصة بعد أحداث حماة 1982، ما أدى إلى ضعف تأثيرها داخل سوريا وبروزها في المهجر.
وظل النظام السوري يعتمد على خطاب علماني، مع استغلال الإسلام المؤسساتي (المساجد والمؤسسات الدينية) لبناء شرعية سياسية.
الإسلام السياسي في خضم الثورة السورية:
بعد انطلاق الثورة السورية في 2011، لعبت جماعات الإسلام السياسي دوراً كبيراً في توجيه الحراك الشعبي.
ظهرت تيارات متعددة للإسلام السياسي، بدءًا من الإخوان المسلمين، إلى الجماعات السلفية الجهادية كـ"جبهة النصرة" وتنظيم "داعش".
دور تيارات الإسلام السياسي في تفكيك الدولة السورية
السلفية الجهادية وتنامي الإرهاب:
مع تراجع سيطرة الدولة، أفسحت الثورة المجال لظهور جماعات متطرفة تتبنى الفكر السلفي الجهادي مثل جبهة النصرة وداعش؛ هذه الجماعات تبنت رؤى أممية تتجاوز سوريا، مما ساهم في تدفق المقاتلين الأجانب.
التمويل الإقليمي للإسلام السياسي:
لعبت بعض القوى الإقليمية مثل تركيا وقطر دوراً في دعم تيارات الإسلام السياسي لتحقيق أهداف جيوسياسية.
الدعم المادي واللوجستي أسهم في تعزيز نفوذ هذه الجماعات على الأرض، ما أدى إلى تصاعد العنف وتنامي الإرهاب.
انعكاسات الإسلام السياسي على الأمن القومي المصري
الارتباط التنظيمي بين الجماعات الإرهابية:
العلاقة بين الجماعات المسلحة في سوريا وتنظيمات كـ"أنصار بيت المقدس" في سيناء تؤكد انتقال الأفكار والموارد بين هذه التنظيمات.
عودة المقاتلين المصريين الذين انضموا لجماعات إسلامية في سوريا يشكل تهديداً محتملاً للأمن الداخلي.
الأيديولوجيا المشتركة:
تشترك التنظيمات الإرهابية في سوريا مع بعض الخلايا الإرهابية في مصر في تبني خطاب إسلام سياسي متشدد، ما يسهل انتشار الفكر المتطرف.
مواقف الدول من الإسلام السياسي في سوريا
تركيا:
دعمت تركيا جماعات الإسلام السياسي، بما فيها الإخوان المسلمون والفصائل المسلحة الإسلامية، لتحقيق أجنداتها الإقليمية.
مثل هذا الدعم شكل تهديداً للأمن الإقليمي وأطال أمد النزاع السوري.
إيران:
دعمت إيران التيار الشيعي السياسي في سوريا، مما عزز الطابع الطائفي للأزمة وزاد من تعقيد المشهد السياسي والديني.
دول المنطقة:
قدمت بعض دول المنطقة دعماً لجماعات إسلامية معينة في إطار محاولاتها لموازنة النفوذ الإيراني والتركي في سوريا.
مصر في مواجهة تداعيات الإسلام السياسي في سوريا
متابعة التمويل الأجنبي:
على مصر مراقبة شبكات تمويل الإسلام السياسي في سوريا وتأثيرها على الجماعات الإرهابية في مصر.
تعزيز التعاون الإقليمي:
توسيع التعاون مع دول المنطقة لتقويض تأثير التنظيمات المسلحة المتصلة بالإسلام السياسي.
مواجهة الأيديولوجيا:
تطوير برامج تثقيفية وإعلامية تواجه الفكر المتطرف المتأثر بالإسلام السياسي، مع التركيز على الشباب.
0 تعليق