أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، بأن هيئة تحرير الشام تمكنت من السيطرة على المواقع الاستراتيجية القريبة من مدينة حماة، ودخلت مدينة السلمية دون أي مقاومة تُذكر.
تقع السلمية على بعد حوالي 30 كيلومترًا شرق مدينة حماة في وسط سوريا، وتُعد من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في الصراع السوري.
هذه السيطرة تأتي في وقت حساس حيث تتسارع الأحداث العسكرية في سوريا، بعد أن أصبحت حماة المدينة الثانية التي تتقدم إليها الفصائل المسلحة في غضون أيام قليلة، بعد أن خرجت حلب من سيطرة القوات السورية لأول مرة منذ اندلاع النزاع في عام 2011.
الجيش السوري يعيد تموضعه: ماذا بعد حماة؟
في مواجهة هذه التطورات، أعلن الجيش السوري سحب قواته من مدينة السلمية لتعيد تموضعها خارج المدينة. وقالت القيادة العامة للجيش في بيان لها: "حفاظًا على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة وعدم زجهم في المعارك داخل المدن، قامت الوحدات العسكرية المرابطة في المدينة بإعادة الانتشار والتموضع خارجها".
هذه الخطوة تطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل مدينة حماة وأثر ذلك على توازن القوى في سوريا.
يذكر أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أكد في وقت سابق أن تقدم الفصائل المسلحة باتجاه سلمية و تدمر قد يقطع طريق الإمداد الإيراني لحزب الله اللبناني المعروف بطريق طهران – بيروت، وهو ما يعكس أهمية هذه المواقع في الصراع الإقليمي.
الصراع في سوريا: المرحلة التالية بعد حماة
بالتوازي مع المعارك الدائرة في حماة، تتصاعد التوترات العسكرية في مختلف أنحاء سوريا. فبعد استعادة هيئة تحرير الشام السيطرة على العديد من المواقع الاستراتيجية في شمال البلاد، يواجه الجيش السوري تحديات كبيرة في محاولة للحفاظ على الأراضي التي بقيت تحت سيطرته.
تعتبر حماة وسلمية من النقاط الحيوية التي قد تُسهم في تحديد مسار النزاع في المرحلة القادمة. وبالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لمدينة سلمية التي تربط بين مدن مثل حماة وحمص، فإن سقوط المدينة بيد الفصائل المسلحة قد يؤدي إلى تغيير موازين القوى في هذه المنطقة الحساسة.
الاستعدادات العسكرية والمستقبل السياسي لسوريا
مع تقدم الفصائل المسلحة وظهور هيئة تحرير الشام كقوة رئيسية في شمال سوريا، تتزايد المخاوف من امتداد هذه الانتصارات إلى مناطق أخرى، مثل حمص و تدمر.
ولعل التساؤلات الآن تدور حول استجابة القوات السورية للمستجدات العسكرية، وكذلك دور روسيا و إيران في التدخلات العسكرية القادمة.
وفي ظل هذه التغيرات، يبقى مشهد سوريا معلقًا بين الأمل في التوصل إلى حل سياسي عبر محادثات جنيف والواقع العسكري المتسارع.
0 تعليق